SlideShare a Scribd company logo
1 of 38
Download to read offline
‫تربية المواطنة‬
‫وغرس ثقافة المجتمع المدني‬


                  ‫إعـــداد‬
         ‫د. صالح بن درويش معمار‬
   ‫أستاذ المناهج واإلشراف التربوي المساعد‬
     ‫وعميد كلية المعلمين بالمدينة المنورة‬
‫المقدمة‬
  ‫الحمد هلل رب العالمٌن والصبلة والسبلم على رسوله األمٌن سٌدنا محمد وعلى آله وصحبه‬
                                                                                           ‫أجمعٌن.‬
‫لعله من المفٌد البدء بوصؾ مختصر لواقع التعلٌم فً ببلدنا لنبٌن مدى بعده عن تحقٌق هدؾ‬
 ‫تربٌة المواطنة الصالحة والثقافة المدنٌة الفعالة والسلوك المدنً الجاد وبالتالً معرفة مدى بعدها‬
‫عن تكوٌن رأسمال اجتماعً قوي . فتعلٌمنا ٌقوم على التلقٌن والحفظ واالستذكار وكؤن ال مدرس‬
‫ٌودع مجموعة من المعلومات فً بنك ٌستردها الطالب فً وقت االمتحانات وهو ما ٌسمى بالتعلٌم‬
 ‫البنكً. ونبه إلى سلبٌات هذا النوع من التعلٌم عبدالحمٌد (7991،عدد، 75،64) عندما نقل عن‬
‫المربً الفٌلسوؾ البرازٌلً باول فرٌري الفرق بٌن التعلٌم الحواري والتعلٌم البنكً ح ٌث بٌن أن‬
 ‫. وٌجعل المجتمع تسوده ثقافة‬      ‫التعلٌم البنكً ٌسلب المتعلم ذاتٌته وحرٌته وٌجعله تابعا ًا مققوراًا‬
                                      ‫الصمت بدالًا من الحوار وثقافة الققر بدالًا من ثقافة اإلنتاج.‬
 ‫إن التعلٌم التقلٌدي المعمول به فً مدارسنا الٌوم الذي ٌقوم على التوصٌل ذي االتجاه الواحد‬
  ‫( ‪ )One Way Communication‬الذي ٌقتصر على اإلرسال من قبل المعلم واالستقبال من‬
  ‫المتعلم ال ٌوفً باحتٌاجات العصر لمخرجات تعلٌمٌة ذات مقارات اجتماعٌة تواصلٌة ومقارات‬
  ‫تقنٌة ومقارات معرفٌة بحثٌة عالٌة. إن تحدٌات العصر تتطلب تؤسٌس بنٌة معرفٌة تربوٌة تنمً‬
  ‫فً األفراد القدرة على الوعً بالذات وتعلٌم الذات وتقوٌمقا , ونقد الذات وتؽٌرها عبر تبنً‬
  ‫وأسالٌب التواصل االجتماعً . ٌجب أن ٌعتمد تعلٌمنا على‬             ‫أسالٌب التعلم والتعلٌم اإلبداعً‬
  ‫التواصل المزدوج ‪ٌ Two Ways Communication‬جب أن نإسس البنٌة المعرفٌة التربوٌة‬
          ‫لدى الطالب على أساس العبلقة التواصلٌة ولٌس أساس العبلقة الرأسٌة الفوقٌة التسلطٌة.‬
‫المنوفً‬                          ‫وقد فرق بٌن هذٌن النوعٌن من الع القة بٌن الطالب والمعلم‬
 ‫(7991، عدد64، 781) بقوله "إن التعلٌم الناجح ٌقوم على فلسفة حل المشكلة القادرة على كسر‬
‫الحواجز الرأسٌة التً تمٌز العبلقة التقلٌدٌة بٌن المعلم والتلمٌذ وتدعوا إلى إنشاء عبلقة قابمة على‬
      ‫الحوار األفقً حٌث ٌنتفى وجود مدرس الطالب وطالب المدرس لٌحل محلقا عبلقة المدرس‬
  ‫والطالب، والطالب والمدرس معا ًا فً حل المشكبلت . فالمعلم ٌتعلم أٌضا ًا من خبلل حواره مع‬
                                               ‫الطلبة كما أن الطلب ال ٌدرسون فقط بل ٌتعلمون "‬
                                                                          ‫ة‬
‫وقد بٌن الكٌبلنً (8141، 22) أن هذه العبلقة الرأسٌة أو العمودٌة كما أسماها تجعل اإلنسان‬
     ‫ٌسمع دون مناقشة وٌنفذ ما ٌإمر دون مساءلة وهً بالتالً تقٌس الصواب والخطؤ والفضٌلة‬


                                               ‫1‬
‫والرذٌلة طبقا ًا لمقٌاس ماذا سٌقال عنً وقد نقى الرسول ‪ ‬أن ٌكون اإلنسان إمعة إن أحسن الناس‬
‫أحسن وإن أساإا أساء . كما بٌن المإلؾ أن هذه العبلقة الرأسٌة تزٌد درجة االعتماد على اآلخر .‬
       ‫والقرآن الكرٌم سمى المعتمد على الؽٌر– كبلًا –". واإلنسان الكل ال ٌؤتً بخٌر أٌنما ٌوجه.‬
  ‫فإذا استمرت هذه العبلقة قابمة بٌن المعلم والطالب ؾ ال نحصد إال مزٌداًا من تفشً التقلٌد‬
      ‫واالعتماد على اآلخر فً مختلؾ النشاطات االجتماعٌة وعلى جمٌع المستوٌات فالشباب من‬
    ‫الرجال والنساء ٌقلدون اآلخرٌن وٌعتمدون على ؼٌرهم فً مؤكلقم ومشربقم وهم ٌقلدونقم فً‬
  ‫على حكومته وبالتالً تقل‬     ‫أزٌابقم وتوجقاتقم . فالمرإوس ٌعتمد على ربٌسه والمجتمع ٌعتمد‬
  ‫فاعلٌات األفراد فتقل فرص البناء االجتماعً المشترك؛ نتٌجة النتشار ثقافة االعتماد على اآلخر‬
   ‫وتصبح فكرة العمل من أجل النفع العام فكرة لبعض أفراد المجتمع ولٌست فكرة ٌحرص علٌقا‬
‫الجمٌع وفكرة المبادرة الذاتٌة والمشاركة فً النفع العام ( ‪ )Collective Benefit‬ال تعرؾ إال‬
‫من خبلل الكتب، وتكون المحصلة النقابٌة قلة الرأسمال االجتماعً وبالتالً ضعؾ أداء مإسسات‬
                                                                     ‫المجتمع المدنً إن وجدت.‬
‫هذا هو األثر السلبً للطرٌقة التربوٌة والتعلٌمٌة القابمة فما بالك عندما تتضافر سلبٌة الطرٌقة‬
  ‫مع سلبٌة المحتوى والبرا مج والمناشط فتخلوا البرامج والمحتوى والمناشط والمقارات المدرسٌة‬
                                           ‫والحٌاتٌة من مواد وآلٌات زٌادة الرأسمال االجتماعً.‬
‫إن خلو مناهجنا وبرامجنا ومناشطنا التعلٌمٌة من المحتوى العملً المتدرج (ولٌس النظري )‬
‫بحسب المراحل التً ترسخ مفقوم المنفعة للجمٌع وأربح وٌربح اآل خرون وخلوها من العمل على‬
    ‫بناء التصورات الذهنٌة لتقوٌة التعاضد وخلوها من آلٌات تفقم اآلخرٌن والتكاتؾ مع اآلخرٌن‬
‫لقد سمى‬                               ‫ٌإدي إلى قلة فاعلٌة الفرد وبالتالً إلى قلة فاعلٌة المجتمع.‬
  ‫كوفً (0002، 952) تكوٌن عادة المنفعة للجمٌع و أربح وٌربح اآلخرون وعادة التعاون الخبلق‬
‫وتفقم اآلخرٌن (بالنصر الجماعً). وهذا ٌعنً إذا لم تقم التربٌة والتعلٌم بإٌجاد المناشط والمحتوى‬
 ‫والبٌبة التً تتبنى تلك العادات والتصورات فلن ٌكون هنا نصر جماعً ولن ٌكون هناك رأسمال‬
  ‫اجتماعً قوي ٌجابه التحدٌات وٌنتصر على األزمات. إن ؼرس الروح المدنٌة والسلوك المدنً‬
     ‫الذي ٌمثله الحرص على النصر الجماعً والمنفعة للجمٌع وتفقم اآلخرٌن من خبلل األنشطة‬
     ‫الصفٌة وؼٌر الصفٌة والمنقجٌة وؼٌر المنقجٌة مسبولٌة التربٌة والتعلٌم ألنه كما تقول عدلً‬
  ‫(9991،عدد1، 9) إنه ال ٌوجد مجتمع ٌلتزم كل مواطنٌه بالروح المدنٌة والسلوك المدنً مالم‬




                                               ‫2‬
‫توفر مإسسات التربٌة والتعلٌم حٌزاًا من نشاطقا التعلٌمً والتربوي لؽرس هذه السلوكٌات لدى‬
                                                  ‫الناشبة من أجل إٌجاد المجتمع المدنً الصحً.‬
 ‫وقد أكدت هذا الطلب قندٌل (9991،عدد3،3) حٌث قالت "إن المجتمع المدنً قد ٌتطور إلى‬
           ‫أشكا ل وممارسات مختلفة، ال تقود بالضرورة إلى ما ٌعرؾ بالمجتمع المدنً الصحً‬
‫(‪ .)Healthy Civil Society‬من هنا برزت أهمٌة أن تقوم مإسسات التربٌة والتعلٌم بقذا الدور‬
‫الذي أكدته ( تٌبتٌس، 5241، عدد 701، 92) عند حدٌثقا عن تعلٌم حقوق اإلنسان حٌث قالت :‬
‫" للتعلٌم فً الواقع دور ٌإدٌه فً الدفاع عن حقوق اإلنسان ودعم التنمٌة اإلنسانٌة وتعزٌز المجتمع‬
                                                                                     ‫المدنً".‬
  ‫إال أن مإسسات التربٌة والتعلٌم فً ببلدنا ال تقوم بقذا الدور على رؼم من أن ثقافة وسلوك‬
‫(حقوق‬       ‫المجتمع المدنً كانت من ضمن ثقافتنا اإلسبلمٌة كما أكده كل من شاوي فً موضوع‬
‫اإلنسان هل هً بضاعة ؼربٌة؟ ) (5241، عدد 701، 8). ومراد فً موضوع (استراتٌجٌة تعلٌم‬
 ‫إال أن القوٌفلً‬                                   ‫حقوق اإلنسان ) (5241، عدد 701، 51)‬
‫(5241، عدد 701، 34) بٌنت أن النصوص التً تضمن حقوق اإلنسان والتً تعتب ر جزءاًا ال‬
                                                                                      ‫َّ‬
‫ٌتجزأ من مطلوبات المجتمع المدنً موجودة فً وثٌقة التعلٌم بالمملكة منذ ربع قرن من الزمان إال‬
                             ‫أن وجودها وجوداًا نظرٌا ًا فقط ال صلة له بالوجود العملً التطبٌقً.‬
‫لقذه األسباب كلقا ٌقدم الباحث هذه الدراسة لت رى الساحة التربوٌة بما حتاجه المجتمع‬
            ‫ي‬                      ‫ث‬
                     ‫ولتقوم المإسسات التربوٌة بتفعٌل هذا الدور القام من أدوارها ومسبولٌاتقا.‬




                                              ‫3‬
‫أسئلة الدراسة:‬
                                        ‫- ما مفقوم مواطنة والمفاهٌم المرتبطة به ؟‬
                                                                     ‫ال‬
                                              ‫- ما مفقوم المجتمع المدنً ومتعلقاته ؟‬
           ‫- ما األهداؾ واألسالٌب والمحتوى لتربٌة المواطنة وثقافة المجتمع المدنً ؟‬
                         ‫- ما التصور المقترح لتربٌة المواطنة وؼرس ثقافة المجتمع ؟‬
                                                                    ‫أهداف الدراسة:‬
                          ‫- التعرؾ على مفقوم المواطنة وما دار حولقا من تعرٌفات.‬
 ‫- التعرؾ على مفقوم المجتمع المدنً وجذوره التارٌخٌة واإلسبلمٌة وما دار حولقا من‬
                                                                                ‫مناقشات.‬
‫- التعرؾ على األسالٌب و محتوى واألهداؾ والعوامل األخرى فً تربٌة المواطنة‬
                                               ‫ال‬
                                                            ‫وغرس ثقافة المجتمع المدنً.‬
                                                                     ‫أهمٌة الدراسة:‬
                               ‫- ٌعتبر هذا البحث من البحوث الحدٌثة فً هذا المجال.‬
                                                   ‫- ٌد القٌبة العلٌا لسٌاسة التعلٌم.‬
                                                                                 ‫ٌؾ‬
                                              ‫- د وكالة الوزارة للتطوٌر التربوي.‬
                                                                             ‫ٌفً‬
                     ‫ذٌن لبرام ج تعزٌز المواطنة والسلوك المدنً.‬
                                                             ‫- ٌفٌد المسبولٌن المنؾ‬
                                                                     ‫منهج الدراسة:‬
‫فً ضوء مشكلة البحث و أهدافه فإن البحث فً جملته وتفصٌبلته ٌركز على المنقج النظري‬
  ‫الوصفً التحلٌلً ‪ Descriptive Method‬من خبلل عرض المفاهٌم المتعلقة بالموضوع‬
‫وؼرس ثقافة المجتمع‬      ‫وتحلٌلقا ومناقشتقا وعرض المحتوى والكٌفٌة التً تبنى بقا المواطنة‬
  ‫صبلح للمحافظة على وحدة األمة واستقرارها‬      ‫المدنً وذلك استجابة للمتؽٌرات ولحركة اإل‬
‫المجتمع ولضمان استمرار مكتسبات‬      ‫ولضمان استمرارٌتقا بحالة الصحة والعافٌة التً ٌعٌشقا‬
                            ‫الوطن خبلل المبة عام السابقة من مسٌرتقا الوحدوٌة التطوٌرٌة.‬




                                          ‫4‬
‫اإلطار الفكري والنظري‬
 ‫ٌشمل اإلطار النظري والفكري عرض بعض التعارٌؾ الخاصة بالمواطنة مناقشتقا ومن ثم‬
 ‫الخروج بتعرٌؾ ٌتفق مع أهداؾ البحث وكذلك الحال مع تعارٌؾ "المجتمع المدنً " وتطور هذا‬
  ‫المصطلح التارٌخً والمفقوم اإلسبلمً له مع عرض موجز لجذوره التارٌخٌة والمناقشات التً‬
                                                                                   ‫دارت حوله.‬
                                                                                 ‫المواطنة:‬
      ‫فٌما ٌتعلق بالتفرٌق‬        ‫لمصطلح المواطنة وخاصة‬              ‫هناك عدد من التعارٌؾ‬
‫بٌن المواطنة ‪ Citizenship‬والوطنٌة ‪ Patiotism‬فاألولى تؤتً بمعنى حب الوطن والثانٌة تؤتً‬
‫بمعنى ؾ المواطن التً تحدد حقوقه وواجباته (العامر, 6241, 96), وهذا ٌعنً الوطنٌة عملٌة‬
                                                                             ‫صة‬
‫( حبٌب ,‬
     ‫ال‬                     ‫شعورٌة فكرٌة والمواطنة ممارسة عم لٌة وهذا عكس ما ذهب إلٌه كل‬
  ‫6241, 691), وما ذكره عن (إسماعٌل, 8991, 691), إذ ٌر كل منقما أن الوطنٌة أكثر عمقا ًا‬
     ‫من المواطنة وأعلى درجة المواطنة حٌث أن المواطنة تمثل العملٌة الشعورٌة والوطنٌة تمثل‬
                                                                        ‫عملٌة الممارسة والفعل.‬
  ‫أما الباحث فإنه ٌرى بؤن المواطنة والوطنٌة عملٌتان متبلزمتان ٌكمل كل منقما اآلخر لذلك‬
 ‫نجد قاموس علم االجتماع كما ذكر (الحبٌب 6241، 691) عرؾ المواطنة بؤنقا عبلقة اجتماعٌة‬
   ‫تقوم بٌن فرد طبٌعً ومجتمع سٌاسً (دولة ) ومن خبلل هذه العبلقة ٌقدم الطرؾ األول الوالء‬
                                                                  ‫وٌتولى الطرؾ الثانً الحماٌة.‬
 ‫ح, 6241، 442) تحت مفقوم المواطنة أن المواطنة هً صفة ٌنالقا الفرد‬
                                                                ‫ي‬‫وقد ذكر (الصب‬
‫من الناس لٌتمتع بالمشاركة الكاملة فً دولة لقا حدود إقلٌمٌة, وتعرؾ أٌضا ًا بؤنقا إلتزامات متبادلة‬
 ‫بٌن األشخاص والدولة فالشخص ٌحصل على حقوقه السٌاسٌة والمدنٌة نتٌجة انتماء ه إلى مجتمع‬
                                  ‫معٌن ولكن علٌه فً الوقت نفسه واجبات ٌتحتم علٌه أن ٌإدٌقا.‬
 ‫نخ ص مما ذكر سابقا ًا عن التعرٌفات أن المواطنة هً : شعور الفرد باالنتماء والوالء للوطن‬
                                                                                    ‫ل‬
‫واللقٌادة السٌاسٌة, ٌستلزم ذلك التزام كل من الطرفٌن القٌام بواجباته تجاه اآلخر من خبلل القوانٌن‬
  ‫والعبلقات والروابط والصبلة التً تضمن الحرٌة المنضبطة وفق اإلطار المرجعً لؤلمة وقبول‬
‫اآلخر مقما اختلفت ظروفه وأحواله ولونه وجنسه ومذهبه . وهذا ٌعنً ضرورة مشاركة الفرد فً‬
     ‫الشبون المدنٌة والسٌاسٌة وضرورة قٌام الدولة بضمان حقوق المواطنٌن لٌتحقق تؤكٌد القوٌة‬
 ‫وتوطٌنقا واالنتماء الصادق والوالء الفاعل للوطن والعمل على رفعته واستقراره , من هنا ٌمكن‬

