إن العناية بتعليم اللغة في القرن الحادي والعشرين لم تعد مقيدة بالأنظمة والقوانين والمحفوظات والتقاليد الروتينية، بل أصبحت تميل إلى الاستخدام الفعلي للغة ومحتواها الثقافي بوصفها وسيلة للتواصل والاتصال وتبادل المعلومات مع الآخرين حول العالم. ومع وجود التقنيات العلمية في وسط الحلبة فقد تـمّ إلغاء الحدود الجغرافية والحواجز الفزيائية، فأعضاء هيئة التدريس والطلبة قد تعلموا كيف يـمتدون ويصلون إلى العالم حولهم باستخدام اللغة التي أتقنوها وبرعوا فيها. وهذا السيناريو يحدث كذلك تماما لدى أنصار اللغة العربية وآدابها. إن استخدام اللغة للتواصل، يعني القدرة على استخدام الثروة اللغوية ومواردها، لتبادل المعلومات. والمعرفة بالثقافة تعد شيئًا أساسيًا لتكوين المقدرة على التواصل الناجح، وتأسيس أرضية موحدة للتفاهم، حيث إن المتحدث يستطيع من خلالها أن يطرح المعاني المشتركة، والمفاهيم المتبادلة، ورؤية العالم من زوايا مختلفة. إن تداعيات نشر اللغة العربية في البلدان العربية وغير العربية، تعكس منطلقات ووجهات نظر متباينة، فمنها تواصلية وثقافية ولغوية وبعضها معرفية وحضارية ودينية. إن إجادة اللغة تعزز كفاءة الدارسين في التواصل، وتوطيد العلاقات مع الآخرين، كما أن اللغة تتيح للدارسين فرصة الاندماج مع الآخرين، من ذوي المهاد الثقافي المتنوع، مع احترام الرأي الآخر وقبول الاختلاف. إن محور المعرفة باللغة تنمي الفهم عن كيفية تطبيق العناصر الهيكلية والوظيفية لخلق المعنى، واللغة كذلك توسّع من قدرة الشخص على التفكير، واستخدام المعرفة بطريقة تفاعلية أثناء التواصل مع الآخرين.