More Related Content
Similar to ثعالب الفنك ثعالب الشمس
Similar to ثعالب الفنك ثعالب الشمس (20)
More from Abdulhadi Aloufi
More from Abdulhadi Aloufi (20)
ثعالب الفنك ثعالب الشمس
- 1. مقال
ثعالب الفنك
أوثعالب الشمس الجميلة
بقلم: د.عبدالهادي بن أحمد العوفي *
أ
هكذا ال�سحراء اإذن! بحار ال��رم��ل املمتدة على الكوكب الزرق منذ اآلف
أ
ال�سنني, وك أان وجودها جاء ليوازن اللوان لهذا الكوكب. قد تبدو ال�سحراء
مكانًا مت�سعا ف�سيحا ل�سيء فيها �سوى رمل يحيطه رمل, وقد تبدو مكانًا
ً ً
موح�سا, مقفرا, خاليا من احلياة, لكن حاملا تتوقف الرياح عن الع�سف,
ً ً ً
أ ُ
ويبد أا �سوء النهار بال�ست�سالم, ويبتلع الفق قر�ض ال�سم�ض, ليبزغ ال�سفق
َ
امللون لل�سماء باللون الرتقايل الناري, ترى و حت�ض باملزيد من احلياة تدب
يف ال�سحراء.. فهناك ر�سائل متبادلة بني بع�ض احليوانات ب أانه م�سموح لها
البدء يف ن�ساطها طيلة الليل, ( أاحيانًا يكون لليل طريقة يتحدث بها اإلينا)!
هكذا ال�ضحراء مده�ضة ففي حلظة تبدو غا�ضبة ويف أاخرى تبدو �ضاكنة هادئة! يف حلظة تبدو جمدبة
ويف حلظ ��ة أاخ ��رى تنهمر االمط ��ار ك أافواه الق� �رب، لتحيل ال�ضحراء خ ��الل أايام اإىل �ضج ��ادة خ�ضراء من
ِ َ أ
االع�ضاب مو�ضاة بالزهور البديعة امللونة. أ
ن�ضودة املطر، بل ميتد حليواناتها التي ال يقت�ضر اجلمال يف ال�ضحراء على نبتات وزهور برية تطرب الأ
أ
ت�ضف ��ي احليوية على امل�ضهد ال�ضحراوي، فما ب ��ني ظباء تتقافز يف الوديان كبقايا االحالم، اإىل بقر وح�ضي
تغن ��ى به ال�ضاع ��ر العربي ابن اجلهم يف بالط اخلليفة املتوكل. هكذا يرتب ��ط العربي ب�ضحرائه فين�ضج من
ت�ضاري�ضها و بريتها و حيواناتها لغته و ينحتها.
ح ��د ثعال ��ب �ضحرائنا العربي ��ة، ا�ضتق ح�ض اًن ��ا عزي ��زي الق ��ارئ دعنا ن أاخ ��ذك يف جول ��ة للتعرف على اأ
ا�ضم ��ه الالتين ��ي Fennecus zerdaمن ا�ضمه العربي الف�ضيح. حيث ج ��اءت كلمة ( )zerdaمن الكلمة
االغريقي ��ة ( )xerosو تعن ��ي اجلاف كو�ضف لبيئتها ال�ضحراوية، بينم ��ا كلمة ( ،)Fennecusجاءت من إ
الكلم ��ة العربية (الفنك) التي ذكرت معاجم اللغة أانها تعني (نوع من ال َّثعالب �ضغري اجل َّثة ر�ضيقُ القوام له
ُ ُ ٌ
ذ َن ��ب طويل و أاذنان كبريتان، و ُتعد فروته من أاجود أانواع الفراء). فيعني اال�ضم مبجمله ثعلب ال�ضحراء، أاو
ِ َ ُّ ِ ٌ َ ُ
ثعلب الفنك ال�ضحراوي.