                                               ‫5‬
‫أن ٌإكد الباحث ضرورة أن تقوم التربٌة والتعلٌم بكافة مإسساته المختلفة على تنمٌة أي مفقوم أو‬
‫مقارة أو تنمٌة اتجاه ٌرتبط بتؤكٌد القوٌة واالنتماء الصادق للوطن والعمل المخلص على رفعته ؛‬
  ‫ولتربٌة المواطنة البد أن تكون هناك برامج ومناشط تعالج الحقوق والواجبات والقوٌة واالنتماء‬
                                           ‫والحرٌة وقبول اآلخر والمشاركة السٌاسٌة والمدنٌة.‬
 ‫رداًا على الشبه ة التً أشار إلٌه ا بعض المستشرقٌن بؤن المواطنة ؼر ب عن اإلسبلم ومنقم‬
                  ‫ية‬
 ‫المستشرق برنارد لوٌس الذي ٌدعً بؤ ن مفقوم المواطنة ؼرٌب تماما ًا عن اإلسبلم بحجة أن هذا‬
‫(الزنٌدي,‬          ‫المفقوم الذي ٌعنً المشاركة فً الشبون المدنٌة ؼٌر موجود فً اللؽة العربٌة‬
  ‫6241, 32) الذي رد علٌه عدد من الباحثٌن الذٌن أكدوا أن لفظة المواطنة تحمل فً مضمونقا‬
                                                  ‫ر المجتمع.‬
                                                           ‫حقوق وواجبات مبادلة من عناص‬
  ‫وٌبٌن الباحث أن انتشار نظام األوقاؾ فً جمٌع مناح الحٌاة فً المراحل األولى من ظقور‬
‫اإلسبلم هو خٌر دلٌل على المشاركة المدنٌة كما أن االهتمام بقٌة عناصر المواطنة األخرى ؼٌر‬
                            ‫ب‬
‫الحقوق والواجبات والمشاركة كالقوٌة والحرٌة وقبول اآلخر والقوانٌن العبلقات والروابط ٌإكد‬
 ‫وجود مفقوم ا لمواطنة فً اإلسبلم وهذا ما ذكره (القحطانً, 6241, 69) عندما عرؾ المواطنة‬
‫بالمفقوم اإلسبلمً بقوله "هً مجم وعة من العالقات والروابط والصبلة التً تنشؤ بٌن دار اإلسبلم‬
                            ‫وكل من ٌقطن هذه الدار سواء كانوا مسلمٌن أم ذمٌٌن أم مستؤمنٌن"‬
                                                                   ‫مع المدنً:‬
                                                                            ‫المجت‬
 ‫وفق أهداؾ هذه الدراسة ٌقوم الباحث بعرض التطور التارٌخً لمفقوم المجتمع المدنً بدءاًا‬
   ‫من الجذور التارٌخٌة والمرجعٌة اإلسبلمٌة له وانتقاالًا إلى تطور هذا المفقوم منذ القرن السابع‬
‫وحتى عصرنا الحاضر. ثم ٌنتقل إلى عرض محاوالت تعرٌؾ هذا المفقوم لٌخلص إلى تعرٌؾ‬
                                                           ‫إجرابً ٌتناسب مع أهداؾ الدراسة.‬




                                             ‫6‬
‫الجذور التارٌخٌة والمرجعٌة اإلسالمٌة للمجتمع المدنً:‬
      ‫إن فكرة المجتمع المدنً بمفقومه الواسع وفً كثٌر من محاورها لٌست فكرة جدٌدة على‬
‫المجتمعات اإلنسانٌة وإن كانت قد تبلورت بصورتقا الحالٌة ومن خبلل التطورات االجتماعٌة فً‬
  ‫العالم الؽربً الحدٌث منذ القرن التاسع عشر. لقد كانت فكرة المجتمع المدنً اإلسبلمً ووظابفه‬
‫واضحة منذ بداٌة الدعوة اإلسبلمٌة وقد أقر بقذه الحقٌقة "براٌن تٌرنر " فً مقالته "االستشراق‬
‫المجتمع‬       ‫ومشكلة المجتمع المدنً فً اإلسبلم " حٌث ٌقول "فإن القول بؽٌاب ما ٌوازي مفقوم‬
  ‫" (باقادر، 3002، 357) وإننا نإكد أن التطورات‬                         ‫المدنً فً المجتمعات اإلسبلمٌة أسطورة‬
‫الحدٌثة لمفقوم المجتمع المدنًَّ منذ أن بدأ فً الؽرب إنما استمد جذوره من واقع ممارسة المجتمع‬
‫اإلسبلمً وإن لم ٌطلق على تلك الممارسات "المجتمع المدنً " فً ذلك الحٌن . وبناء اًا علٌه فإن‬
    ‫الباحث سٌعرض األركان األساسٌة للمجتمع المدنً والتً تبٌن أن تلك الممارسات تدخل ضمن‬
                                                             ‫مفقوم المجتمع المدنً فً مفقومه الحدٌث وهً"‬
                                      ‫- أن المجتمع هو مصدر الرقابة والمحاسبة لؤلداء الحكومً.‬
‫- أن المجتمع المدنً له سمات مشتركة منقا الطوعٌة والتطوعٌة واالستقبلل ٌة والجمعٌة‬
                                                                                                            ‫والمإسسٌة.‬
   ‫- إن المجتمع المدنً ٌقوم على قٌم من أهمقا االحترام والتسامح والتعاون والتكامل وحق‬
                                                               ‫االختبلؾ والحرٌة (األنصاري،1002 ،301).‬
           ‫ومن هذه المحاور ٌمكن أن نقول إن المجتمع المدنً ٌقوم على مرتكزات ثبلث هً:‬
                                                                 ‫1 – الفعل اإلرادي الحر وحرٌة التعبٌر.‬
                                                                    ‫2 – التنظٌم الجماعً والدور الرقابً.‬
    ‫3 – التمٌز بالبعد األخبلقً القٌمً كالحرٌة والتسامح واالحترام وحق االختبلؾ والتباٌن.‬
‫فالحق سبحانه وتعالى حمَل المجتمع واجب الرقابة العامة على مستوٌٌن : المستوى الخاص‬
                                                        ‫َ َّ َ ّ‬

‫الذي ٌقوم به بعض أفراد األمة . بقوله ‪        ‬‬


                                ‫(آل عمران 401)‬   ‫‪        ‬‬




                                                           ‫7‬
‫‪   ‬‬        ‫كما ٌحمل مسبولٌة الرقابة جمٌع أفراد المجتمع بقوله‬


       ‫‪          ‬‬


              ‫‪              ‬‬

                                                                                                                            ‫(التوبة170)‬

‫وٌإكد اإلسبلم حرٌة التعبٌر ففً الحدٌث الشرٌؾ ٌقول المصطفى ‪" ‬الدٌن النصٌحة قلنا لمن‬
 ‫ٌا رسول هللا، قال : هلل ولكتابه ولرسوله وألبمة المسلمٌن وعامتقم " رواه مسلم . وحذر اإلسبلم‬
‫المسلمٌن من مؽبة عدم قٌام المجتمع بدوره الرقابً والتعبٌر عن ذلك حٌث ٌقول ‪" ‬إن الناس إذا‬
 ‫" كما قال ‪" ‬لتؤمرن بالمعروؾ‬                         ‫رأوا الظالم ولم ٌؤخذوا على ٌدٌه أوشك هللا أن ٌعمقم بعقاب‬
           ‫ولتنقون عن المنكر أو لٌوشكن هللا أن ٌبعث علٌكم عقابا ًا منه ثم تدعونه فبل ٌستجاب لكم".‬

‫‪        ‬‬       ‫وقد أكد اإلسبلم حق االختبلؾ‬


                  ‫‪               ‬‬

                                                                                                                         ‫(الحجرات 31)‬

‫‪      ‬‬           ‫كما نقى القرآن عن االفتراق والخبلؾ بسبب هذا االختبلؾ‬


         ‫‪              ‬‬


                                                                                       ‫(الشورى 31)‬   ‫‪    ‬‬


    ‫وعلى مدى التارٌخ اإلسبلمً هناك صور متعددة لؤلعمال التطوعٌة فً المجتمع اإلسبلمً‬
      ‫فً م جال التعلٌم وإنشاء دور العبادة والمدارس والمستشفٌات والمبلجا ورعاٌة األٌتام وإنشاء‬
        ‫األربطة والمكتبات العامة وكان للوقؾ كمإسسة اجتماعٌة الدور الكبٌر والقٌام بتلك األعمال‬
                                                                                                     ‫(البشري،3002 ،566).‬


                                                                    ‫8‬
‫باإلضافة إلى ما ذكرنا من مإسسات اجتماعٌة هناك نوع آخر من المإسسات‬
                                                       ‫(األنصاري، 1002، عدد272، 211) مثل:-‬
                                                                    ‫- نقابات الحرؾ والصنابع‬
 ‫منذ القرن السابع القجري كان لكل أهل الصنع قٌادة تحت مسمى شٌخ الصنعة ٌراقب جودة‬
 ‫الصناعة كما ٌدافع عن حقوق الصناع وكانت هذه النقابات وسٌلة من وسابل الضبط االجتماعً.‬
                                                      ‫- جماعات العلماء والقضاة وأهل اإلفتاء‬
  ‫لقد استطاع العلماء أن ٌحتفظوا باستقبللٌة نسبٌة عن السلطة فً كثٌر من األحوال وحافظو‬
 ‫على الكٌان االجتماعً للمجتمع اإلسبلمً وخاصة فً عقود التدهور السٌاسً . وقد كان الناس‬
                                       ‫ٌلجإون إلٌقم لقضاء حوابجقم وحماٌتقم من البطش واألذى.‬
      ‫أذكر أنه كان هن اك وقؾ اسمه وقؾ الخطباء فً المدٌنة المنورة أخبرنً بؤهدافه أحد‬
   ‫المعاصرٌن القدماء لذلك الزمان. ومما أخبرنً به أن رٌع هذا الوقؾ كان ٌصرؾ على خطباء‬
        ‫المسجد النبوي الشرٌؾ وؼٌرهم، لٌحرر خطباء الجمعة من سٌطرة اآلخرٌن علٌقم بسبب‬
  ‫احتٌاجقم لقم، وبقذا ٌضمن الوقؾ أن تك ون خطب الجمعة بعٌدة عن سٌطرة السلطة التنفٌذٌة،‬
                                                         ‫شرٌطة أن تلتزم الخطب بالقواعد الشرعٌة.‬
                                                                                ‫- نقابات التجار‬
‫ٌرأس هذه النقابات تاجر ٌسمى الشاهبندر وقد كان ٌقوم بخدمة التجار والدفاع عنقم ورفع‬
                                                               ‫الظلم عنقم عند جباٌة الضرابب منقم.‬
                                                                    ‫- جماعات الفرق الصوفٌة‬
   ‫لعبت الطرق الصوفٌة التً انتقجت نقجا ًا شرعٌا ًا دوراًا سٌاسٌا ًا واجتماعٌا ًا مقما ًا فً المجتمع‬
   ‫اإلسبلمً. وقد قامت هذه الطرق بحفظ جوانب من المجتمع من التساقط فً الوقت الذي بلػ فٌه‬
                                                             ‫النظام السٌاسً مداه فً الفساد والترؾ.‬
                                                                 ‫- جماعات الشطار والعٌارٌن‬
 ‫هم جماعة من المعدمٌن العاطلٌن وأصحاب المقن المحتقرة تعٌش على هامش المجتمع وفً‬
 ‫حالة تمرد دابم على المجتمع مطالبٌن بتحقٌق العدالة االجتماعٌة مما أكسب تمردهم بعداًا سٌاسٌا ًا.‬
  ‫بعد هذا العرض لقذه المحاور ومناقشتقا فً ضوء المرجعٌة والممارسات االجتماعٌة عبر‬
  ‫مع المدنً له أصول وجذور فً اإلسبلم على الرؼم مما ذكره‬
                                                      ‫التارٌخ ٌتضح لنا أن مفقوم المجت‬
  ‫البعض من أن المسلمٌن عرفوا المجتمع المدٌنً الذي ٌقابله المجتمع البدوي ولم ٌعرفوا المجتمع‬


                                                  ‫9‬
‫المدنً بمفقومه الواسع وإنما عرفوا المجتمع المدٌنً نسبة إلى أعمار المدن‬
 ‫(أبو حبلوة، 9991،عدد3، 41) كما أن البعض اآلخر أراد أن ٌسمٌه تسمٌة أخرى مثل المجتمع‬
 ‫األهلً بحجة أن تنقصه بعض الوظابؾ فً الممارسة . وٌسمٌه آخرون مإسسات األمة مثل سٌؾ‬
‫الدٌن عبدالفتاح إسماعٌل بحجة أن هذا المصطلح نبت فً بٌبة وظروؾ ؼٌر إسبلمٌة (جنحانً،‬
                                                                                  ‫إسماعٌل ،3002)‬
                                                 ‫ورداًا على تلك اآلراء ومناقشتقا نورد اآلتً:-‬
  ‫أووًال: إن العالم انفتح بعضه على بعض وأصبحت بعض الكلمات والمصطلحات الجدٌدة أو‬
                        ‫ًا‬
‫– لفظا ًا أو ترجمة – أهل الحضارة السابدة .‬                          ‫ُ‬
                                                        ‫المجددة المؤخوذة من أمم أخرى ت َتداول بلؽة‬
  ‫فالحضارة السابدة تؽزو األمم األخرى بؤلفاظقا كما تؽزوها بثقاؾ تقا وهذا ما حصل لحضارة‬
‫. وال‬        ‫المسلمٌن سابقا ًا فكثٌر من المفردات والمصطلحات العربٌة موجودة فً اللؽة اإلنجلٌزٌة‬
 ‫ضرورة ألن نبحث عن ألفاظ مؽاٌرة للمترجم من المصطلحات كبدٌل عن المصطلح الؽربً كما‬
‫فعل سٌؾ الدٌن عبدالفتاح إسماعٌل عندما استبدل مإسسات المجتمع المدنً بمإسسات األمة . ال‬
        ‫ضرورة إلى ذلك طالما أن ذلك المصطلح ال ٌتعارض مع المضمون أو الؽاٌة العامة وٌمكن‬
        ‫توظٌفه لخدمة ذلك المضمون حتى وإن تطور ذلك المفقوم فً بٌبة مؽاٌرة وفً ظروؾ ؼٌر‬
                                         ‫ًا‬
‫ظروؾ المجتمعات اإلسبلمٌة حتى وإن تطور نتٌجة للصراعات الطبقٌة بٌن أهل البلد الواحد فً‬
                                            ‫أوروبا أو نتٌجة للصراعات بٌن الدول األوربٌة نفسقا.‬
             ‫انٌا ًال : إن مفقوم المجتمع المدنً مثله مثل مفقوم الدٌمقراطٌة ٌعتبر أداة ومنقجا ًا‬
                       ‫ًا‬
‫(ولٌس عقٌدة) ٌؤخذ صبؽة العقٌدة التً تتبناه المجتمع المدنً أداة وأسلوب بؤخذ الصبؽة اإلسبلمٌة‬
                                              ‫ؾ‬
  ‫ابتداء من ممارسا ته السابقة كما ٌمكن أن ٌؤخذ الصبؽة اإلسبلمٌة فً ممارسته البلحقة المستجدة‬
   ‫فبل ضرورة للخٌفة والتوجس من بعض المفاهٌم التً تطورت فً الؽرب طالما وظفت توظٌفا ًا‬
 ‫ٌتفق مع اإلطار المرجعً لؤلمة من أجل خدمة ؼاٌتقا الكبرى . وإذا قمنا برفض الترجمة اللفظٌة‬
   ‫لقذا المفقوم نا نكون أوقعنا أنفسنا فً حرج التناقض فكٌؾ نقبل مصطلح الدٌمقراطٌة الوارد‬
                                                                         ‫فإن‬
‫من الؽرب ونرفض ترجمة مصطلح المجتمع المدنً . فكٌؾ نقبل بعض المفاهٌم ونرفض األخرى‬
    ‫. وأكد التنبٌه إلى عدم الوقوع فً التناقض‬          ‫التً نشؤت فً نفس الظروؾ ولنفس األؼراض‬
 ‫(جنحانً،3002، 352) حٌث ٌقول "نحن إذاًا أمام نفس الموقؾ السلبً تجاه المفاهٌم التً نشؤت‬
 ‫وعُرفت فً الؽرب... والسبب الوحٌد هو أنقا ؼربٌة المصدر والمرجع . إن هذا الموقؾ ٌنطبق‬



