مجالس تزكية النفوس الحمد لله .... الذي من ضياءه ظهرت شموس الحياة، ومن بهاءه استنارت القلوب المؤمنة بنور الإيمان بالله. والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير من زكى النفوس وصفى القلوب وهيم الأرواح إلى حضرة المنعم الفتاح صل الله عليه وعلى آله المباركين وصحابته الغر الميامين وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعلينا معهم أجمعين. وبعد، عني الإسلام عناية خاصة بتزكية النفوس وطهرتها من الصفات الإبليسية والمنازعات النفسية والأخلاق الدنية لأنه أدرك أنه لا صلاح للبشرية إلا بتنقية النفوس وتربية الأفراد التربية القرآنية. فإن عماد أي نهضة وأساس أي تقدم ومفتاح كل رُقي هو الإنسان إذا صلح واستقام على منهج القرآن فالأدوات والمعدات والمخترعات والبنايات والتكنولوجيا حتى الراقية والتقنيات لا تعمل ولا تؤدي الغرض إلا إذا كان الإنسان الذي يستخدمها يراعي الله عزوجل ويتقي الله سبحانه وتعالى في خلقه فلا يعمل ما يسيء إليهم ولا يسمع ما به ايذاؤهم. ولذلك كانت أول مرحلة للدعوة الإسلامية في العصر النبوي هي مرحلة تزكية النفوس فقد مكث النبي صل الله عليه وسلم في مكة المكرمة اثنى عشر عاما يطهر نفوس أتباعه ويقوم سلوك أصحابه