جمل �ضواري ال�ضحراء: ذو ج�ضم مت�ضق جميل يجعله اأ
ُيع ��د ثعلب الفنك أاجمل حيوانات ال�ضحراء ال�ضاري ��ة و أاكرثها غرابة، و أالطفها على الدوام. منح طرقا
اً ُ
أ
مده�ض ��ة للغاية للتكيف م ��ع حياة ال�ضحراء القا�ضية. فه ��و ثعلب �ضغري بل هو اال�ضغ ��ر يف ف�ضيلة الكلبيات
ؤ
عل ��ى االطالق، فقد ُيظن أانه قط من ��زيل عند رويته ل�ضغر حجمه، حيث ال يتجاوز وزنه الكيلوجرام الواحد إ
ون�ض ��ف الكيلو، بينما ارتفاع ج�ضمه اليتجاوز اخلم�ضة وع�ضرين �ضنتيمرتاًا، ذو ذيل طويل ي�ضل اإىل الثالثني
ُ
�ضنتيم ��رتاً ا، ي�ضتخدمه الثعلب ال�ضغري كلحاف يتق ��ي به زمهرير ال�ضحراء، حيث يلتف به حال نومه، ينتهي
الذيل الطويل بطرف أا�ضود.
وما زلت أاذكر حديث ابني ال�ضغري (اإياد) حينما ذكر يل أان هناك ثعالب تطري! فرددت عليه: يا بني
الثعال ��ب ال تطري، وحدها الطيور واخلفافي�ش تطري. فرد ب ��رباءة: الفيل (دمبو )DUMBOيطري. وو�ضع
ّ
أامامي جملة أاطفال مفتوحة على �ضورة ثعلب الفنك، وقال باإ�ضرار: هذا الثعلب يطري مثل الفيل (دمبو)!
لق ��د لفتَ نظر ابن ��ي (اإياد) حجم أاذين ثعلب الفنك الكبريتني، اللتني هم ��ا االكرب يف ف�ضيلة الكلبيات
أ َ
* اأ�ضتاذ م�ضاعد بق�ضم االأ حياء جامعة تبوك / وحمرر ومدير موقع www.saudiwildlife.com
الوضيحي • العدد 64 - ربيع األول 2341هـ - مارس 1102م 27
- 3. مقال
أ
عل ��ى االطالق، حيث يتجاوز ط ��ول االذن 31 �ضم مما جعل إ
ولدي يظن أانهما و�ضيلة للطريان! وقد ت�ضعر باجلالل يغمرك
و ت�ضب ��ح حينه ��ا ر اًب ��ا خالقا بديع� � اًا اإذا عرف ��ت أان تلكم ��ا االذنني كبريتي
أ اً
ؤ
احلج ��م هما امل�ضوولت ��ان عن تربيد ج�ضد هذا الثعل ��ب ال�ضغري يف أايام
ال�ضيف الالهبة، حيث تعمل متاما كما يعمل (الرادييتور )Radiator
اً
أ
يف تربي ��د حمرك �ضيارتك! فيقوم بتمرير الدم خالل االوعية الدموية
أ
الغزيرة املنت�ضرة خالل ن�ضيج االذن فيربد ويتخل�ش من درجة احلرارة
الزائدة عن طريق مرور الهواء على �ضطحها املعر�ش الكبري.
ولهات ��ني االذنني كبريتا احلجم دور فعال يف امتالك الفنك حا�ضة أ
�ضمع حادة للغاية فهي ق ��ادرة على التقاط أا�ضوات الطرائد التي يتغذى
عليه ��ا، حتى واإن كانت تلك الفرائ�ش �ضغرية احلجم كاحل�ضرات، بل اإنه
ع ��ن طريق هاتني االذنني ي�ضتطي ��ع أان يتتبع فرائ�ضه ويحدد مواقعها واإن
أ
للمعي�ضة كانت قابعة يف جحوره ��ا كاجلرابيع و الع�ضالن. وهو بهذا مهياأ
الليلي ��ة يف ال�ضح ��راء حيث تقل كفاءة عم ��ل العينني يف ر�ض ��د الفرائ�ش
اً
ليال.