                                                 ‫01‬
‫على مفاهٌم أخرى ذات مصدرٌة ومرجعٌة ؼربٌة مثل الدٌمقراطٌة وحقوق اإلنسان ونظام‬
                                                                                          ‫االنتخابات".‬
 ‫ال ا ًال: إن ما ذكره البعض من أن التسمٌة التً تنطبق على مإسسات المجتمع اإلسبلمً هً‬
        ‫المجتمع المدٌنً أو األهلً أكثر من تسمٌتقا بالمجتمع المدنً، أمر فٌه مؽالطة وؼٌر صحٌح‬
         ‫لسببٌن: األول أن هذه التسمٌة قد مرت بمراحل بدءاًا من المجتمع الطبٌعً أو البدابً ٌقابله‬
  ‫المجتمع المدٌنً نسبة إلى المدينة ثم المجتمع األهلً ٌقابله المجتمع الدٌنً ثم المجتمع السٌاسً‬
‫ٌقابله المجتمع ؼٌر السٌاسً ثم أخٌراًا المجتمع المدنً الذي ٌجمع كل تلك التسمٌات. لقد مرت على‬
            ‫المجتمعات تطورات وظروؾ أدت إلى تسمٌتقا تلك المسمٌات وقد أشار إلى هذا المعنً‬
 ‫(جنحانً،3002، 652) عندما قا ل "إن استراتٌجٌة قوى المجتمع المدنً قد تطورت انطبلقا ًا من‬
 ‫الممارسات وحسب تجدد الظروؾ وتؽٌر األوضاع ". فبل ٌضٌر المجتمع اإلسبلمً إن كان فً‬
‫بداٌة تكوٌنه مجتمعا مدٌنٌنا ًا أو أهلٌا ًا ثم تطور ألن ٌكون مجتمعا ًا مدنٌا ًا ألن المجتمع المدٌنً مرحلة‬
‫انتقالٌة إلى المجتمع المدنً وضرورة إلى اكتمال الدولة وتحولقا إلى مجتمع مدنً (األنصاري،‬
 ‫5991، 881) السبب الثانً أن األركان الربٌسة فً مفقوم المجتمع المدنً التً طرحت تنطبق‬
‫. وبالتالً تصبح المطالبة‬        ‫كل االنطباق على المجتمع اإلسبلمً فً مرحلة من مراحل تطوره‬
                                                          ‫بتفعٌل دور المجتمع المدنً أمراًا مشروعا ًا.‬
 ‫رااعا ًال: وإذا كان إسماعٌل وؼٌره ٌستنكر تسمٌة مإسسات المجتمع المدنً وسماها مإسسات‬
 ‫األمة بحجة أننا ال نستطٌع أن نفصل المصطلح عن الروح والظروؾ التً خلقته وأن هذه الروح‬
‫. وقد‬        ‫الخفٌة للمصطلح تعمل كقارض من القوارض ضد المجتمع الذي استعار هذا المصطلح‬
  ‫استعار إسماعٌل كلمة "القوارض" وجملة "ال ٌمكن فصلقا عن روحقا " من مالك بن بنً رحمة‬
  ‫هللا علٌه حٌث ٌقول "فجمٌع أنواع الحلول ذات الصبؽة االجتماعٌة التً نقتبسقا عن ببلد أخرى‬
‫ثبتت فٌقا صبلحٌاتقا... هً صحٌحة فً هذه الببلد على وجه التؤكٌد، ولكنقا تقتضً عند التطبٌق‬
 ‫عناصر مكملة ال تؤتً معقا، وال ٌمكن أن تؤتً معقا... وال ٌمكن فصلقا عن المحٌط االجتماعً‬
                                       ‫فً ببلدها أي ال ٌمكن فصلقا عن روحقا" (ابن نبً،3991)‬
‫نقول إن إسماعٌل قد فقم مالك بن بنً خطؤ عندما استشقد به فً هذا الموقع ألن مالك بن نبً‬
  ‫كان ٌتحدث عن الحلول ولم ٌكن ٌتحدث عن المصطلحات . صحٌح أن المصطلح جزء من الحل‬
   ‫ولكنه لٌس كل الحل ونحن نختار من األجزاء ما ٌتناسب مع ظروفنا وإطارنا المرجعً ونترك‬
‫األجزاء األخرى هذا من ناحٌة ومن ناحٌة ثانٌة أكد مالك فً موضع آخر فً آخر الصفحة عندما‬


                                                  ‫11‬
‫قال "لٌس أوهن وال أضعؾ أن نرفض االستنارة بتجار ب اآلخرٌن واإلفادة من جقودهم، ولكن‬
‫بشرط أن نرد الحل المستعار إلى أصول البلد المستعٌرة " وقد حذرنا رحمه هللا (79،2931) من‬
                                                            ‫ًا‬
    ‫فصل الحلول للمشكبلت سواء كانت مستوردة أو محلٌة عن روح األمة العامة وهً الؽاٌة من‬
‫وجودها وعن روح األمة الخاصة وهً الؽاٌة من هذا العمل فً إطار ؼاٌتقا العامة، عندما ذكرنا‬
   ‫بفقدان فاعلٌة الزكاة وخطبة الجمعة فً حٌاتنا الٌومٌة ال لسبب إال ألنقا لم توصل بروحقا التً‬
                                                                          ‫ًا‬
 ‫انبعثت منقا. وبناء علٌه فإن المقترح الذي ٌطلب من خبلله زٌادة فاعلٌة المجتمع المدنً عبر قٌام‬
‫مإسساته مشروط بؤن ٌرتبط باألسس األخبلقٌة وبالؽاٌة العامة من الوجود والؽاٌة الخاصة من هذا‬
   ‫العمل فبل خٌر فً جقد اجتماعً ٌنفصل عن الروح العامة لؤلمة وٌنفصل عن القوى األخبلقٌة‬
                                                                                ‫التً تسانده.‬
                ‫تطور مفهوم المجتمع المدنً منذ القرن السااع عشر مٌالدي:‬
 ‫لقد نشؤ هذا المفقوم نتٌجة للصراعات الداخلٌة داخل الدول ا ألوربٌة ونتٌجة للصراعات التً‬
 ‫قامت بٌن الدول األوربٌة بعضقا مع بعض والتً أدت إلى حروب أهلٌة وحروب بٌن الدول راح‬
‫ضحٌتقا مبات اآلالؾ من األوربٌٌن. إن الصراعات الطبقٌة التً اتسمت بقا دول أوربا منذ القرن‬
  ‫السادس عشر أدت إلى ظقور هذا المفقوم على مراحل متعددة وصور مختلفة حتى تبلور معنى‬
‫هذا المفقوم بصورته الحالٌة وٌمكننا أن نختار عدد من المحطات التارٌخٌة لتطور هذا المفقوم كما‬
 ‫(أبوحبلوة،‬                   ‫(عبداللطٌؾ، 6991، العدد 5)،‬        ‫وردت عند عدد من الباحثٌن‬
‫9991، العدد 3)، (الجنحانً، 9991، العدد 3)، (كومار، 1002، ع دد 701)، (أوفة، 1002،‬
                                                                                 ‫عدد 701).‬
   ‫المحطة األولى: ظقر مفقوم المجتمع المدنً ٌقابل المجتمع السٌاسً فً القرن السابع عشر‬
   ‫المٌبلدي عندما ظقرت نظرٌة العقد االجتماعً إلدارة الدولة بدٌبلًا عن الحق اإللقً للملوك فً‬
‫الحكم. ورواد هذه االنطبلقة هم على التوالً هوبز (8851–9061) لوك (2361–4071). إذ‬
  ‫ٌرى لوك إن الؽاٌة من اتحاد الناس فً المجتمع المدنً هو المحافظة على أمبلك األفراد، إال أن‬
   ‫هوبز ٌرى أن ؼاٌة المجتمع المدنً هو تحقٌق األمن والسبلم ووقؾ التقاتل الذي ٌنشؤ فً حالة‬
‫عدم قٌام المجتمع المدنً بواجباته . وقد أكد جان جاك رسو (2171– 8771) تنظٌم المجتمع ضد‬
 ‫نظرٌة الحق اإللقً. من هنا ٌبدو أن التمٌٌز هنا فً هذه المحطة بٌن المجتمع الطبٌعً والسٌاسً‬
                                              ‫من ناحٌة وبٌن المجتمع المدنً من ناحٌة أخرى.‬



                                            ‫21‬
‫وهٌجل‬            ‫المحطة ال انٌة: هً محطة آدم سمٌث (0971 – 3271 ,‪)Adam Smith‬‬
 ‫(1381 – 0771 ,‪ )Hegel‬وماركس (3381 – 8181 ,‪ )Marx‬وهً محطة دخول االقتصاد‬
 ‫والتنافس ووسابل اإلنتاج فً المفقوم . وٌنتقً صراع األفكار بٌن هإالء الثبلثة إلى االتفاق على‬
     ‫النظر إلى هذا المفقوم بالمقارنة بدور الدولة فمنقم من ٌرى بؤن العبلقة بٌن الدولة والمجتمع‬
 ‫عبلقة تعارض ومنقم من ٌر ى بؤن العبلقة هً عبلقة مركبة من التعارض والتكامل وعلى رأس‬
                                                  ‫هذا االتجاه هٌجل (عبداللطٌؾ، 6991، 69).‬
‫ش‬                          ‫: هً محطة المفكر اإلٌطالً انطونٌو ؼرام‬          ‫المحطة ال ال ة‬
‫(7391 – 1681, ‪ )Antonio Gramsci‬فالمجتمع المدنً عنده هو مجموعة البنى القومٌة مثل‬
    ‫النقابات واألحزاب والصحافة . وٌعتبر المجتمع المدنً فً رأٌه هو الرأي العام ؼٌر الرسمً‬
‫والمجتمع المدنً مجال للتنافس األٌدلوجً كما كان المجتمع المدنً مجاالًا للمنافسة االقتصادٌة عند‬
‫ن ٌكونا‬     ‫ماركس وهو منطقة التوسط بٌن الدولة والمواطن وأن الدولة والمجتمع المدنً ٌجب أ‬
  ‫ملتحمٌن ومجال التنافس عنده لٌس فقط مجال االقتصاد بل ٌشمل أٌضا ًا مجال التنافس األٌدلوجً‬
                                                                  ‫(عبداللطٌؾ، 6991، 57).‬
 ‫من المبلحظ أن هذه المحطات الثبلث قد اندمج بعض عناصرها مع بعضه البعض فً الفكر‬
 ‫سٌة وإقامة التوازن بٌن‬    ‫االجتماعً المعاصر لٌوظؾ فً إطار الدفاع عن مبدأ المشاركة السٌا‬
                                                                            ‫الدولة والمجتمع .‬
      ‫كما نخلص من المحطات الثبلثة السابقة أن أطروحات هوبز ولوك تدور حول المجتمع‬
‫السٌاسً. وأن الدولة التً تجسد المصلحة العامة ضرورة من ضرورات النمو االجتماعً كما أن‬
  ‫هٌجل ركز على فكرة قٌام المجتمع المدنً بالتوسط بٌن الدولة والمواطن أما ؼرامش فقد أبرز‬
                                                           ‫أهمٌة التبلحم بٌن المجتمع والدولة.‬




                                             ‫31‬
‫المحطة الرااعة لمفقوم المجتمع المدنً:‬
  ‫فً هذه المحطة لم ٌظقر مفقوم المجتمع المدنً نتٌجة لتحول الدول من النظم السلطوٌة إلى‬
‫النظم التعددٌة ولكن المجتمع المدنً فً هذه المحطة ظقر تعبٌراًا عن أزمة م تعددة األبعاد (عدلً،‬
       ‫9991، عدد 1، 37) ظقر هذا المفقوم بعد أن أخفقت عدد من دول أوربا القومٌة من تحقٌق‬
  ‫الرفاهٌة المطلوبة لشعوبقا فً الثمانٌنات وطرحت من جدٌد العبلقة بٌن الدولة والمجتمع المدنً‬
 ‫حماٌة البٌبة‬       ‫فظقرت أشكال جدٌدة للعمل االجتماعً مثل مناهضة التسلح النووي، وحركات‬
       ‫وحركات السبلم والمرأة والدفاع عن الحقوق المدنٌة وكانت هذه الجمعٌات والقٌبات ال تنتقد‬
                ‫الحكومة فقط وإنما تنتقد أٌضا ًا األحزاب المنافسة بعٌداًا عن التنظٌم الحزبً الصارم.‬
‫أما فً أوربا الشرقٌة فقد ظقر مفقوم المجتمع المدنً إثر التحوالت التً جرت فً دو ل مثل‬
 ‫بولندا والمجر وألمانٌا الشرقٌة. وقام بقذا التحول المإسسات االجتماعٌة التً كانت خارج سٌطرة‬
‫الحزب الشٌوعً. لقد قامت هذه المإسسات بإحداث تحول تلك الدول من النظم السلطوٌة إلى النظم‬
                                                  ‫التعددٌة وهذا عكس ما حصل فً أوربا الؽربٌة.‬
 ‫وكذلك الحال مع دول العالم الثا لث أو بلدان الجنوب إذ استخدام مصطلح المجتمع المدنً فً‬
   ‫تلك البلدان لئلشارة إلى دور المجتمعات االجتماعٌة فً إحداث التحول من النظم السلطوٌة إلى‬
‫. إن‬     ‫النظم التعددٌة كما كان الحال لبعض دول أمرٌكا البلتٌنٌة كالبرازٌل وجنوب آسٌا كالفلبٌن‬
   ‫الحدٌث عن المجتمع المدنً ي أوربا الؽربٌة وأوربا الشرقٌة ٌقودنا إلى التفرٌق بٌن ما ٌسمٌه‬
                                                                ‫ؾ‬
                                     ‫بعض الباحثٌن المجتمع المدنً األول والمجتمع المدنً الثانً.‬
 ‫ٌقصد بالمجتمع المدنً األول هو المجتمع الذي أرست قواعده المجتمعات األوربٌة فً القرن‬
 ‫لة والمجتمع . كما ٌقصد بالمجتمع‬        ‫الثامن عشر والتاسع عشر من أجل إقامة التوازن بٌن الدو‬
‫المدنً الثانً المفقوم الذي تبنته أوربا الشرقٌة من أجل تقٌبة المقاومة ضد الحكم المطلق (فولً،‬
‫إدوارد، 8991، 11) والحدٌث عن المجتمع المدنً األول والثانً ٌقودنا إلى شبكات العمل المدنً‬
                                        ‫ب ًا‬
 ‫األفقٌة والرأسٌة وشبكات العمل األفقٌة تكون عٌدة عن االرتباط السٌاسً وأن تكون مستقلة عن‬
‫. والحقٌقة أن‬        ‫العمل السٌاسً أما شبكة العمل المدنً الرأسٌة فتكون مرتبطة بالقوى السٌاسٌة‬
 ‫الباحث ال ٌتفق مع أؼراض هذه التقسٌمات سواء كانت تتعلق بالمجتمع المدنً األول أو المجتمع‬
‫المدنً الثانً أو شبكة العمل المدنً الرأسً أو شبكة العمل المدنً األفقً ألن إطار العمل وأركان‬
  ‫. فإقامة التوازن بٌن الدولة‬       ‫المجتمع المدنً التً ذكرناها سلفا ًا تتعارض مع هذه التقسٌمات‬
‫. وكٌؾ‬          ‫والمجتمع ال ٌعنً الوقوؾ ضد نظم الحكم بقدر ما ٌعنً المشاركة السٌاسٌة والمدنٌة‬


