5. كثيرا ما نسمع : اجعل لك هدفا في حياتك، حينها ستشعر بالفرق الكبير وبعد ذا نجد أنفسنا بين أحد صنفين غالبا .. صاحب التنظير، والتقصير فالأول : منهمك في التحليلات والاصطلاحات بنوع من التعقيد المتكلف والثاني : أكسل من أن يحرك ساكنا، ولعل ذا خوفا من التغيير أو لامبالاة ولكن مهلا .. فلدينا صنف ثالث : يسير ويتعثر ليقف مجددا .. ليستمر أو يتوقف فأين نحن من هؤلاء، وما الذي نعنيه بـ صناعة الأهداف بطريقة 6*6*6 ؟؟
6. الفرق بين : الرؤية والهدف الرؤية في اللغة : ما نراه بشكل سليم بالعين أو العقل أو القلب . والهدف : المرتفع من البناء أو الكثيب، وهدف إلى الشيء : أسرع إليه أو سدد إليه . فالرؤية هي : نظرة الإنسان المستقبلية لذاته أو لأمر ما إذا تحققت الأهداف . بالتالي الأهداف : النقاط التي لابد من إنجازها مجتمعة حتى نصل للرؤية .
7. ما الذي يحقق الأهداف ؟ إنها النشاطات .. التي تأتي مجتمعة لتحقق هدفا ما .. والتي تتفرع بعد ذلك إلى .. مهمات يومية أو أسبوعية غالبا لإتمام النشاطات .. ودون شك لابد أن يكون لكل شيء .. إطار زمني محدود به حفاظا من التسيب .. وقبل كل ذا وجود الرؤية الواضحة المستقبلية .. الرؤية الأهداف النشاطات المهمات الإطار الزمني
8. ورؤية الإنسان ناتجة عن مستوى الفكر، التعليم، الخبرات، تنوع الثقافات . والنقطة المهمة أيضا : القيم التي بداخل كل منا، وما أسمى قيم الإسلام . فكلما كانت الرؤية أعلى وأوضح كانت الأهداف أدق وأرقى .. والعكس أيضا .
9. ومن هنا نبتدئ الخطوات العملية بالإجابة على هذه الأسئلة دائما وفي كل وقت أين أنا؟ من أنا؟ ما الذي أتقنه؟ ولأفضل النتائج استخدم الورقة والقلم ولو على كشكول .. قد تكون الإجابة عائمة وغير واضحة، ولكن لابد منها للانطلاق .. وقد تكون للبعض واضحة جلية، فهل نستطيع تطويرها في كل مرة !
14. جميل أن تكون لنا رؤية مستقبلية لأنفسنا، وأن نضع ملاحظاتنا لتطويرها .. والأجمل أن تكون واضحة ومحددة، لا مجرد آمال عشوائية، عالية في مجال ودون في أخرى .. وكي ننطلق باتزان وانتظام سنجيب على السؤال التالي ....
15. ما هي المجالات التي نرسم أهدافنا خلالها ونطورها دائما ؟ ! ماليا ومهنيا فكرا وتعليما صحيا وجسديا اجتماعيا وثقافيا الأسرة والمنزل دينيا وسلوكيا
16. 1- دينيا وسلوكيا فنبحث دائما عن سر المعاملة مع الله ومراقبته .. وعن مكارم الأخلاق لا لمجرد محبة الناس وتقاليد العمل، بل حبا في رضا المولى الكريم ..
17. 2- الأسرة والمنزل بدءا من الوالدين والإخوة، والأرحام الواجب صلتهم في ترابطهم . ومن الزوجة مربية الأجيال وشريكة الحياة، وبالأبناء قرة العين لمن أحسن ..
18. 3- اجتماعيا وثقافيا .. بحسن التواصل مع من حولك في المناسبات والواجبات .. وفي الاطلاع على ثقافة المجتمعات، والتبحر في ثقافتك الخاصة .