ج�ض ��م ثعل ��ب الفنك مك�ضو بف ��راء ذي ل ��ون رملي أا�ضف ��ر باهت على
الظه ��ر، بينما البط ��ن يكت�ضب الل ��ون الرملي املبي� ��ش . و ال �ضك أان هذه
أ أ
التوليف ��ة من االلوان له ��ا دور كبري يف التمويه و التخف ��ي عن االعداء من
املفرت�ضات الت ��ي ت�ضكل هذه الثعالب ال�ضغرية وجبات د�ضمة لها، بل هذا
اللون امل�ضابه للون البيئة له دور يف التخفي أاي�ضا للرت�ضد للفرائ�ش. يلحق
اً
أ
�ضج ��ريات االث ��ل و ال�ضم� �ر وبالتدري ��ج
ُّ ْ �ضعة ال�ضم�ش بذل ��ك دور مهم وهو ما لهذا اللون من أاثر يف تخفيف حدة اأ
يطل ��ع ال�ضوء بينما تنت�ض ��ر زقزقة ع�ضافري الدوري و طي ��ور املكاء معلنة و عك�ضه ��ا مما يبقيه يف درجة ح ��رارة أاقل من حميطه ال�ضحراوي خالل
بداي ��ة ظهور �ضوء النه ��ار. فتخرج �ضغار ثعالب الفنك م ��ع أابويها لت أاخذ �ضيف ال�ضحراء الالهب.
ح�ضتها من �ضوء ال�ضم�ش وتدف أا لو كان الف�ضل �ضتاء، ولتق�ضي وقتاًا لي�ش يف ال�ضب ��اح، كان ��ت ال�ضم�ش تطلع م ��ن وراء الكثب ��ان وبقايا �ضخرية
بالق�ض ��ري تلهو فيه مع رفاقها بينم ��ا تتمطى أامها على كثيب رملي قريب. قدمية، بقايا بحار �ضاربة يف القدم! ت أاتي أا�ضعتها متخللة بع�ضا من أاوراق
اً
هذا املنظر تختزن ��ه ذاكرة بدو ال�ضحراء يف �ضمال اإفريقيا على الدوام،
أ
ل ��ذا يطلقون على ه ��ذه الثعالب لقب «ثعالب ال�ضم� ��ش» النهم ي�ضادفونها
�ضباح ��ا تله ��و وتتمطى حت ��ت أا�ضعة ال�ضم� ��ش أاثناء �ضروقه ��ا بينما يغدون
اً
مبوا�ضيهم للرعي.
تخطو ثعالب الفنك خطوات �ضريعة راك�ضة على الرمال دون أان تغو�ش
قدماه ��ا ال�ضغريتان يف الرم ��ل، وما ذلك اإال الن باط ��ن أاقدامها مبطنة
أ
بطبقة من الفرو، مما يجعلها مثالية للرك�ش على الرمال. كما تعمل تلك
الطبق ��ة من الفرو كعازل يحمي قدمي الثعلب من رم�ضاء الرمال امللتهبة
�ضديدة ال�ضخونة.
يف الظه ��رية ت�ضتم ��ر ال�ضم� ��ش بجل ��د الكثب ��ان الرملي ��ة وال�ضجريات
املتناثرة ب�ضي ��اط أا�ضعتها احلارقة، خملفة وراءها قيظا و �ضيفا ال يطاق،
اً اً اً
�ضفر لذا ت�ضرع هذه الثعالب باللجوء اإىل مكان لالختباء فيه من الغبار االأ
أ أ
ال ��ذي يينت�ضر يف كل االرجاء فيحجب كل اال�ضي ��اء من حولها و يطمرها،
وت� � أاوي اإىل جحوره ��ا لتخل ��د للراحة. وكي ال تفقد كمي ��ات كبرية من ماء
ج�ضمها ال�ضغري، فاإنها ترقد ملتفة وا�ضعة أانفها داخل فراء ذيلها الطويل
امللتحفة به، وبذا حتتفظ بكمية ال ب أا�ش بها من بخار املاء القابل للفقدان
بوا�ضطة التنف�ش. ومع ا�ضتمرار التنف�ش ترت�ضب االمالح عند فتحتي أانفها
أ
وه ��ذا ي�ضاعد كثريا على تربيد الهواء ال�ضاخن الداخل لرئتيها عن طريق
اً
ال�ضهيق .