                                                ‫41‬
‫تتحقق المشاركة السٌاسٌة والمدنٌة م ن مثل شبكة العمل المدنً الرأسٌة إذا كان ٌتم تعلم التكافل‬
  ‫وتطبٌقه وتولٌد الثقة وتٌسٌر االتصال وأنماط العمل الجماعً داخل كل جمعٌة أو مجموعة وال‬
‫(فولً،‬     ‫ٌنتقل العمل إلى خارجه إلى تعببة المإسسات سواء كانت ذات قضاٌا سٌاسٌة أو مدنٌة‬
                                                               ‫إدوارد، 8991، عدد 68، 01).‬
‫مجتمع المدنً هو مزٌج من المجتمع المدنً األول بؤؼراضه والمجتمع المدنً الثانً هو‬
                                                                             ‫فال‬
                                        ‫مزٌج من أنشطة شبكات العمل المدنً األفقٌة والرأسٌة.‬
                                                         ‫محاووت التعرٌف االمفهوم:‬
‫ٌقوم الباحث بعرض بعض التعرٌفات لقذا المفقوم ثم ٌنتقل إلى عرض تعرٌفه اإلجرابً الذي‬
 ‫ٌتسق مع أهداؾ هذه الدراسة. قدم (عبداللطٌؾ، 6991، 27) تعرٌفٌن عن المجتمع المدنً وهما‬
  ‫على النحو التالً: "المجتمع المدنً هو النسق السٌاسً المتطور الذي ٌتٌح ضرورة تمفصله فً‬
   ‫مإسسات مراقبة المشاركة السٌاسٌة "، "المجتمع المدنً هو كل المإسسات التً تتٌح لؤلفراد‬
                          ‫التمكن من المٌزات والم نافع العامة دون تدخل أو توسط من الحكومة"‬
‫كما نقل األنصاري (1002، 001) تعرٌؾ سعد الدٌن إبراهٌم هو: "المجتمع المدنً مجموعة‬
    ‫التنظٌمات التطوعٌة الحرة التً تمؤل المجال العام بٌن األسرة والدولة لتحقٌق مصالح أفرادها‬
‫ملتزمة فً ذلك بقٌم ومعاٌٌر التراضً والتسامح وا إلدارة السلٌمة للتنوع واالختبلؾ ". وهناك‬
‫تعرٌؾ آخر لسٌؾ الدٌن عبدالفتاح إسماعٌل (الجنحانً، إسماعٌل، 3002، 98) ونص على أن‬
     ‫المجتمع المدنً هو "المإسسات السٌاسٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة التً تعمل فً‬
 ‫مٌادٌنقا المختلفة فً استقبلل عن سلطة الدولة لتحقٌق أ ؼراض متعددة، منقا أؼراض سٌاسٌة‬
  ‫كالمشاركة فً صنع القرار على المستوى القومً ومثال ذلك األحزاب السٌاسٌة ومنقا أؼراض‬
 ‫اقتصادٌة كالدفاع عن المصالح االقتصادٌة ألعضاء النقابة ومنقا أؼراض ثقافٌة كما فً اتحادات‬
  ‫الكتاب والمثقفٌن والجمعٌات الثقافٌة التً تقدؾ إلى نشر ا لوعً الثقافً وفقا ًا التجاه أعضاء كل‬
 ‫". هذه جملة من‬     ‫جمعٌة ومنقا أؼراض اجتماعٌة لئلسقام فً العمل االجتماعً لتحقٌق التنمٌة‬
     ‫التعارٌؾ لقذا المفقوم التً ٌمكن االستفادة منقا لصٌاؼة التعرٌؾ اإلجرابً لٌتفق مع أهداؾ‬
‫الدراسة وإن كان عبدالفتاح إسماعٌل قد انتقد تعرٌفات ا لمصطلح بما فٌقا التعرٌؾ األخٌر ألسباب‬
  ‫منقجٌة وألسباب تارٌخٌة لٌخلص إلى مصطلح بدٌل بدالًا من تعرٌؾ المصطلح المترجم، إال أن‬
  ‫الباحث ال ٌتفق معه فً ذلك النقد لؤلسباب التً ذكرت سابقا ًا عند مناقشة المصطلح البدٌل وألن‬
 ‫المقم فً نظر الباحث عند استخدام المفاهٌم السٌاس ٌة واالجتماعٌة – التً ظقرت فً الحضارة‬


                                             ‫51‬
‫المعاصرة بوجه جدٌد ومكونات إضافٌة بسبب تؽٌرات ظروؾ الزمان على الرؼم من أن لقذا‬
‫المفقوم جذور تارٌخٌة فً بعض الحضارات األخرى – لٌس سٌاققا التارٌخً أو تكوٌناتقا الجدٌدة‬
                                  ‫وإنما قٌم ومبادئ المجتمع المستخدم والمستفٌد من تلك المفاهٌم.‬
  ‫وعلٌه فإن التعرٌؾ اإلجرابً ٌكون "المجتمع الذي تعمل مإسساته التطوعٌة واالقتصادٌة‬
  ‫والسٌاسٌة واالجتماعٌة والثقافٌة فً استقبلل نسبً عن سلطة الدولة وفق الضوابط الشرعٌة فً‬
       ‫ظل سٌادة القانون وفً ظل كفالة الدستور لحقوق المواطنة وحقوق اإلنسان الشرعٌة وحقوق‬
‫المشاركة السٌاسٌة لتحقٌق العدالة االجتماعٌة والسبلم واألمن الوطنً والتنمٌة المستدامة والفاعلٌة‬
‫الضرورٌة" ٌمكننا أن نقول إن كل مإسسات المجتمع المدنً التً ذكرناها ضرورة من ضرورات‬
        ‫العصر . فتكون المإسسات السٌاسٌة من أجل المشاركة فً صنع القرار وتكون المإسسات‬
‫اال قتصادٌة من أجل الدفاع عن المصالح االقتصادٌة ألصحاب المقن واالرتقاء بمستوى المقنة كما‬
  ‫تكون المإسسات الثقافٌة من أجل نشر الوعً بالقم العام لؤلمة والوعً باتجاه الجمعٌات فً ظل‬
‫الضوابط الشرعٌة. أما المإسسات االجتماعٌة فقً من أجل اإلسقام فً العمل االجتماعً لتحقًق‬
                                                                               ‫التنمٌة االجتماعٌة.‬
  ‫بعد تفكٌك المفقوم وتحلٌله تارٌخٌا ًا وفكرٌا ًا ٌمكننا اآلن أن نعٌد تركٌبة وفق األطر المرجعٌة‬
‫(الجنحانً، 9991، 3، 53) حٌث ٌقول "إن‬             ‫التً أوضحناها سابق اًا من خبلل اقتباس ما ذكره‬
 ‫المجتمع المدنً والدولة لٌسا مفقومٌن متقابلٌن فً نظرنا بل هما مفه ومان متبلزمان ومتكامبلن،‬
  ‫فبل ٌمكن أن ٌنقض المجتمع المدنً، وٌإدي رسالته فً المناعة والتقدم من دون دولة قوٌة تقوم‬
 ‫على مإسسات دستورٌة ممثلة، وتعمل على فرض القانون، كما أنه من الصعب أن نتصور دولة‬
                         ‫وطنٌة قوٌة ٌلتؾ حولقا أؼلبٌة المواطنٌن من دون مجتمع مدنً ٌسندها"‬
‫حلٌة‬       ‫وبناءاًا علٌه فبل بد من تجدٌد تصمٌم العبلقات بٌن الدولة والمجتمع والمجتمعات الم‬
  ‫(كومار، 1002، عدد 701، 35) – وفق ما أكده الباحث – من الرجوع إلى المرجعٌة الشرعٌة‬
                                                    ‫اإلسبلمٌة وبناء على متؽٌرات العصر والبٌبة.‬




                                               ‫61‬
‫تراٌة المواطنة و قافة المجتمع المدنً‬
 ‫هً : أهداؾ التربٌة على المواطنة‬     ‫ٌش مل هذا الجزء من الدراسة على عدد من المحاور‬
                                                                              ‫ت‬
   ‫وثقافة المجتمع المدنً وقٌمقا ومقاراتقا كما ٌشمل محتوى ومواضٌع واستراتٌجٌات وأسالٌب‬
                                                   ‫التربٌة على المواطنة وثقافة المجتمع المدنً.‬
                                                                                ‫األهداف:‬
 ‫ي من خبلل أدبٌات التربٌة الوطنٌة‬‫تتحدد أهداؾ التربٌة على المواطنة وثقافة المجتمع المدن‬
 ‫كما ذكر (العبدالكرٌم واألنصاري , 6291 ص611), واألهداؾ المتعلقة بالمواطنة فً مراحل‬
‫التعلٌم العام عند (الحبٌب, 6241 ص 812), وأهداؾ التربٌة المدنٌة عند آخرٌن وبعد االطبلع‬
‫على العدٌد من الدراسات المختلفة ٌمكن أن تتحدد أهداؾ هذا النوع من التربٌة على النحو التالً:‬
 ‫- ترسٌخ القٌم اإلٌمانٌة والقٌم الخلقٌة من أجل المحافظة على اإلطار المرجعً للمجتمع .‬
‫- التؤكٌد على تحمل المسبولٌة واحترام الحرٌات العامة والمحافظة على النظام والممتلكات‬
                                                                                       ‫العامة.‬
 ‫- تنمٌة الحس اإلنسانً والحس االجتماعً وااللتزام الخ لقً تجاه اآلخرٌن بما فٌقا تقدٌر‬
                                   ‫الروابط اإلنسانٌة بٌن الشعوب واحترام الرأي والرأي اآلخر.‬
   ‫- إبراز قٌمة العمل والمقارات الٌومٌة الحٌاتٌة وتقدٌر االجتقاد والمبادرة وإدارة الوقت‬
                                                  ‫واإلتقان والتعاون والمشاركة فً اتخاذ القرار.‬
 ‫- تنمٌة روح الوالء واالعتزاز واالنتماء لل وطن واألمة العربً ة واإلسبلمٌة وعقٌدتقا‬
                                                                               ‫وفكرها لقا.‬
                                                                                 ‫ومث‬
   ‫- تزوٌد التبلمٌذ بمفقوم الدولة والمجتمع وكٌؾ ٌمكنقم القٌام بؤدوارهم لٌكونوا أعضاء‬
                                                                                       ‫فاعلٌن.‬
‫- تٌسٌر وتفعٌل االنخراط فً الجماعة والمجتمع من خبلل التعرؾ على مإسسات المجتمع‬
                ‫المدنً وأدوار كل منقا ومساعدتقا فً ٌذ برامجقا عبر المشاركات الطبلبٌة.‬
                                                ‫تنؾ‬




                                             ‫71‬
‫القٌم:‬
‫ذكر عدد من الباحثٌن عدد من قٌم التربٌة على المواطنة تحت عناوٌن مختلفة أهمقا ما ذكره‬
 ‫كل من : (الحبٌب , 6241), (وسمٌث : 3002‪ ,)smith‬قام الباحث بتلخٌص ما ذكره الباحثان‬
                                           ‫السابقان وؼٌرهم من الباحثٌن على النحو التالً:‬
                                                         ‫- السبلم والتعاٌش السلمً.‬
                                                          ‫- حقوق اإلنسان والعدالة.‬
                           ‫- المسبولٌة االجتماعٌة والحرٌة فً اإلطار المرجعً لؤلمة.‬
                                          ‫- الشورى والدٌمقراطٌة والمشاركة الفعالة.‬
                                                         ‫- المساواة وتكافإ الفرص.‬
                                               ‫- قٌم العمل المنتج الفردي والتعاونً.‬
                                                              ‫- التضحٌة والتسامح.‬
                                                       ‫- حب الوطن والوالء للدولة.‬
                                                                         ‫المهارات:‬
  ‫ذكر باترك (9991 ,‪ )Patriek‬ثبلثة أنواع من المقارات الربٌسٌة لقذا النوع من التربٌة‬
              ‫ٌندرج تحتقا عدد آخر من المقارات الضرورٌة أضافقا الباحث لتقسٌمات باترك:‬
                          ‫- مقارات التفاعل وٌندرج تحتقا مقارات االتصال والتعاون.‬
 ‫محاسبة الفردٌة‬      ‫- مقارات المراقبة وٌندرج تحتقا مقارات التفكٌر الناقد وآلٌات ال‬
                                                                             ‫والجماعٌة.‬
 ‫- مقارات التؤثٌر وٌندرج تحتقا مقارات المبادرة والمنفعة للجمٌع والعمل من أجل الذات‬
                                                                     ‫ومن أجل اآلخرٌن.‬




                                         ‫81‬
‫المحتوى والمواضٌع:‬
                 ‫كتب عدد من الباحثٌن عن المحتوى والمواضٌع لقذا النوع من التربٌة منقم‬
 ‫(العامر, 6241), (والعبدالكرٌم, والنصار, 6241), إال أن ما ذكره (الصبٌح , 6241), نقبلًا عن‬
 ‫الوثٌقة الصادرة فً برٌطانٌا عن التربٌة الوطنٌة كان من أهمقا وأشملقا وهً على النحو التالً:‬
‫- القضاٌا المعاصرة المحلٌة والدولٌة مع العناٌة باألدلة وما ٌتعلق من أفكار وقضاٌا وتفسٌر‬
                                                                    ‫أهمٌتقا وتحلٌل مضامٌنقا.‬
 ‫- الحقوق والمسبولٌات فً المجتمع الدٌمقراطً (وٌمكن أن نضٌؾ إلٌقا المجتمع الشوري‬
                                       ‫الذي ٌقتم ببناء ثقافة المسبولٌة االجتماعٌة لدى األفراد).‬
  ‫- الفرص المتاحة لؤلفراد والجماعات التطوعٌة من أجل إحداث تؽٌٌر فً المجتمع والبٌبة‬
                                                  ‫ٌر.‬
                                                    ‫والقٌم التً تستند إلٌقا المحاوالت فً التفس‬
       ‫- كٌفٌة عمل االقتصاد المحلً العالمً بما فً ذلك آلٌات تكوٌن الثروة واستخدامقا.‬
‫- أسباب الصراع والطرق المختلفة لمعالجة وإدراك اآلثار النافعة فً بعض األحٌان الناتجة‬
                                                                                ‫عن االختبلؾ.‬
        ‫- تشابك المصالح المجتمعٌة المختلفة والمصالح الدولٌة وأثر العولمة على المجتمع‬
                                                                                      ‫اإلنسانً.‬
                                         ‫وٌمكن أن ٌضاؾ إلٌقا مواضٌع أخرى من أهمقا:‬
     ‫- القضاٌا البٌبٌة والمنقا مشكبلت التلوث بؤنواعه المختلفة ومشكبلت الطاقة ونضوبقا‬
‫ومشكبلت النمو السكانً وقلة الموارد ودور األفراد والجماعات فً زٌادة و راكم تلك المشكبلت‬
                ‫ت‬
                    ‫أو التقلٌل منقا وطرق م عالجاتقا على المستوى فردي والمستوى الجماعً.‬
                                         ‫ال‬
                                                            ‫اوستراتٌجٌات واألسالٌب :‬
    ‫تنوعت االستراتٌجٌات واألسالٌب فً تربٌة المواطنة بٌن دول العالم كما ظقر هذا التنوع‬
  ‫فقناك اختبلؾ فً االستراتٌجٌات‬          ‫أٌضا ًا داخل الدولة الواحدة كالوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‬
‫. لقد تراوح التنوع فً االستراتٌجٌات واألسالٌب فً تربٌة‬          ‫واألسالٌب من والٌة إلى أخرى‬
 ‫كذلك عبر‬     ‫المواطنة عبر المواد االجتماعٌة أو عبر مادة مستقلة تحت مسمى التربٌة الوطنٌة و‬
 ‫استراتٌجٌات ٌم التربٌة الوطنٌة دون إفراد مادة مستقلة لقذا الؽرض كما هو حاصل فً الٌابان‬
                                                                          ‫تعل‬
   ‫9991 تعلم تربٌة المواطنة من خبلل المواد االجتماعٌة فقد‬       ‫أما برٌطانٌا التً كانت قبل عام‬
  ‫أفردت لقذا النوع من التربٌة مادة مستقلة بعد هذا التارٌخ . أما الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة فقد‬