19. 4- ماليا ومهنيا .. انطلاقا من اللقمة الحلال، وفضل السعي في كسبها من الأجر . والتفكير المنتظم في التطوير الوظيفي ”المهارات والقدرات” الإنتاجية .. ولا تلم المكان والزمان، واسأل نفسك دائما : إذا أتيحت لك فرصة، أأنتَ كفؤ لها ؟
20. 5- صحيا وجسديا .. القلب السليم في الجسم السليم، صحة وطهارة عن الحقد والحسد . ولتتجمل لأن الله جميل يحب الجمال، ولتقل : اللهم كما جملت خَلقي فجمل خُلُقي ..
21. 6- فكرا وتعليما .. فالفكر كُحل البصيرة، وسر جمالها .. وما أروع ارتباط الفكر بالذكر . ولا تجعل عقلك مقياسا لأنه غير ثابت، ولتبحث عن معنى القراءة بين الأسطر دائما .. وعن تعلم المفيد النافع، لا مجرد الجديد، ولتعلم غيرك، فالعلم يزكو بالإنفاق ..
22. تخيل أنك شجرة لها أغصان وفروع وأوراق وثمار .. انطلاقاً من المجالات الست مثالا .. هل ستجد أوراقك مخضرة و أغصانك مثمرة ؟؟ لا تنس أن تبحث في الجذور . فكر كيف تشاء .. المهم أن تفكر وتنطلق .. فكر عالميا .. واعمل محليا .. وبالله التوفيق .
24. تحدثنا عمن ينجرف خلف المصطلحات والشعارات .. لتأخذ الكثير حلاوة العسل فتنسيهم ملكة النحل .. كالاستغراق في تسمية صفات الهدف الفعال أو المثالي بالذكية .. علما أن طريقة تنميط المعلومة جعلت لتسهيل استذكارها .. ولكن .. ما هي تلك الأهداف الذكية؟ وكيف يكون هدافنا أذكى !
27. 2- قابل للقياس : If you can’t measure it, you can’t manage it اجعل لهدفك معايير ومراحل قصيرة تعلمك بنتائج تحقيقك الهدف .. وبالتالي، تستطيع البقاء في مسارك الصحيح، والوصول حسب تقديرك .. اسأل نفسك : ما مؤشر نجاح الهدف وتحقيقه؟ بكم؟ وكم أنجزت؟
28. 3- قابل للتحقيق : فترسم صورة المسار اللازم، بوضع قائمة بأهدافك عموما لتطور مواقفك، مؤهلاتك وقدراتك، مهاراتك والإمكانيات اللازمة لنجاح الهدف . عندما تعرف هدفك بوضوح، وتدرك إمكانياتك، وما الذي تحتاجه للوصول .. تصبح حركاتك أكثر ثباتا وقوة مهما كان الطريق وَعرا أو شائكا .. لأنك ترى النهاية السعيدة .
29. 4- واقعي : القناعة لا تتنافى مع الطموح، كيف هذا ؟ فهناك أهداف عالية جدا وواقعية . لابد من الإرادة والقدرة، والثقة بأن الهدف يمكن تحقيقه ليكون واقعيا . حدد هل أنجزت أهدافا مماثلة سابقا .. وابحث عن الظروف اللازمة لتحقيقه .
30. 5- محدود بإطار زمني : المهم أن تضع تاريخ بدء وانتهاء .. وكم المدة اللازمة الكافية لكل مرحلة .. بدون نقطة النهاية، لا تجد تقييماً واضحاً .. أو حتى متى تقيم عملك .. إضافة للتكاسل والتسويف، والشعور بأنك قادر على البدء في أي وقت .. الأخطر من ذلك .. قد يأتي وقت لا ينفع فيه البدء في الهدف المطلوب .
31. لكن 6 * 6 * 6 تفتقد إلى رقم 6 في هذا الموضوع .. أين هو يا ترى ؟؟
34. الفرق بين الرؤية والهدف .. سبق وتحدثنا عنه في المدخل إلى صناعة الأهداف .. وذكرنا أبرز الملاحظات التي تواجهنا عند تحديد أهدافنا الشخصية .. ولنتائج أفضل، ذكرنا بعض مجالات الأهداف .. ثم شروط الهدف المثالي ” الذكي ” .. وإتماما لهذه السلسة، أحببت أن أقيد ما جال بخاطري .. حول منبع الأهداف ..