ة يف ال�ضح ��راء، فيتطاي ��ر الرمل الذي عوا�ض ��ف غادرة ته ��ب فج� �اأ
يعم ��ي العيون، وترتفع �ضخون ��ة اجلو، ورمبا كان هناك بع�ش الذكور خرج
باح اًث ��ا عن الغذاء مبتعداً ا عن جحره فيعم ��د �ضريعا اإىل البحث عن مكان
اً
ظلي ��ل يحتمي فيه من لهي ��ب ال�ضم�ش وق�ضوة الري ��اح، ويختبئ حتت أافرع
الوضيحي • العدد 64 - ربيع األول 2341هـ - مارس 1102م 47
- 4. ق ��د يخرج الفن ��ك نهارا وي�ضتغ ��رق اليوم كله بح اًثا ع ��ن فري�ضة يعود
اً �ضج ��ر العرفج أاو الرم ��ث. هذا اجلو خطري جداً ا عل ��ى ال�ضغار النها لو
أ
به ��ا م�ضاء اإىل وكره الطعام أانث ��اه و �ضغاره. لكن حاملا تُفطم ال�ضغار بعد
إ خرجت يف هذا الوقت تكون مهددة بال�ضياع عن أابويها وت�ضبح طعما
ُ اً
قرابة ال�ضهر من والدتها يكف الفنك الذكر عن جلب الغذاء لوكره وتخرج أ
للمفرت�ض ��ات االخ ��رى كالب ��وم وال�ضب ��اع، لذا حتت ��اط الثعالب قبيل
أ
االنثى لت�ضطاد. خروجه ��ا، يف حني تطل االم بر أا�ضها م ��ن وكرها و أاذناها الطويلتان
أ
تتعق ��ب ثعالب الفنك احل�ضرات كاجل ��راد واحل�ضرات فتلتهمها حال منت�ضبتان تعمالن كال ��رادار تتح�ض�ش �ضوت الرياح حيث اإن لها
توفرها، اإ�ضافة اإىل التهامها بي�ش الطيور التي غال اًبا ما تكون يف أاع�ضا�ش القدرة مبا حباها اهلل ب ��ه من تكيفات أان ت�ضت�ضعر الهواء ال�ضاخن
قريبة من متناولها كبي�ش طائر املكاء و احلجل، أاو بي�ش بع�ش الزواحف يف االجواء منذرا بقرب و�ضول تلك العوا�ضف، فتبقى يف جحورها
اً أ
ال�ضحراوية من العظايا كال�ضب أاو غريه من الزواحف. بل اإنها قد تفاجئ وت�ضتكن مع �ضغارها فيها.
بع� ��ش الطيور كالقطا وال�ضم ��ان وتفرت�ضها، كما تفرت� ��ش بع�ش الثدييات وعندم ��ا تنخف�ش درج ��ات احلرارة يف ليايل ال�ضت ��اء القار�ضة
ال�ضغرية واحل�ضرات. اإىل م ��ا حتت ال�ضفر، تعمد هذه الثعالب اإىل االلتحاف بفراء ذيلها
الطوي ��ل مما مينحه ��ا دف اًئ ��ا م�ضاعفا، وح ��ني ت�ضطر للخ ��روج ليال
َاً اً
حفار بارع له القدرة على حفر األنفاق لل�ضيد فاإن فراءها يحميها ويعمل كمعطف يدفئها من برد ال�ضحراء.