                                             ‫91‬
‫, واألمر ٌختلؾ من والٌة إلى‬    ‫زاوجت بٌن تعلٌمقا عبر المواد االجتماعٌة وعبر مادة مستقلة‬
 ‫أخرى كما ذكر سالفا ًا, ولقد طت هذه االستراتٌجٌات واألسالٌب لدى تلك الدول بالمنقج الخفً‬
                                                          ‫ارتب‬
 ‫الذي ٌتمثل فً السٌاسات المدرسٌة والممارسات العبلقات التً تنشؤ بٌن الطبلب أنفسقم وبٌن‬
                ‫الطبلب والمعلمٌن مع بعضقم البعض وبٌن الطبلب واإلدارة (الحبٌب, 6241).‬
                                                                   ‫الدراسات السااقة:‬
    ‫أكدت دراسة (الحبٌب , 6241), أهمٌة دور األسرة واإلعبلم والمسجد واألندٌة الثقافٌة‬
 ‫والرٌاضٌة فً تربٌة المواطنة و اعة ثقافة المجتمع المدنً ؛ حٌث أشار الباحث أن المدرسة ال‬
                                                        ‫إش‬
   ‫ٌمكنقا أن تحقق أهدافقا ما لم ٌكن هناك تفاعل وتعاون وتنسٌق بٌن المدرسة والبٌت والمجتمع‬
                                                            ‫تعزٌز وتؤكٌد الخبرات المكتسب.‬
                                                             ‫ة‬                          ‫ل‬
‫وكذلك دراسة (الحامد , 6241), التً نقل فٌقا عن (بسٌتك , 3141), "أن التربٌة الوطنٌة‬
   ‫صارت تدرس بجمٌع المدراس فً برٌطانٌا كجزء من منقج التعلٌم القومً لكن ؼرس المعنى‬
‫الحقٌقً للمواطنة ال ٌتم إال بتظافر جقود المدرسة وبقٌة مإسسات المجتمع .." وقد أكد الحامد فً‬
                                   ‫دراسته على دور األسرة ودور المسجد فً تربٌة المواطنة.‬
      ‫وأشار جالستون (1002,‪ )Galston‬فً دراسته أن ضعؾ الوعً السٌاسً لخرٌجً‬
    ‫الجامعات فً المجتمع األمرٌكً ٌعود إلى عدم مشاركة المجتمع المدرسة والجامعة فً تربٌة‬
‫المواطنة؛ وذكر أنه لكً ٌتحقق التعلٌم الصحٌح للمواطنة فً المدارس البد من شراكة مع المجتمع‬
                                                                 ‫والتفاعل معه بشكل إٌجابً.‬
  ‫ت بعداًا آخر ؼٌر مشاركة مإسسة التنشبة االجتماعٌة‬
                                                 ‫أما دراسة (متولً, 6141) فقد أضاؾ‬
   ‫؛ وهً طرٌقة وأسلوب تدرٌس هذا المحتوى‬         ‫لضمان األثر اإلٌجابً لتدرٌس التربٌة الوطنٌة‬
 ‫باإلضافة إلى التكامل بٌن المدرسة ومإس سات المجتمع كما بٌن إن التركٌز على أهمٌة العمل‬
 ‫الوطنً لدى الطبلب باإلضافة إلى مناقشة قضاٌا المواطنة ضمن جو الفصول الدراسٌة المفتوحة‬
                                                                       ‫أعطى أفضل النتابج.‬
   ‫إال أن دراسة فرنك ل (0002 ,‪ ,)Frinkle‬التً لم ٌشر فٌقا إلى شراكة مإسسات المجتمع‬
   ‫أثبت أن تعلٌم مفاهٌم تربٌة المواطنة فً المدارس ٌسقم فً إشاعة ثقافة إحترام الرأي والرأي‬
                                                                ‫اآلخر والتعاون مع اآلخرٌن.‬




                                           ‫02‬
‫كما أظقرت نتابج دراسة هان (9991 ,‪ ,)Hahn‬التطبٌقٌة التً أجرٌت فً ست دول من دول‬
    ‫العالم إختبلفا ًا فً ثقافة المواطنة بٌن طبلب تلك الدول ؛ وأعاد الباحث هذا االختبلؾ إلى النظم‬
                                                                 ‫واألسالٌب والممارسات الصفٌة.‬
‫لقد بٌنت لنا بعض الدراسات السابقة التً عرضت أن تدرٌس تربٌة المواطنة والتربٌة المدنٌة‬
‫والوطنٌة كان لقا أثراًا إٌجابٌا ًا فً احترام المكتسبات الوطنٌة وتعزٌز التماسك االجتماعً واالنتماء‬
    ‫الوطنً والبعض اآلخر من الدراسات أظقر أن األثر اإل ٌجابً كان ضعٌفا ًا أو معدوما ًا . وقد عزا‬
        ‫البعض ذلك إلى عدم قٌام المإسسات االجتماعٌة بدورها المطلوب أما البعض اآلخر فقد عزا‬
           ‫ضعؾ أو انعدام األثر اإلٌجابً لتربٌة المواطنة وؼرس الثقافة المدنٌة إلى االستراتٌجٌات‬
                   ‫واألسالٌب والطرابق المتبعة كما عزبت إلى الممارسات صفٌة والنظم التعلٌمٌة.‬
                                         ‫ال‬
                                                                                  ‫ا ًا‬
‫بنء على نتابج الدراسات السابقة وألن التربٌة الوطنٌة فً مدارسنا لم تنجح بالشكل المطلوب‬
‫(العامر ,‬                  ‫فً التربٌة على المواطنة وتعزٌز ثقافة المجتمع المدنً كما أشار كل من‬
‫6241)و(العبدالكرٌم والنصار , 6241) وكما ظقر مإخراًا فً الواقع ال معاصر؛ فإن التصور‬
     ‫المقترح الذي تقدمه هذه الدراسة لقذا النوع من التربٌة لم ٌقتصر على المحتوى فقط بل تضمن‬
       ‫أٌضا ًا األسالٌب واألنشطة واألهداؾ والبٌبة العلم ٌة , كما تضمن مشاركة مإسسات التنشبة‬
                                                                                     ‫االجتماعٌة.‬
                                                                          ‫ور المقترح‬
                                                                                   ‫التص‬
     ‫هناك عدد من األسالٌب والطرق التً ٌتم بقا ترب ٌة ناء المواطنة والسلوك المدنً؛ منقا‬
                                     ‫وب‬
          ‫األسلوب التقلٌدي و األسلوب التقنً واألسلوب البنابً التجر بً, (الحبٌب, 6241, 901).‬
                                 ‫ي‬
‫.‬                     ‫: هو األسلوب الذي ٌعتمد على الحفظ واالستظقار‬         ‫األسلوب التقلٌدي‬
‫أما األسلوب التقنً: فٌعتمد على األنشطة المختلفة وؼالبا ًا ما ٌكون عن طرٌق اإلجابة على األسبلة‬
     ‫وكتابة القوابم كقابمة الحقوق وقابمة الواجبات , واألسلوب البنابً التجرٌبً فٌقوم على الممارسة‬
‫ق أنشطة معدة بشكل متكامل ووفق المشاركة فً مإسسات المجتمع المدنً الرسمً كالجمعٌات‬
                                                                               ‫وؾ‬
‫والمجالس النٌابٌة فً المدرسة والتمثٌل النسبً والقٌام باألعمال التطوعٌة داخل المدرسة وخارجقا‬
                                                  ‫ًا‬
‫االشتراك المإسسات التطوعٌة وبناء علٌه فإن الباحث ٌعرض هذا تصور ووفق األسلوب التقنً‬
                       ‫ال‬
    ‫واألسلوب التجرٌبً البنابً داخل المدرسة مع التنسٌق والشراكة مع مإسسات التنشبة االجتماعٌة‬
                                                                                        ‫األخرى.‬



                                                ‫12‬
‫حث أوالًا بعرض بعض محتوٌات مجاالت األهداؾ الثبلثة‬                  ‫كما قام البا‬
‫(األهداؾ المعرفٌة والوجدانٌة والسلوكٌة) تحت مسمى الرأسمال المعرفً و الرأسمال الوجدانً و‬
                        ‫الرأسمال المقاري من أجل تعزٌز الوطنٌة والسلوك المدنً لدى الطبلب.‬
 ‫كما قام ثانٌا ًا بعرض الكٌفٌة التً تنم ى من خبللقا هذه األهداؾ (الرسامٌل) عن طرٌق إٌجاد‬
    ‫البٌبة ال علمٌة الفاعلة والمناهج والمناشط المناسبة وطرق التدرٌس التفاعلٌة الحوارٌة وطرق‬
                                                                              ‫تي‬
                              ‫التقوٌم المتنوعة باإلضافة إلى العناٌة بالحصول على معلمٌن أكفاء.‬
                                                      ‫أووًال: محتوى مجاوت األهداف:‬
‫هً مجاالت األهداؾ الثبلثة : المجال المعرفً والوجدانً والمقاري الذي أطلق علٌقا الباحث‬
                                         ‫فً هذه الدراسة الرأسمال المعرفً والوجدانً والمقاري.‬
                             ‫‪‬الرأسمال المعرفً (‪:)Cognitive Capital‬‬
  ‫ٌقصد بالرأسمال المعرفً كل األهداؾ التربوٌة والتعلٌمٌة التً تحقق اكتساب المعرفة فقما ًا‬
    ‫وتطبٌقا ًا وتوظٌفا ًا وإنتاجا ًا بما فٌقا المعارؾ التقنٌة والعلمٌة واالجتماعٌة التً تسٌر وفق إطار‬
  ‫. وٌتمثل الرأسمال المعرفً فً الحقابق‬        ‫الرأسمال الثقافً وإطار تكوٌن الرأسمال االجتماعً‬
   ‫والمفاهٌم والمبادئ والنظرٌات . ومن هذه الحقابق : الحقابق الزمانٌة والمكانٌة، واألحداث‬
      ‫التارٌخٌة، والشخص ٌات اإلسبلمٌة والعالمٌة التً تعزز الفاعلٌة والتبلحم وترفع الرأسمال‬
‫االجتماعً وتسٌر وفق إطار الرأسمال الثقافً . وكذالك الحال مع المفاهٌم والنظرٌات . ومن هذه‬
 ‫المفاهٌم: الشورى والمشاورة واألمر بالمعروؾ والنقً عن المنكر والعدل واإلحسان، والمساواة‬
‫والحرٌة والرحمة والرأفة والسبلم والتسامح والدٌمقراطٌة والسلوك المدنً . ومإسسات المجتمع‬
        ‫المدنً . وفصل السلطات الثبلثة والوالء، والمواطنة، واالنتخابات، والحقوق والواجبات،‬
            ‫والمشاركة الفعالة، والثقافة المدنٌة، والسلوك المدنً، وأشكال الضعؾ وأشكال القوة.‬
‫ومن التعامٌم التً تناسب فً هذا المجال: "ٌزداد اعتماد األمم والشعوب على بعضقا البعض‬
‫ٌوما ًا بعد ٌوم ". "للناس فً المجتمع أدوار ومسبولٌات ٌقومون بمد ودعم للمإسسات االجتماعٌة ".‬
  ‫" إن التبلحم االجتماعً والتمسك بالقٌم الخلقٌة والدٌنٌة ٌمد أفراد المجتمع بالدعم النفسً وٌخفؾ‬
    ‫الضؽوط واإلضرابات ". "ال ٌحق لؤلفراد أن ٌقوموا بؤعمال تعرض الصحة والسبلمة العامة‬
                                                                          ‫وممتلكات اآلخر للخطر"‬
‫ومن النظرٌات التً تسٌر وفق الرأسمال الثقافً : النظرٌات التً تإكد أن العلم ٌدعو لئلٌمان،‬
‫والتً تبٌن أن اإلنسان والكون لم ٌخلقا من العدم، وكذلك النظرٌات التً تقتم بالقضاٌا ا الجتماعٌة‬

                                                ‫22‬
‫ًا‬
‫والمعتقدات واألفكار السابدة بدء من األسرة وانتقاء بالمجتمع اإلنسانً العالمً والتً تعزز مفقوم‬
                                                                                       ‫التقوى.‬
                            ‫‪‬الرأسمال الوجدانً (‪:)Affective capital‬‬
‫هو كل األهداؾ التربوٌة والتعلٌمٌة التً تكون االتجاهات والقٌم والمٌول . كما تشمل معاٌٌر‬
                 ‫القبول والرفض والحب والكره واالهتمامات واألحكام والتقدٌرات ومن أمثلتقا:‬
 ‫تكوٌن عادة أن ٌحب اإلنسان لؽٌره ما ٌحبه لنفسه وأن ٌعامل الناس بما ٌحب أن ٌعاملوه به.‬
          ‫- تقدٌر قٌمة وجود الرأي والرأي اآلخر من أجل إثراء البٌبة الثقافٌة والمعرفٌة.‬
                                   ‫- اإلعبلء من قٌمة التسامح وقٌمة إشاعة ثقافة السبلم.‬
                                        ‫- اإلعبلء من قٌمة اإلخبلص واألمانة والنزاهة.‬
                             ‫- االهتمام بخدمة المجتمع وتقدٌر العمل الجماعً التعاونً.‬
                                                 ‫- تقدٌر قٌمة الحٌاة لنفسه وقٌمتقا لؽٌره.‬
                                              ‫- االهتمام بالمشاركة باألعمال التطوعٌة.‬
                     ‫- االهتمام بالمثابرة والجد واإلتقان والتحلً بالصبر وروح المبادرة.‬
                                    ‫- االهتمام بمبدأ الشورى ودوره التشرٌعً والرقابً.‬
                                                   ‫- تحمل مسبولٌة الدفاع عن اآلخرٌن.‬
                                             ‫- تقدٌر التراث اإلسبلمً والتراث الوطنً.‬
                                        ‫- اإلعبلء من شؤن حقوق اإلنسان والدفاع عنقا.‬
                                     ‫- االهتمام بالمحافظة على ممتلكات المجتمع العامة.‬
                                                    ‫- االهتمام بقٌمة الوالء لمبادئ األمة.‬
                                          ‫- تقدٌر قٌمة التقوى فً جم ٌع مجاالت الحٌاة.‬




                                            ‫32‬
‫‪‬الرأسمال المهاري( ‪:) psychomotor capital‬‬
    ‫هو كل األهداؾ التربوٌة والتعلٌمة التً تحقق التدرٌب على أنواع التفكٌر وأسالٌب البحث‬
    ‫والتقصً واالبتكار والمقارات الحٌاتٌة الضرورٌة االجتماعٌة والفردٌة الجسمٌة منقا والٌدوٌة‬
     ‫والتخصصٌة والصحٌة التً ت حقق معاٌٌر التقوى، وتشمل مقارات التفكٌر وجمع المعلومات‬
‫والبٌانات واستقصابقا وتحلٌلقا وتفسٌرها ووضع الحلول، ومقارات التخطٌط وتقوٌم الذات وتقوٌم‬
  ‫. ومن أمثلة‬         ‫اآلخرٌن، ومقارات الحوار والمناقشة، ومقارات توظٌؾ المعلومات وتطبٌققا‬
‫المقارات الضرورٌة للتربٌة الوطنٌة واألمن الوطنً التً تدخل ضمن المقارات األساسٌة الثبلثة :‬
                                                                     ‫التفاعل, والتؤثٌر, والمراقبة:‬
  ‫(‪ )Dependence‬إلى درجة‬                ‫- مقارات االنتقال من درجة االعتماد على اآلخرٌن‬
  ‫االستقبلل عن اآلخرٌن (‪ )Independence‬ثم االنتقال إلى درجة تبادل االعتماد على اآلخرٌن‬
                                                                         ‫(‪.)Interdependence‬‬
           ‫- مقارات المناقشة والحوار وأخذ المعلومات وإعطابقا ( ‪.)Give-and-take talk‬‬
     ‫- مقارات المبادرة وتحمل المسبولٌة وتشمل تحدٌد األهداؾ وترتٌب األولوٌات والعمل‬
                               ‫على االستفادة من دابرة تؤثٌر الفرد، وترك دابرة تؤثٌر الؽٌر للؽٌر.‬
       ‫- مقارات المشاركة فً المناقشات السٌاسٌة والمهارات التً تفسر االتصال السٌاسً.‬
                                                    ‫- مقارات التفكٌر الناقد والنقد اإلٌجابً.‬
                                           ‫- مقارات التفرٌق بٌن وجقات النظر والحقٌقٌة.‬
                       ‫- مقارات العمل التطوعً والمشاركة االجتماعٌة والتعاون الجماعً.‬
‫- مقارات ممارسة القٌم الدٌنٌة واألخبلقٌة التً تجعله فوق العالم وبالتالً تجعل قٌم اإلنسان‬
     ‫فً العالم واإلنسان أمام العالم ٌسٌر وفق تلك القٌم الدٌنٌة واألخبلقٌة لٌتحقق وعد هللا لئلنسان‬
                                                                                          ‫بالتكرٌم.‬
                                    ‫- مقارات التوسط فً حل النزاعات والعمل على حلقا.‬
                         ‫- مقارات المشاركة فً صنع القرار فٌما ٌتعلق بالقضاٌا المدرسٌة.‬
‫(الثقافة‬                    ‫- مقارات البحث ومطالعة كل جدٌد فً موضوع التربٌة المدنٌة‬
                                                                ‫المدنٌة – السلوك المدنً الفعال).‬
                       ‫- مقارات االنتماء والعضوٌة الفرٌقٌة والجماعٌة المدنٌة فً المجتمع.‬
                                                    ‫انٌا ًال: كٌفٌة تنمٌة واناء األهداف‬