35. الجنس البشري ( ولقد كرمنا بني آدم ) ، ( ونفختُ فيه من روحي ) جعل له تركيبة عجيبة، ومزيجاً مدهشاً يتجلى فيه عظمة الخالق عز وجل ولما أخذت لمحة عابرة في سر منبع الأهداف فينا .. كانت النظرة كالتالي :
36. 1- النفس : وما أدراك ما الفرق بين ”علم النفس ” و ” عالم النفس ” !! الأول يبحث في أحوالها لإرضائها، والثاني يتعمق فيها ليهذبها .. وينقلها من نفس دنيئة إلى لوامة فمطمئنة وراضية مرضية .. فإذا اتبعت هوى نفسك في تحديد أهدافك، قد تنجح .. ولكنك ستخسر الكثير في المقابل، لأنك لن تسمع إلا صوتك ..
37. 2- الشيطان : نذكره لأنه القرين، ولأن البعض له مستسلمين .. إذا كانت الأهداف النابعة من النفس ” شهوانية ” فهذه ” شيطانية“ منتنة محرقة خبيثة ، لا تكاد ترى آدميا .. بل تكاد تقول : هذا شيطان ..
38. 3- القلب : ستسمع نبضه وحركته .. فقط إذا انخفض صوت نفسك في قوته وتفاعله، وجريان الدماء منه وإليه بمعنى ” الحياة ” .. لذا نقول : القلب السليم في الجسم السليم .. فعين القلب ليست كعين الرأس، رؤيتها أوسع ومنظارها أقوى ..
39. 4- الروح : القوة الغامضة، الساكنة المنفعلة، جوهر هذا الإنسان تألف السكون، وتعيش في شجون، محروم من عالمها الكثير .. أيكفي أن يكون المنبع : نفسا سامية، وقلبا صافٍ، وروحا نقية ؟؟ وإذا انطلقت أهدافنا من عالم الروح وحده، كيف ستكون حينها ؟ !
40. 5- العقل : مصفاة التكرير، وآلة التمييز، دولة المنطق والمعلومات .. أصحابه ذو شأن فهم أرباب الحِجا والنهى والألباب والعقول .. ولكن العقل وحده لا يكفي لأن ننطلق منه في أهدافنا .. ولا أن نجعله الركن الأول لأنه ليس بمقياس ثابت أبدا .. فعقلي اليوم ليس كقبل شهر أو كعقل شخص آخر .. فما هو الحل ؟
41. 6- ( ولكن كونوا ربانيين ) : فقهاء أي ذوي فهم، حكماء علماء معلمين .. لذا اجعل أهدافك مزيجا فريدا بين نفس تهذبت وتأدبت .. وقلب صاف سليم، لا يحمل الحقد والغش والخديعة لأحد أبدا .. وبين روح طاهرة نقية، لا تشوبها المكدرات .. قريبة من سرها الأصيل .. وعقل مدرك واع، يجمع بين كل ذلك ليخرج بأفضل النتائج وأدقها ..
42. اجعل نصبَ عينك دائما، في كل أحوالك .. مفتاح ذلك كله .. طلب رضوان الله، والعمل من أجله، حينها تجد لحياتك معنى آخر .. ولأهدافك قيمة أكبر .. ( وما عند الله خير للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ) ..
43. تمرين قم باختيار مشروع ما في أحد المجالات، ضع له صورة متكاملة بحسب ما قرأت في صناعة الأهداف بطريقة 6 * 6 * 6 .. استخدم الورقة والقلم لأفضل النتائج ..
44. بإمكانك النقاش والتعليق والاستفسار حول هذا العرض على الرابط التالي : دورة صناعة الأهداف – عرض الباوربوينت http://www.saqaf.com/2008/03/25/goals-setting-ppt