ثعل ��ب الفنك حفَّار ب�ضكل غري معتاد فل ��ه القدرة على حفر نفق حتت بينما يف وقت ال�ضباح وال�ضحى ت�ضاهد تلك الثعالب تل�ضق بطنها على
الرم ��ال قد ي�ض ��ل طوله لقرابة �ضتة أامتار خ ��الل ليلة واحدة فقط، حيث الرمال لتجلب �ضي اًئا من ال ��دفء الج�ضامها و ت أاخذ ح�ضتها من الت�ضم�ش
أ
تعم ��ل قدم ��اه ال�ضغريت ��ان كمعول ��ني للحفر، بينم ��ا ت�ضاعد طبق ��ة الفرو يف �ضباح أايام ال�ضتاء خارج جحورها.
املبطن ��ة له ��ا م ��ن أا�ضفل عل ��ى اإزاحة الرم ��ال بعيداً ا عن مدخ ��ل احلفرة.
أ
وي�ضتخ ��دم الفنك تلك احلفر واالنفاق كمالج ��ئ يلوذ بها من املفرت�ضات الثعالب وشح الماء: مأزق الصحراء
أ
وم ��ن �ضعوبة االج ��واء ال�ضحراوية. وب�ضبب �ضرع ��ة دخولها املفاجئ اإىل م ��ن بعي ��د بدت أاف ��رع أا�ضج ��ار ال�ضمر اجلاف ��ة ك أانها أاي ��ادي معروقة
ِ ُ
ن تل ��ك االنفاق يعتق ��د بدو ال�ضحراء يف �ضمال اإفريقي ��ا أانها تختفي فور اأ
أ مرفوع ��ة لل�ضماء ت�ضتغيث طل اًبا للمطر. فاملاء ه ��و مع�ضلة ال�ضحراء التي
تق ��ع عليها أاعينهم! وهذا راجع لدخولها ال�ضريع النفاقها التي يجهلها بنو
أ حتتاج دوما اإىل حل. و�ضح املاء هو امل أازق الذي تواجهه حيوانات ال�ضحراء اً
ال�ضحراء. وعليها أان تتعامل معه بكل ذكاء و حذر. ونظرا لتع�ضر العثور على املاء يف
اً
ويحفر الفنك أانفاقا كبرية قد ي�ضل طولها لع�ضرة أامتار وبعمق ي�ضل
اً ال�ضحراء، فقد أالهم اخلالق �ضبحانه وتعاىل هذه الثعالب اجلميلة طرقا
اً
أ
الك ��رث من مرت حتت �ضطح االر�ش. تقوم ثعالب الفنك بحفر جحورها يف أ مده�ض ��ة تتي ��ح لها التقليل من فق ��د املاء من أاج�ضامه ��ا فتحتفظ به ويقل
قاعدة الكثيب الرملي حي ��ث ترتكز الرطوبة لتحفظ الوكر بارداًا يف أاثناء احتياجها اإليه كما أالهمها طرقا للح�ضول عليه.
اً
ال�ضيف. م ��ن ذلك منط الن�ضاط الليلي ��ة والبقاء نه ��ارا يف اجلحور.مما يقلل
اً
تعر�ضه ��ا ل�ضخون ��ة اجلو وكرثة فق ��دان املاء من أاج�ضامه ��ا فهي ال تخرج
نه ��ارا اإال ا�ضط ��رارا. أا�ض ��ف اإىل ذلك نظ ��ام التربيد ع ��ايل الكفاءة من
اً اً
أ
خ ��الل ال�ضطح املعر�ش الكب ��ري لالذنني الكبريتني مم ��ا يقلل من حرارة
اجل�ضم وفقد املاء. كما ت�ضتعي�ش الثعالب عن �ضرب املاء مبا حت�ضل عليه
م ��ن دماء فرائ�ضه ��ا. أاو من بي�ش الطي ��ور وال�ضحايل ال ��ذي تلتهمه أاومن
ع�ض ��ارات النباتات الرطبة التي قد تتغذى عليه ��ا هذه الثعالب. من هنا
فاإن ��ه ميكن لهذه الثعال ��ب أان ت�ضتغني عن �ضرب املاء لفرتات طويلة ت�ضل
ل�ضنوات دون حاجة اإىل أان ت�ضرب .لكن بالطبع متى يتوافرلها املاء فاإنها
ت�ضربه.