                                               ‫42‬
‫بعد الحدٌث عن الرأس مال المعرفً والوجدانً والمقاري ننتقل إلى الحدٌث عن الكٌفٌة ي‬
 ‫الت‬
    ‫نمً بقا هذه الرسامٌل عبر إٌجاد بٌبة تعلٌمٌة فاعلة ومناهج وأنشطة مناسبة وطرق تدرٌس‬
                                                                                   ‫ت‬
                               ‫تفاعلٌة حوارٌة وطرق تقوٌم متنوعة باإلضافة إلى معلمٌن أكفاء.‬
                                                                 ‫‪‬الاٌئة التعلٌمٌة:‬
‫تعد البٌبة التعلٌمة المدرسٌة والمناخ الصفً من أهم العناصر والمكونات األساسٌة التً تعمل‬
  ‫على حقٌق األهداؾ التربوٌة والتعلٌمٌة للعملٌة التعلٌمٌة بمختلؾ جوانبقا بما فٌقا الثقافة المدنٌة‬
                                                                                           ‫ت‬
‫والسلوك المدنً الفعال من خبلل الروح االجتماعٌة السابدة فً المدرسة التً تسمٌه "منتسوري "‬
‫مجتمع التبلحم (كٌاراندا، 3991، 99) ومن خبلل تنمٌة الحس االجتماعً فً بٌبة التعل كما بٌنت‬
         ‫م‬
  ‫منتسوري "إن المدرسة هً المكان الذي ٌنمو فٌه اإلحساس االجتماعً من خبلل إكساب التلمٌذ‬
   ‫التوازن بٌن الدافع والمانع . التوازن بٌن الدافع الشخصً نحو تحقٌق أهدافه ورؼباته والمانع‬
‫االجتماعً الذي ٌمنعه من أن ٌكون ذلك على حساب أهداؾ ورؼبات ؼٌره من الطبلب . وهكذا‬
  ‫تنمو الثقافة االجتماعٌة والسلوك االجتماعً الواضح داخل المدرسة لٌمتد إلى واقع الحٌاة خارج‬
 ‫المدرسة حٌث أن ارتباط المدرسة كمجتمع صؽٌر بالمجتمع الكبٌر ضرورة من ضرورات إقامة‬
‫المجتمع المدنً الفعال . وقد حدد سلٌمان (6141، 78) ثبلث محاور لقٌام المدرسة بوظٌفته ا‬
  ‫االجتماعٌة وبدورها فً تربٌة وؼرس الثقافة المدنٌة والسلوك المدنً الفعال وهذه المحاور هً:‬
                                     ‫1 – محور التنظٌمات الداخلٌة التً تتم داخل المدرسة.‬
                                       ‫2 – محور التنظٌمات الخارجٌة المرتبطة بالمدرسة.‬
                             ‫3 – محور التنظٌمات الخارجٌة لتقدٌم الدعم والخدمة للمدرسة.‬
      ‫مات االجتماعٌة داخل المدرسة وتشمل مشاركة الطبلب فً بعض المجالس‬
                                                                   ‫1 – التنظً‬
     ‫المدرسٌة مثل مجلس إدارة المدرسة ومجلس رواد الفصول ومجلس حوار المعلمٌن ومجالس‬
   ‫اآلباء ومجلس إدارة الفصل ومجلس الحكم الذاتً والنشاط مثل مجلس شورى الطبلب وجماعة‬
                           ‫النشاط المختلفة مثل جماعة المحافظة على البٌبة والجمعٌات التعاونٌة‬
   ‫2 – ارتباط المدرسة بتنظٌمات خارجٌة من أجل المساهمة فً تنمٌة المجتمع المحلً مثل‬
      ‫السماح لمراكز الخدمة العامة المحلٌة باستخدام المبانً والمنشآت المدرسٌة بعد انتقاء الٌوم‬
 ‫المدرسً أو خبلل العطبلت، والسماح ألهالً وشباب الحً المحٌط بالمدرسة باستخدام المبلعب‬
‫والقاعات والساحات لتنفٌذ األلعاب والتمرٌنات الرٌاضٌة واألنشطة الترفٌقٌة والثقافٌة. والمشاركة‬
   ‫فً مشروعات الخدمة العامة التً تقدؾ إلى إتاحة الفرصة للطبلب لخدمة مجتمعقم من خبلل‬


                                              ‫52‬
تربية المواطنة
تربية المواطنة
تربية المواطنة
تربية المواطنة
تربية المواطنة
تربية المواطنة
تربية المواطنة
تربية المواطنة
تربية المواطنة
تربية المواطنة
تربية المواطنة
تربية المواطنة

More Related Content

What's hot

التقرير الادبي لجمعية رواد الشمال الرياضية والثقافية والاعمال الاجتماعية
 التقرير الادبي لجمعية رواد الشمال الرياضية والثقافية والاعمال الاجتماعية  التقرير الادبي لجمعية رواد الشمال الرياضية والثقافية والاعمال الاجتماعية
التقرير الادبي لجمعية رواد الشمال الرياضية والثقافية والاعمال الاجتماعية Jawad Kattar
 
العمل التطوعي وحديثي التخرج, الاهمية والفائدة
العمل التطوعي وحديثي التخرج, الاهمية والفائدةالعمل التطوعي وحديثي التخرج, الاهمية والفائدة
العمل التطوعي وحديثي التخرج, الاهمية والفائدةA. M. Wadi Qualitytcourse
 
دليل القائد إلي التحية الكشفية
دليل القائد إلي التحية الكشفيةدليل القائد إلي التحية الكشفية
دليل القائد إلي التحية الكشفيةtahar hammami
 
مهارات الدعوة الفردية
مهارات الدعوة الفرديةمهارات الدعوة الفردية
مهارات الدعوة الفرديةAbdi Mo'allim
 
المواطنة و الجماعات المحلية [Mode de compatibilité]
المواطنة و الجماعات المحلية [Mode de compatibilité]المواطنة و الجماعات المحلية [Mode de compatibilité]
المواطنة و الجماعات المحلية [Mode de compatibilité]OURAHOU Mohamed
 
الحركة الكشفية و التربية البيئية
الحركة الكشفية و التربية البيئيةالحركة الكشفية و التربية البيئية
الحركة الكشفية و التربية البيئيةMessaoud Hassani
 
شغل مخك 1
شغل مخك 1شغل مخك 1
شغل مخك 1gogo1994
 
ر وعة التفكير الايجابي
 ر وعة التفكير الايجابي ر وعة التفكير الايجابي
ر وعة التفكير الايجابيhlm3405
 
الفرق بين التسويق والمبيعات
الفرق بين التسويق والمبيعاتالفرق بين التسويق والمبيعات
الفرق بين التسويق والمبيعاتDahy Gamal
 
لغة الجسد.ppt
لغة الجسد.pptلغة الجسد.ppt
لغة الجسد.pptAmeerMandal
 
المهارات ال29 للمدراء والقادة ومتخذي القرار
المهارات ال29 للمدراء والقادة ومتخذي القرارالمهارات ال29 للمدراء والقادة ومتخذي القرار
المهارات ال29 للمدراء والقادة ومتخذي القرارtanmya-eg
 
تمكين قادت العمل التطوعى
تمكين قادت العمل التطوعىتمكين قادت العمل التطوعى
تمكين قادت العمل التطوعىMarwaBadr11
 
Volunteerism العمل التطوعي
Volunteerism العمل التطوعيVolunteerism العمل التطوعي
Volunteerism العمل التطوعيguest65ade7
 

What's hot (20)

التقرير الادبي لجمعية رواد الشمال الرياضية والثقافية والاعمال الاجتماعية
 التقرير الادبي لجمعية رواد الشمال الرياضية والثقافية والاعمال الاجتماعية  التقرير الادبي لجمعية رواد الشمال الرياضية والثقافية والاعمال الاجتماعية
التقرير الادبي لجمعية رواد الشمال الرياضية والثقافية والاعمال الاجتماعية
 
العمل التطوعي وحديثي التخرج, الاهمية والفائدة
العمل التطوعي وحديثي التخرج, الاهمية والفائدةالعمل التطوعي وحديثي التخرج, الاهمية والفائدة
العمل التطوعي وحديثي التخرج, الاهمية والفائدة
 
الحركة الكشفية
الحركة الكشفيةالحركة الكشفية
الحركة الكشفية
 
دليل القائد إلي التحية الكشفية
دليل القائد إلي التحية الكشفيةدليل القائد إلي التحية الكشفية
دليل القائد إلي التحية الكشفية
 
مهارات الدعوة الفردية
مهارات الدعوة الفرديةمهارات الدعوة الفردية
مهارات الدعوة الفردية
 
المواطنة و الجماعات المحلية [Mode de compatibilité]
المواطنة و الجماعات المحلية [Mode de compatibilité]المواطنة و الجماعات المحلية [Mode de compatibilité]
المواطنة و الجماعات المحلية [Mode de compatibilité]
 
الحركة الكشفية و التربية البيئية
الحركة الكشفية و التربية البيئيةالحركة الكشفية و التربية البيئية
الحركة الكشفية و التربية البيئية
 
شغل مخك 1
شغل مخك 1شغل مخك 1
شغل مخك 1
 
الدعوه الفرديه
الدعوه الفرديهالدعوه الفرديه
الدعوه الفرديه
 
التعامل مع الناس
التعامل مع الناسالتعامل مع الناس
التعامل مع الناس
 
ر وعة التفكير الايجابي
 ر وعة التفكير الايجابي ر وعة التفكير الايجابي
ر وعة التفكير الايجابي
 
مهارة الاقناع.pdf
مهارة الاقناع.pdfمهارة الاقناع.pdf
مهارة الاقناع.pdf
 
الفرق بين التسويق والمبيعات
الفرق بين التسويق والمبيعاتالفرق بين التسويق والمبيعات
الفرق بين التسويق والمبيعات
 
لغة الجسد.ppt
لغة الجسد.pptلغة الجسد.ppt
لغة الجسد.ppt
 
المهارات ال29 للمدراء والقادة ومتخذي القرار
المهارات ال29 للمدراء والقادة ومتخذي القرارالمهارات ال29 للمدراء والقادة ومتخذي القرار
المهارات ال29 للمدراء والقادة ومتخذي القرار
 
التطوع
التطوعالتطوع
التطوع
 
التقاليد الكشفية
التقاليد الكشفيةالتقاليد الكشفية
التقاليد الكشفية
 
الارشاد باللعب
الارشاد باللعبالارشاد باللعب
الارشاد باللعب
 
تمكين قادت العمل التطوعى
تمكين قادت العمل التطوعىتمكين قادت العمل التطوعى
تمكين قادت العمل التطوعى
 
Volunteerism العمل التطوعي
Volunteerism العمل التطوعيVolunteerism العمل التطوعي
Volunteerism العمل التطوعي
 

Similar to تربية المواطنة

عرض الاسس الاجتماعية (1)
عرض الاسس الاجتماعية  (1)عرض الاسس الاجتماعية  (1)
عرض الاسس الاجتماعية (1)ranasaud
 
ورقة عمل بعنوان الإعلام الإسلامي بين الفهم والتأثير في الرأي العام
ورقة عمل بعنوان الإعلام الإسلامي بين الفهم والتأثير في الرأي العامورقة عمل بعنوان الإعلام الإسلامي بين الفهم والتأثير في الرأي العام
ورقة عمل بعنوان الإعلام الإسلامي بين الفهم والتأثير في الرأي العامMohamed Salah Aldeen
 
الاساس الإجتماعي
الاساس الإجتماعيالاساس الإجتماعي
الاساس الإجتماعيKhadijah Alsenani
 
مقرر المناهج كلية التربه _المحاضرة الخامسة
مقرر المناهج كلية التربه _المحاضرة الخامسةمقرر المناهج كلية التربه _المحاضرة الخامسة
مقرر المناهج كلية التربه _المحاضرة الخامسةAhmed Hussein
 
عرضPptمركز تدريب المدربين (2)
عرضPptمركز تدريب المدربين (2)عرضPptمركز تدريب المدربين (2)
عرضPptمركز تدريب المدربين (2)Ahmed GALAI
 
دور المدرسة و الأسرة في تنشئة الأفراد و تنمية المجتمع
 دور المدرسة و الأسرة في تنشئة الأفراد و تنمية المجتمع دور المدرسة و الأسرة في تنشئة الأفراد و تنمية المجتمع
دور المدرسة و الأسرة في تنشئة الأفراد و تنمية المجتمعahmeded2013
 
دور المدرسة و الأسرة في تنشئة الأفراد و تنمية المجتمع
 دور المدرسة و الأسرة في تنشئة الأفراد و تنمية المجتمع دور المدرسة و الأسرة في تنشئة الأفراد و تنمية المجتمع
دور المدرسة و الأسرة في تنشئة الأفراد و تنمية المجتمعahmed ed
 
التدريس بالملكات
التدريس بالملكاتالتدريس بالملكات
التدريس بالملكاتAhmed Karman
 
النظرية البنائية الاجتماعية وعلاقتها بالويب2
النظرية البنائية الاجتماعية وعلاقتها بالويب2النظرية البنائية الاجتماعية وعلاقتها بالويب2
النظرية البنائية الاجتماعية وعلاقتها بالويب2Ola Hasab
 
وسائط التربية (المسجد والمجتمع)
وسائط التربية (المسجد والمجتمع) وسائط التربية (المسجد والمجتمع)
وسائط التربية (المسجد والمجتمع) Raghdah_
 
التربية على القيم بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي
التربية على القيم بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلميالتربية على القيم بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي
التربية على القيم بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلميMed Sugar Man
 
فطنة بتقنيتي
فطنة بتقنيتيفطنة بتقنيتي
فطنة بتقنيتيNoora Abdullah
 
العمارة والثقافة
العمارة والثقافةالعمارة والثقافة
العمارة والثقافةGhareeb Mohamed
 
شبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيشبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيnnnoo115
 
شبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيشبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيnnnoo115
 
شبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيشبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيnnnoo115
 
شبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيشبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيnnnoo115
 
شبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيشبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيnnnoo115
 
شبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيشبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيnnnoo115
 
شبكات التواصل الاجتماعي جديد
شبكات التواصل الاجتماعي جديد شبكات التواصل الاجتماعي جديد
شبكات التواصل الاجتماعي جديد nnnoo115
 

Similar to تربية المواطنة (20)

عرض الاسس الاجتماعية (1)
عرض الاسس الاجتماعية  (1)عرض الاسس الاجتماعية  (1)
عرض الاسس الاجتماعية (1)
 
ورقة عمل بعنوان الإعلام الإسلامي بين الفهم والتأثير في الرأي العام
ورقة عمل بعنوان الإعلام الإسلامي بين الفهم والتأثير في الرأي العامورقة عمل بعنوان الإعلام الإسلامي بين الفهم والتأثير في الرأي العام
ورقة عمل بعنوان الإعلام الإسلامي بين الفهم والتأثير في الرأي العام
 
الاساس الإجتماعي
الاساس الإجتماعيالاساس الإجتماعي
الاساس الإجتماعي
 
مقرر المناهج كلية التربه _المحاضرة الخامسة
مقرر المناهج كلية التربه _المحاضرة الخامسةمقرر المناهج كلية التربه _المحاضرة الخامسة
مقرر المناهج كلية التربه _المحاضرة الخامسة
 
عرضPptمركز تدريب المدربين (2)
عرضPptمركز تدريب المدربين (2)عرضPptمركز تدريب المدربين (2)
عرضPptمركز تدريب المدربين (2)
 
دور المدرسة و الأسرة في تنشئة الأفراد و تنمية المجتمع
 دور المدرسة و الأسرة في تنشئة الأفراد و تنمية المجتمع دور المدرسة و الأسرة في تنشئة الأفراد و تنمية المجتمع
دور المدرسة و الأسرة في تنشئة الأفراد و تنمية المجتمع
 
دور المدرسة و الأسرة في تنشئة الأفراد و تنمية المجتمع
 دور المدرسة و الأسرة في تنشئة الأفراد و تنمية المجتمع دور المدرسة و الأسرة في تنشئة الأفراد و تنمية المجتمع
دور المدرسة و الأسرة في تنشئة الأفراد و تنمية المجتمع
 
التدريس بالملكات
التدريس بالملكاتالتدريس بالملكات
التدريس بالملكات
 
النظرية البنائية الاجتماعية وعلاقتها بالويب2
النظرية البنائية الاجتماعية وعلاقتها بالويب2النظرية البنائية الاجتماعية وعلاقتها بالويب2
النظرية البنائية الاجتماعية وعلاقتها بالويب2
 
وسائط التربية (المسجد والمجتمع)
وسائط التربية (المسجد والمجتمع) وسائط التربية (المسجد والمجتمع)
وسائط التربية (المسجد والمجتمع)
 