مائدته تحفل بأنواع متنوعة من الغذاء
الفن ��ك كبقية أان ��واع الثعالب االخرى متن ��وع التغذية، يتغذى على ما
أ
تتيح ��ه أامام ��ه البيئ ��ة ال�ضحراوية من فرائ� ��ش، اإذ يخ ��رج الفنك الذكر
أ
لل�ضي ��د بينم ��ا تبق ��ى االم م ��ع �ضغاره ��ا، وي�ضتطي ��ع اللح ��اق باجلرابيع
ال�ضحراوي ��ة ب�ضهول ��ة، فالفنك ثعلب ر�ضيق جداً ا ق ��ادر على القفز مل�ضافة
ت�ض ��ل اإىل أاربع ��ة أامتار كما أانه يرك�ش ب�ضرعة فائق ��ة و لديه القدرة على
ؤ
تغيري اجتاه رك�ضه بني طرفة عني وانتباهتها مما يوهله باللحاق بالفرائ�ش
ال�ضريعة كاجلرابيع.
و أاي�ضا فهذا الثعلب جمهز لل�ضيد فب�ضره احلاد ليال ميكنه من تعقب
اً اً
ذنني الكبريتني تلتقطان حركات تلك الفرائ�ش فرائ�ضه ومفاج أاتها، كما أان االأ
مهم ��ا �ضغ ��رت حتى لو كان ��ت خمتبئة يف جحوره ��ا. و قدم ��اه ال�ضغريتان
جمهزت ��ان جيداًا للحفر مما ميكنه من تعق ��ب تلك الفرائ�ش كال�ضقنقورات
والعظاي ��ا كال�ضب وبع�ش ال�ضح ��ايل ال�ضحراوية و أان يحفر وراءها حينما
تند�ش يف الرمال أاو تلج أا اإىل جحورها لت�ضبح وليمة �ضهلة له.
الوضيحي • العدد 64 - ربيع األول 2341هـ - مارس 1102م 57
- 5. مقال
آ
وغريه من االفات. ولها دور هام يف ال�ضل�ضلة الغذائية فهي ت�ضكل فرائ�ش
لبع�ش �ضواري ال�ضحراء كالو�ض ��ق وال�ضباع والطيور اجلارحة كالبومة
ال�ضقرية وغريها.
نقطة نظام مهمة
ل ��و نظرت لثعل ��ب الفنك لوج ��دت يف عينيه تلك النظ ��رة الطفولية
املتو�ضلة طل اًبا لرحمته والرفق به، قد ن�ضادفها يف حدائق حيوان خا�ضة
باملواطن ��ني يف مزارعه ��م، والبع�ش قد يحتفظ بفراء ه ��ذا الثعلب بعد
قتل ��ه، ونادرا م ��ا تُربى كحيوان أالي ��ف، ح�ضب ر�ضد كات ��ب هذا املقال،
اً
ؤ
لك ��ن ال�ضيء املوك ��د أان أاهل البادية يعم ��دون لقتله ��ا بالت�ضويب عليها
رم اًيا بالر�ضا�ش فريدونها قتيلة، أاو تتعر�ش للموت لوقوعها يف امل�ضائد
الت ��ي تُن�ض ��ب للذئ ��اب و ال�ضباع. وح ��ني ت�ض أالهم عن ال�ضب ��ب يذكرون
أان موا�ضيه ��م تتعر� ��ش لالفرتا�ش م ��ن قبلها وهو ادع ��اء مكذوب �ضبق
تفنيده.