التربية على القيم بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي
التربية على القيم بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلميالتربية على القيم بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي
التربية على القيم بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي
 
فطنة بتقنيتي
فطنة بتقنيتيفطنة بتقنيتي
فطنة بتقنيتي
 
العمارة والثقافة
العمارة والثقافةالعمارة والثقافة
العمارة والثقافة
 
شبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيشبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعي
 
شبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيشبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعي
 
شبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيشبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعي
 
شبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيشبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعي
 
شبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيشبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعي
 
شبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعيشبكات التواصل الاجتماعي
شبكات التواصل الاجتماعي
 
شبكات التواصل الاجتماعي جديد
شبكات التواصل الاجتماعي جديد شبكات التواصل الاجتماعي جديد
شبكات التواصل الاجتماعي جديد
 

More from meemar

ثقافيات معمار
ثقافيات معمارثقافيات معمار
ثقافيات معمارmeemar
 
رؤية تطبيقية حول انشاء مجلس شورى طلابي
رؤية تطبيقية حول انشاء مجلس شورى طلابيرؤية تطبيقية حول انشاء مجلس شورى طلابي
رؤية تطبيقية حول انشاء مجلس شورى طلابيmeemar
 
العلاقة بين المعلم بتلاميذه
العلاقة بين المعلم بتلاميذهالعلاقة بين المعلم بتلاميذه
العلاقة بين المعلم بتلاميذهmeemar
 
الارشاد
الارشادالارشاد
الارشادmeemar
 
نحو تطور العمل الابداعي د. صالح معمار
نحو تطور العمل الابداعي   د. صالح معمارنحو تطور العمل الابداعي   د. صالح معمار
نحو تطور العمل الابداعي د. صالح معمارmeemar
 
التعليم المنزلي
التعليم المنزليالتعليم المنزلي
التعليم المنزليmeemar
 
The Education in KSA
The Education in KSAThe Education in KSA
The Education in KSAmeemar
 
مقاومة المقاومة
مقاومة المقاومةمقاومة المقاومة
مقاومة المقاومةmeemar
 
كيف تهتم بموظفيك وتحفزهم
كيف تهتم بموظفيك وتحفزهمكيف تهتم بموظفيك وتحفزهم
كيف تهتم بموظفيك وتحفزهمmeemar
 
التخطيط
التخطيطالتخطيط
التخطيطmeemar
 
ادارة الوقت
ادارة الوقتادارة الوقت
ادارة الوقتmeemar
 
إدارة التغيير في العمل
إدارة التغيير في العملإدارة التغيير في العمل
إدارة التغيير في العملmeemar
 
مقاومة المقاومة
مقاومة المقاومةمقاومة المقاومة
مقاومة المقاومةmeemar
 
الانضباط
الانضباطالانضباط
الانضباطmeemar
 
الهندره
الهندرهالهندره
الهندرهmeemar
 
التحفيز والعمل الجماعي
التحفيز والعمل الجماعيالتحفيز والعمل الجماعي
التحفيز والعمل الجماعيmeemar
 
التفكير الاستراتيجي
التفكير الاستراتيجيالتفكير الاستراتيجي
التفكير الاستراتيجيmeemar
 
ادارة فرق العمل
ادارة فرق العملادارة فرق العمل
ادارة فرق العملmeemar
 
فن إتخاذ القرار
فن إتخاذ القرارفن إتخاذ القرار
فن إتخاذ القرارmeemar
 

More from meemar (19)

ثقافيات معمار
ثقافيات معمارثقافيات معمار
ثقافيات معمار
 
رؤية تطبيقية حول انشاء مجلس شورى طلابي
رؤية تطبيقية حول انشاء مجلس شورى طلابيرؤية تطبيقية حول انشاء مجلس شورى طلابي
رؤية تطبيقية حول انشاء مجلس شورى طلابي
 
العلاقة بين المعلم بتلاميذه
العلاقة بين المعلم بتلاميذهالعلاقة بين المعلم بتلاميذه
العلاقة بين المعلم بتلاميذه
 
الارشاد
الارشادالارشاد
الارشاد
 
نحو تطور العمل الابداعي د. صالح معمار
نحو تطور العمل الابداعي   د. صالح معمارنحو تطور العمل الابداعي   د. صالح معمار
نحو تطور العمل الابداعي د. صالح معمار
 
التعليم المنزلي
التعليم المنزليالتعليم المنزلي
التعليم المنزلي
 
The Education in KSA
The Education in KSAThe Education in KSA
The Education in KSA
 
مقاومة المقاومة
مقاومة المقاومةمقاومة المقاومة
مقاومة المقاومة
 
كيف تهتم بموظفيك وتحفزهم
كيف تهتم بموظفيك وتحفزهمكيف تهتم بموظفيك وتحفزهم
كيف تهتم بموظفيك وتحفزهم
 
التخطيط
التخطيطالتخطيط
التخطيط
 
ادارة الوقت
ادارة الوقتادارة الوقت
ادارة الوقت
 
إدارة التغيير في العمل
إدارة التغيير في العملإدارة التغيير في العمل
إدارة التغيير في العمل
 
مقاومة المقاومة
مقاومة المقاومةمقاومة المقاومة
مقاومة المقاومة
 
الانضباط
الانضباطالانضباط
الانضباط
 
الهندره
الهندرهالهندره
الهندره
 
التحفيز والعمل الجماعي
التحفيز والعمل الجماعيالتحفيز والعمل الجماعي
التحفيز والعمل الجماعي
 