لال�ضف يظل و�ضع ثعالب الفنك من حيث املحافظة �ضبه جمهول، يف أ
اجلزيرة العربية وحتى ما يتعلق بتحديد نطاق انت�ضارها أاو تقييم و�ضعها
يحت ��اج لكثري م ��ن الدرا�ضة والر�ض ��د. ونحن عرب منرب جمل ��ة الو�ضيحي
نتمنى من كل من لديه �ضور أاو مقاطع فيديو لهذا الثعلب االنيق أان يزودنا
أ
ماكن به على موقع (احلياة الربية يف اململكة العربية ال�ضعودية)، حمدداًا اأ
ر�ضد هذا الثعلب، لنتمكن من ر�ضم خارطة انت�ضار دقيقة له.
و معا لتبق ��ى ال�ضحراء جميلة بزهورها الربي ��ة اخلالبة وحيواناتها اً
الرائع ��ة مثل ه ��ذه الثعالب، لعل االجي ��ال القادمة من أابنائن ��ا ت�ضادفها
أ
م�ضتقب ��ال، حينما تخيم يف ال�ضحراء في�ضتمتعون بجمالها و يق�ضون علىاً
أاحفاده ��م حكايا ال�ضحراء العربية املده�ضة. و أانه ذات يوم حكى مواطن
حمب للبيئة عن ثعال ��ب ال�ضم�ش أاوثعالب الفنك و أاو�ضى باملحافظة عليها
اً أ
لن�ضاهده ��ا نحن االجيال القادمة وال ت�ضب ��ح تاريخا اليرى اإال يف ال�ضور يتنقل بــدون أن تقف أمامه الحدود
والر�ضوم. السياسية للدول
ميت ��د انت�ضار ثعالب الفنك م ��ن �ضحارى �ضم ��ال اإفريقيا عرب �ضيناء
وجن ��وب فل�ضطني واجلزء ال�ضمايل الغربي م ��ن اململكة العربية ال�ضعودية
–حيث مت ر�ضده وت�ضجيله من قبل كاتب املقال يف مدينة حقل – اإ�ضافة
للكويت. وهو يتخذ من البيئات ال�ضحراوية �ضواء أاكانت تلك البيئة كثبا اًنا
رملي ��ة أام وديا اًنا أام مواط ��ن جبلية موط اًنا لها.حيث ميكنه ��ا أان ت�ضتخدم
بع� ��ش ال�ضقوق يف اجلبال وكرا لها، أاو أان حتفر لنف�ضها أانفاقا يف الكثبان
اً اً
الرملية.
�ضهراحليوانات يف �ضمال اإفريقيا وال�ضيما وتعترب ثعالب الفنك م ��ن اأ
يف اجلزائر فهي رمز تاريخي يعرب عن ثقافة املجتمع اجلزائري ب�ضالبته
ومتا�ضكه يف املحن. وتعي� ��ش ثعالب الفنك معي�ضة جماعية بعك�ش الثعالب
االخرىالتي تعي�ش انفرادية ، لذا اتخذ اجلزائريون الفنك عالمة مميزة أ
و ثعالب و �ضع ��ارا ملنتخبه ��م لكرة الق ��دم ف أاينما ذهبوا ي�ضمون االفن ��اك اأ
أ اً
ال�ضحراء.
مهددة بأخطار بالجملة
لال�ض ��ف تتعر�ش ثعالب الفنك للخطر م ��ن �ضكان ال�ضحراء ب�ضبب أ
ال�ضي ��د املف ��رط لبيع فرائها اجلمي ��ل، أاو لبيعها كحيوان ��ات أاليفة. كذا
يعم ��د الب ��دو لقتلها التهامه ��ا بافرتا� ��ش موا�ضيهم. وهذا غ ��ري �ضحيح
ففرائ� ��ش ه ��ذا الثعل ��ب ال تتع ��دى القوار� ��ش ال�ضغ ��رية م ��ن الثدييات
وكذلك الطيور والزواحف ال�ضغ ��رية واحل�ضرات، ومن هنا فهي مفيدة
لالن�ض ��ان وتخل�ض ��ه م ��ن تكاثر أاع ��داد القوار� ��ش يف امل ��زارع واجلراد
إ
الوضيحي • العدد 64 - ربيع األول 2341هـ - مارس 1102م 67