التفكير الاستراتيجي
التفكير الاستراتيجيالتفكير الاستراتيجي
التفكير الاستراتيجي
 
ادارة فرق العمل
ادارة فرق العملادارة فرق العمل
ادارة فرق العمل
 
فن إتخاذ القرار
فن إتخاذ القرارفن إتخاذ القرار
فن إتخاذ القرار
 

تربية المواطنة

  • 1. ‫تربية المواطنة‬ ‫وغرس ثقافة المجتمع المدني‬ ‫إعـــداد‬ ‫د. صالح بن درويش معمار‬ ‫أستاذ المناهج واإلشراف التربوي المساعد‬ ‫وعميد كلية المعلمين بالمدينة المنورة‬
  • 2. ‫المقدمة‬ ‫الحمد هلل رب العالمٌن والصبلة والسبلم على رسوله األمٌن سٌدنا محمد وعلى آله وصحبه‬ ‫أجمعٌن.‬ ‫لعله من المفٌد البدء بوصؾ مختصر لواقع التعلٌم فً ببلدنا لنبٌن مدى بعده عن تحقٌق هدؾ‬ ‫تربٌة المواطنة الصالحة والثقافة المدنٌة الفعالة والسلوك المدنً الجاد وبالتالً معرفة مدى بعدها‬ ‫عن تكوٌن رأسمال اجتماعً قوي . فتعلٌمنا ٌقوم على التلقٌن والحفظ واالستذكار وكؤن ال مدرس‬ ‫ٌودع مجموعة من المعلومات فً بنك ٌستردها الطالب فً وقت االمتحانات وهو ما ٌسمى بالتعلٌم‬ ‫البنكً. ونبه إلى سلبٌات هذا النوع من التعلٌم عبدالحمٌد (7991،عدد، 75،64) عندما نقل عن‬ ‫المربً الفٌلسوؾ البرازٌلً باول فرٌري الفرق بٌن التعلٌم الحواري والتعلٌم البنكً ح ٌث بٌن أن‬ ‫. وٌجعل المجتمع تسوده ثقافة‬ ‫التعلٌم البنكً ٌسلب المتعلم ذاتٌته وحرٌته وٌجعله تابعا ًا مققوراًا‬ ‫الصمت بدالًا من الحوار وثقافة الققر بدالًا من ثقافة اإلنتاج.‬ ‫إن التعلٌم التقلٌدي المعمول به فً مدارسنا الٌوم الذي ٌقوم على التوصٌل ذي االتجاه الواحد‬ ‫( ‪ )One Way Communication‬الذي ٌقتصر على اإلرسال من قبل المعلم واالستقبال من‬ ‫المتعلم ال ٌوفً باحتٌاجات العصر لمخرجات تعلٌمٌة ذات مقارات اجتماعٌة تواصلٌة ومقارات‬ ‫تقنٌة ومقارات معرفٌة بحثٌة عالٌة. إن تحدٌات العصر تتطلب تؤسٌس بنٌة معرفٌة تربوٌة تنمً‬ ‫فً األفراد القدرة على الوعً بالذات وتعلٌم الذات وتقوٌمقا , ونقد الذات وتؽٌرها عبر تبنً‬ ‫وأسالٌب التواصل االجتماعً . ٌجب أن ٌعتمد تعلٌمنا على‬ ‫أسالٌب التعلم والتعلٌم اإلبداعً‬ ‫التواصل المزدوج ‪ٌ Two Ways Communication‬جب أن نإسس البنٌة المعرفٌة التربوٌة‬ ‫لدى الطالب على أساس العبلقة التواصلٌة ولٌس أساس العبلقة الرأسٌة الفوقٌة التسلطٌة.‬ ‫المنوفً‬ ‫وقد فرق بٌن هذٌن النوعٌن من الع القة بٌن الطالب والمعلم‬ ‫(7991، عدد64، 781) بقوله "إن التعلٌم الناجح ٌقوم على فلسفة حل المشكلة القادرة على كسر‬ ‫الحواجز الرأسٌة التً تمٌز العبلقة التقلٌدٌة بٌن المعلم والتلمٌذ وتدعوا إلى إنشاء عبلقة قابمة على‬ ‫الحوار األفقً حٌث ٌنتفى وجود مدرس الطالب وطالب المدرس لٌحل محلقا عبلقة المدرس‬ ‫والطالب، والطالب والمدرس معا ًا فً حل المشكبلت . فالمعلم ٌتعلم أٌضا ًا من خبلل حواره مع‬ ‫الطلبة كما أن الطلب ال ٌدرسون فقط بل ٌتعلمون "‬ ‫ة‬ ‫وقد بٌن الكٌبلنً (8141، 22) أن هذه العبلقة الرأسٌة أو العمودٌة كما أسماها تجعل اإلنسان‬ ‫ٌسمع دون مناقشة وٌنفذ ما ٌإمر دون مساءلة وهً بالتالً تقٌس الصواب والخطؤ والفضٌلة‬ ‫1‬
  • 3. ‫والرذٌلة طبقا ًا لمقٌاس ماذا سٌقال عنً وقد نقى الرسول ‪ ‬أن ٌكون اإلنسان إمعة إن أحسن الناس‬ ‫أحسن وإن أساإا أساء . كما بٌن المإلؾ أن هذه العبلقة الرأسٌة تزٌد درجة االعتماد على اآلخر .‬ ‫والقرآن الكرٌم سمى المعتمد على الؽٌر– كبلًا –". واإلنسان الكل ال ٌؤتً بخٌر أٌنما ٌوجه.‬ ‫فإذا استمرت هذه العبلقة قابمة بٌن المعلم والطالب ؾ ال نحصد إال مزٌداًا من تفشً التقلٌد‬ ‫واالعتماد على اآلخر فً مختلؾ النشاطات االجتماعٌة وعلى جمٌع المستوٌات فالشباب من‬ ‫الرجال والنساء ٌقلدون اآلخرٌن وٌعتمدون على ؼٌرهم فً مؤكلقم ومشربقم وهم ٌقلدونقم فً‬ ‫على حكومته وبالتالً تقل‬ ‫أزٌابقم وتوجقاتقم . فالمرإوس ٌعتمد على ربٌسه والمجتمع ٌعتمد‬ ‫فاعلٌات األفراد فتقل فرص البناء االجتماعً المشترك؛ نتٌجة النتشار ثقافة االعتماد على اآلخر‬ ‫وتصبح فكرة العمل من أجل النفع العام فكرة لبعض أفراد المجتمع ولٌست فكرة ٌحرص علٌقا‬ ‫الجمٌع وفكرة المبادرة الذاتٌة والمشاركة فً النفع العام ( ‪ )Collective Benefit‬ال تعرؾ إال‬ ‫من خبلل الكتب، وتكون المحصلة النقابٌة قلة الرأسمال االجتماعً وبالتالً ضعؾ أداء مإسسات‬ ‫المجتمع المدنً إن وجدت.‬ ‫هذا هو األثر السلبً للطرٌقة التربوٌة والتعلٌمٌة القابمة فما بالك عندما تتضافر سلبٌة الطرٌقة‬ ‫مع سلبٌة المحتوى والبرا مج والمناشط فتخلوا البرامج والمحتوى والمناشط والمقارات المدرسٌة‬ ‫والحٌاتٌة من مواد وآلٌات زٌادة الرأسمال االجتماعً.‬ ‫إن خلو مناهجنا وبرامجنا ومناشطنا التعلٌمٌة من المحتوى العملً المتدرج (ولٌس النظري )‬ ‫بحسب المراحل التً ترسخ مفقوم المنفعة للجمٌع وأربح وٌربح اآل خرون وخلوها من العمل على‬ ‫بناء التصورات الذهنٌة لتقوٌة التعاضد وخلوها من آلٌات تفقم اآلخرٌن والتكاتؾ مع اآلخرٌن‬ ‫لقد سمى‬ ‫ٌإدي إلى قلة فاعلٌة الفرد وبالتالً إلى قلة فاعلٌة المجتمع.‬ ‫كوفً (0002، 952) تكوٌن عادة المنفعة للجمٌع و أربح وٌربح اآلخرون وعادة التعاون الخبلق‬ ‫وتفقم اآلخرٌن (بالنصر الجماعً). وهذا ٌعنً إذا لم تقم التربٌة والتعلٌم بإٌجاد المناشط والمحتوى‬ ‫والبٌبة التً تتبنى تلك العادات والتصورات فلن ٌكون هنا نصر جماعً ولن ٌكون هناك رأسمال‬ ‫اجتماعً قوي ٌجابه التحدٌات وٌنتصر على األزمات. إن ؼرس الروح المدنٌة والسلوك المدنً‬ ‫الذي ٌمثله الحرص على النصر الجماعً والمنفعة للجمٌع وتفقم اآلخرٌن من خبلل األنشطة‬ ‫الصفٌة وؼٌر الصفٌة والمنقجٌة وؼٌر المنقجٌة مسبولٌة التربٌة والتعلٌم ألنه كما تقول عدلً‬ ‫(9991،عدد1، 9) إنه ال ٌوجد مجتمع ٌلتزم كل مواطنٌه بالروح المدنٌة والسلوك المدنً مالم‬ ‫2‬
  • 4. ‫توفر مإسسات التربٌة والتعلٌم حٌزاًا من نشاطقا التعلٌمً والتربوي لؽرس هذه السلوكٌات لدى‬ ‫الناشبة من أجل إٌجاد المجتمع المدنً الصحً.‬ ‫وقد أكدت هذا الطلب قندٌل (9991،عدد3،3) حٌث قالت "إن المجتمع المدنً قد ٌتطور إلى‬ ‫أشكا ل وممارسات مختلفة، ال تقود بالضرورة إلى ما ٌعرؾ بالمجتمع المدنً الصحً‬ ‫(‪ .)Healthy Civil Society‬من هنا برزت أهمٌة أن تقوم مإسسات التربٌة والتعلٌم بقذا الدور‬ ‫الذي أكدته ( تٌبتٌس، 5241، عدد 701، 92) عند حدٌثقا عن تعلٌم حقوق اإلنسان حٌث قالت :‬ ‫" للتعلٌم فً الواقع دور ٌإدٌه فً الدفاع عن حقوق اإلنسان ودعم التنمٌة اإلنسانٌة وتعزٌز المجتمع‬ ‫المدنً".‬ ‫إال أن مإسسات التربٌة والتعلٌم فً ببلدنا ال تقوم بقذا الدور على رؼم من أن ثقافة وسلوك‬ ‫(حقوق‬ ‫المجتمع المدنً كانت من ضمن ثقافتنا اإلسبلمٌة كما أكده كل من شاوي فً موضوع‬ ‫اإلنسان هل هً بضاعة ؼربٌة؟ ) (5241، عدد 701، 8). ومراد فً موضوع (استراتٌجٌة تعلٌم‬ ‫إال أن القوٌفلً‬ ‫حقوق اإلنسان ) (5241، عدد 701، 51)‬ ‫(5241، عدد 701، 34) بٌنت أن النصوص التً تضمن حقوق اإلنسان والتً تعتب ر جزءاًا ال‬ ‫َّ‬ ‫ٌتجزأ من مطلوبات المجتمع المدنً موجودة فً وثٌقة التعلٌم بالمملكة منذ ربع قرن من الزمان إال‬ ‫أن وجودها وجوداًا نظرٌا ًا فقط ال صلة له بالوجود العملً التطبٌقً.‬ ‫لقذه األسباب كلقا ٌقدم الباحث هذه الدراسة لت رى الساحة التربوٌة بما حتاجه المجتمع‬ ‫ي‬ ‫ث‬ ‫ولتقوم المإسسات التربوٌة بتفعٌل هذا الدور القام من أدوارها ومسبولٌاتقا.‬ ‫3‬
  • 5. ‫أسئلة الدراسة:‬ ‫- ما مفقوم مواطنة والمفاهٌم المرتبطة به ؟‬ ‫ال‬ ‫- ما مفقوم المجتمع المدنً ومتعلقاته ؟‬ ‫- ما األهداؾ واألسالٌب والمحتوى لتربٌة المواطنة وثقافة المجتمع المدنً ؟‬ ‫- ما التصور المقترح لتربٌة المواطنة وؼرس ثقافة المجتمع ؟‬ ‫أهداف الدراسة:‬ ‫- التعرؾ على مفقوم المواطنة وما دار حولقا من تعرٌفات.‬ ‫- التعرؾ على مفقوم المجتمع المدنً وجذوره التارٌخٌة واإلسبلمٌة وما دار حولقا من‬ ‫مناقشات.‬ ‫- التعرؾ على األسالٌب و محتوى واألهداؾ والعوامل األخرى فً تربٌة المواطنة‬ ‫ال‬ ‫وغرس ثقافة المجتمع المدنً.‬ ‫أهمٌة الدراسة:‬ ‫- ٌعتبر هذا البحث من البحوث الحدٌثة فً هذا المجال.‬ ‫- ٌد القٌبة العلٌا لسٌاسة التعلٌم.‬ ‫ٌؾ‬ ‫- د وكالة الوزارة للتطوٌر التربوي.‬ ‫ٌفً‬ ‫ذٌن لبرام ج تعزٌز المواطنة والسلوك المدنً.‬ ‫- ٌفٌد المسبولٌن المنؾ‬ ‫منهج الدراسة:‬ ‫فً ضوء مشكلة البحث و أهدافه فإن البحث فً جملته وتفصٌبلته ٌركز على المنقج النظري‬ ‫الوصفً التحلٌلً ‪ Descriptive Method‬من خبلل عرض المفاهٌم المتعلقة بالموضوع‬ ‫وؼرس ثقافة المجتمع‬ ‫وتحلٌلقا ومناقشتقا وعرض المحتوى والكٌفٌة التً تبنى بقا المواطنة‬ ‫صبلح للمحافظة على وحدة األمة واستقرارها‬ ‫المدنً وذلك استجابة للمتؽٌرات ولحركة اإل‬ ‫المجتمع ولضمان استمرار مكتسبات‬ ‫ولضمان استمرارٌتقا بحالة الصحة والعافٌة التً ٌعٌشقا‬ ‫الوطن خبلل المبة عام السابقة من مسٌرتقا الوحدوٌة التطوٌرٌة.‬ ‫4‬
  • 6. ‫اإلطار الفكري والنظري‬ ‫ٌشمل اإلطار النظري والفكري عرض بعض التعارٌؾ الخاصة بالمواطنة مناقشتقا ومن ثم‬ ‫الخروج بتعرٌؾ ٌتفق مع أهداؾ البحث وكذلك الحال مع تعارٌؾ "المجتمع المدنً " وتطور هذا‬ ‫المصطلح التارٌخً والمفقوم اإلسبلمً له مع عرض موجز لجذوره التارٌخٌة والمناقشات التً‬ ‫دارت حوله.‬ ‫المواطنة:‬ ‫فٌما ٌتعلق بالتفرٌق‬ ‫لمصطلح المواطنة وخاصة‬ ‫هناك عدد من التعارٌؾ‬ ‫بٌن المواطنة ‪ Citizenship‬والوطنٌة ‪ Patiotism‬فاألولى تؤتً بمعنى حب الوطن والثانٌة تؤتً‬ ‫بمعنى ؾ المواطن التً تحدد حقوقه وواجباته (العامر, 6241, 96), وهذا ٌعنً الوطنٌة عملٌة‬ ‫صة‬ ‫( حبٌب ,‬ ‫ال‬ ‫شعورٌة فكرٌة والمواطنة ممارسة عم لٌة وهذا عكس ما ذهب إلٌه كل‬ ‫6241, 691), وما ذكره عن (إسماعٌل, 8991, 691), إذ ٌر كل منقما أن الوطنٌة أكثر عمقا ًا‬ ‫من المواطنة وأعلى درجة المواطنة حٌث أن المواطنة تمثل العملٌة الشعورٌة والوطنٌة تمثل‬ ‫عملٌة الممارسة والفعل.‬ ‫أما الباحث فإنه ٌرى بؤن المواطنة والوطنٌة عملٌتان متبلزمتان ٌكمل كل منقما اآلخر لذلك‬ ‫نجد قاموس علم االجتماع كما ذكر (الحبٌب 6241، 691) عرؾ المواطنة بؤنقا عبلقة اجتماعٌة‬ ‫تقوم بٌن فرد طبٌعً ومجتمع سٌاسً (دولة ) ومن خبلل هذه العبلقة ٌقدم الطرؾ األول الوالء‬ ‫وٌتولى الطرؾ الثانً الحماٌة.‬ ‫ح, 6241، 442) تحت مفقوم المواطنة أن المواطنة هً صفة ٌنالقا الفرد‬ ‫ي‬‫وقد ذكر (الصب‬ ‫من الناس لٌتمتع بالمشاركة الكاملة فً دولة لقا حدود إقلٌمٌة, وتعرؾ أٌضا ًا بؤنقا إلتزامات متبادلة‬ ‫بٌن األشخاص والدولة فالشخص ٌحصل على حقوقه السٌاسٌة والمدنٌة نتٌجة انتماء ه إلى مجتمع‬ ‫معٌن ولكن علٌه فً الوقت نفسه واجبات ٌتحتم علٌه أن ٌإدٌقا.‬ ‫نخ ص مما ذكر سابقا ًا عن التعرٌفات أن المواطنة هً : شعور الفرد باالنتماء والوالء للوطن‬ ‫ل‬ ‫واللقٌادة السٌاسٌة, ٌستلزم ذلك التزام كل من الطرفٌن القٌام بواجباته تجاه اآلخر من خبلل القوانٌن‬ ‫والعبلقات والروابط والصبلة التً تضمن الحرٌة المنضبطة وفق اإلطار المرجعً لؤلمة وقبول‬ ‫اآلخر مقما اختلفت ظروفه وأحواله ولونه وجنسه ومذهبه . وهذا ٌعنً ضرورة مشاركة الفرد فً‬ ‫الشبون المدنٌة والسٌاسٌة وضرورة قٌام الدولة بضمان حقوق المواطنٌن لٌتحقق تؤكٌد القوٌة‬ ‫وتوطٌنقا واالنتماء الصادق والوالء الفاعل للوطن والعمل على رفعته واستقراره , من هنا ٌمكن‬ ‫5‬
  • 7. ‫أن ٌإكد الباحث ضرورة أن تقوم التربٌة والتعلٌم بكافة مإسساته المختلفة على تنمٌة أي مفقوم أو‬ ‫مقارة أو تنمٌة اتجاه ٌرتبط بتؤكٌد القوٌة واالنتماء الصادق للوطن والعمل المخلص على رفعته ؛‬ ‫ولتربٌة المواطنة البد أن تكون هناك برامج ومناشط تعالج الحقوق والواجبات والقوٌة واالنتماء‬ ‫والحرٌة وقبول اآلخر والمشاركة السٌاسٌة والمدنٌة.‬ ‫رداًا على الشبه ة التً أشار إلٌه ا بعض المستشرقٌن بؤن المواطنة ؼر ب عن اإلسبلم ومنقم‬ ‫ية‬ ‫المستشرق برنارد لوٌس الذي ٌدعً بؤ ن مفقوم المواطنة ؼرٌب تماما ًا عن اإلسبلم بحجة أن هذا‬ ‫(الزنٌدي,‬ ‫المفقوم الذي ٌعنً المشاركة فً الشبون المدنٌة ؼٌر موجود فً اللؽة العربٌة‬ ‫6241, 32) الذي رد علٌه عدد من الباحثٌن الذٌن أكدوا أن لفظة المواطنة تحمل فً مضمونقا‬ ‫ر المجتمع.‬ ‫حقوق وواجبات مبادلة من عناص‬ ‫وٌبٌن الباحث أن انتشار نظام األوقاؾ فً جمٌع مناح الحٌاة فً المراحل األولى من ظقور‬ ‫اإلسبلم هو خٌر دلٌل على المشاركة المدنٌة كما أن االهتمام بقٌة عناصر المواطنة األخرى ؼٌر‬ ‫ب‬ ‫الحقوق والواجبات والمشاركة كالقوٌة والحرٌة وقبول اآلخر والقوانٌن العبلقات والروابط ٌإكد‬ ‫وجود مفقوم ا لمواطنة فً اإلسبلم وهذا ما ذكره (القحطانً, 6241, 69) عندما عرؾ المواطنة‬ ‫بالمفقوم اإلسبلمً بقوله "هً مجم وعة من العالقات والروابط والصبلة التً تنشؤ بٌن دار اإلسبلم‬ ‫وكل من ٌقطن هذه الدار سواء كانوا مسلمٌن أم ذمٌٌن أم مستؤمنٌن"‬ ‫مع المدنً:‬ ‫المجت‬ ‫وفق أهداؾ هذه الدراسة ٌقوم الباحث بعرض التطور التارٌخً لمفقوم المجتمع المدنً بدءاًا‬ ‫من الجذور التارٌخٌة والمرجعٌة اإلسبلمٌة له وانتقاالًا إلى تطور هذا المفقوم منذ القرن السابع‬ ‫وحتى عصرنا الحاضر. ثم ٌنتقل إلى عرض محاوالت تعرٌؾ هذا المفقوم لٌخلص إلى تعرٌؾ‬ ‫إجرابً ٌتناسب مع أهداؾ الدراسة.‬ ‫6‬
  • 8. ‫الجذور التارٌخٌة والمرجعٌة اإلسالمٌة للمجتمع المدنً:‬ ‫إن فكرة المجتمع المدنً بمفقومه الواسع وفً كثٌر من محاورها لٌست فكرة جدٌدة على‬ ‫المجتمعات اإلنسانٌة وإن كانت قد تبلورت بصورتقا الحالٌة ومن خبلل التطورات االجتماعٌة فً‬ ‫العالم الؽربً الحدٌث منذ القرن التاسع عشر. لقد كانت فكرة المجتمع المدنً اإلسبلمً ووظابفه‬ ‫واضحة منذ بداٌة الدعوة اإلسبلمٌة وقد أقر بقذه الحقٌقة "براٌن تٌرنر " فً مقالته "االستشراق‬ ‫المجتمع‬ ‫ومشكلة المجتمع المدنً فً اإلسبلم " حٌث ٌقول "فإن القول بؽٌاب ما ٌوازي مفقوم‬ ‫" (باقادر، 3002، 357) وإننا نإكد أن التطورات‬ ‫المدنً فً المجتمعات اإلسبلمٌة أسطورة‬ ‫الحدٌثة لمفقوم المجتمع المدنًَّ منذ أن بدأ فً الؽرب إنما استمد جذوره من واقع ممارسة المجتمع‬ ‫اإلسبلمً وإن لم ٌطلق على تلك الممارسات "المجتمع المدنً " فً ذلك الحٌن . وبناء اًا علٌه فإن‬ ‫الباحث سٌعرض األركان األساسٌة للمجتمع المدنً والتً تبٌن أن تلك الممارسات تدخل ضمن‬ ‫مفقوم المجتمع المدنً فً مفقومه الحدٌث وهً"‬ ‫- أن المجتمع هو مصدر الرقابة والمحاسبة لؤلداء الحكومً.‬ ‫- أن المجتمع المدنً له سمات مشتركة منقا الطوعٌة والتطوعٌة واالستقبلل ٌة والجمعٌة‬ ‫والمإسسٌة.‬ ‫- إن المجتمع المدنً ٌقوم على قٌم من أهمقا االحترام والتسامح والتعاون والتكامل وحق‬ ‫االختبلؾ والحرٌة (األنصاري،1002 ،301).‬ ‫ومن هذه المحاور ٌمكن أن نقول إن المجتمع المدنً ٌقوم على مرتكزات ثبلث هً:‬ ‫1 – الفعل اإلرادي الحر وحرٌة التعبٌر.‬ ‫2 – التنظٌم الجماعً والدور الرقابً.‬ ‫3 – التمٌز بالبعد األخبلقً القٌمً كالحرٌة والتسامح واالحترام وحق االختبلؾ والتباٌن.‬ ‫فالحق سبحانه وتعالى حمَل المجتمع واجب الرقابة العامة على مستوٌٌن : المستوى الخاص‬ ‫َ َّ َ ّ‬ ‫الذي ٌقوم به بعض أفراد األمة . بقوله ‪        ‬‬ ‫(آل عمران 401)‬ ‫‪        ‬‬ ‫7‬
  • 9. ‫‪   ‬‬ ‫كما ٌحمل مسبولٌة الرقابة جمٌع أفراد المجتمع بقوله‬ ‫‪          ‬‬ ‫‪              ‬‬ ‫(التوبة170)‬ ‫وٌإكد اإلسبلم حرٌة التعبٌر ففً الحدٌث الشرٌؾ ٌقول المصطفى ‪" ‬الدٌن النصٌحة قلنا لمن‬ ‫ٌا رسول هللا، قال : هلل ولكتابه ولرسوله وألبمة المسلمٌن وعامتقم " رواه مسلم . وحذر اإلسبلم‬ ‫المسلمٌن من مؽبة عدم قٌام المجتمع بدوره الرقابً والتعبٌر عن ذلك حٌث ٌقول ‪" ‬إن الناس إذا‬ ‫" كما قال ‪" ‬لتؤمرن بالمعروؾ‬ ‫رأوا الظالم ولم ٌؤخذوا على ٌدٌه أوشك هللا أن ٌعمقم بعقاب‬ ‫ولتنقون عن المنكر أو لٌوشكن هللا أن ٌبعث علٌكم عقابا ًا منه ثم تدعونه فبل ٌستجاب لكم".‬ ‫‪        ‬‬ ‫وقد أكد اإلسبلم حق االختبلؾ‬ ‫‪               ‬‬ ‫(الحجرات 31)‬ ‫‪      ‬‬ ‫كما نقى القرآن عن االفتراق والخبلؾ بسبب هذا االختبلؾ‬ ‫‪              ‬‬ ‫(الشورى 31)‬ ‫‪    ‬‬ ‫وعلى مدى التارٌخ اإلسبلمً هناك صور متعددة لؤلعمال التطوعٌة فً المجتمع اإلسبلمً‬ ‫فً م جال التعلٌم وإنشاء دور العبادة والمدارس والمستشفٌات والمبلجا ورعاٌة األٌتام وإنشاء‬ ‫األربطة والمكتبات العامة وكان للوقؾ كمإسسة اجتماعٌة الدور الكبٌر والقٌام بتلك األعمال‬ ‫(البشري،3002 ،566).‬ ‫8‬
  • 10. ‫باإلضافة إلى ما ذكرنا من مإسسات اجتماعٌة هناك نوع آخر من المإسسات‬ ‫(األنصاري، 1002، عدد272، 211) مثل:-‬ ‫- نقابات الحرؾ والصنابع‬ ‫منذ القرن السابع القجري كان لكل أهل الصنع قٌادة تحت مسمى شٌخ الصنعة ٌراقب جودة‬ ‫الصناعة كما ٌدافع عن حقوق الصناع وكانت هذه النقابات وسٌلة من وسابل الضبط االجتماعً.‬ ‫- جماعات العلماء والقضاة وأهل اإلفتاء‬ ‫لقد استطاع العلماء أن ٌحتفظوا باستقبللٌة نسبٌة عن السلطة فً كثٌر من األحوال وحافظو‬ ‫على الكٌان االجتماعً للمجتمع اإلسبلمً وخاصة فً عقود التدهور السٌاسً . وقد كان الناس‬ ‫ٌلجإون إلٌقم لقضاء حوابجقم وحماٌتقم من البطش واألذى.‬ ‫أذكر أنه كان هن اك وقؾ اسمه وقؾ الخطباء فً المدٌنة المنورة أخبرنً بؤهدافه أحد‬ ‫المعاصرٌن القدماء لذلك الزمان. ومما أخبرنً به أن رٌع هذا الوقؾ كان ٌصرؾ على خطباء‬ ‫المسجد النبوي الشرٌؾ وؼٌرهم، لٌحرر خطباء الجمعة من سٌطرة اآلخرٌن علٌقم بسبب‬ ‫احتٌاجقم لقم، وبقذا ٌضمن الوقؾ أن تك ون خطب الجمعة بعٌدة عن سٌطرة السلطة التنفٌذٌة،‬ ‫شرٌطة أن تلتزم الخطب بالقواعد الشرعٌة.‬ ‫- نقابات التجار‬ ‫ٌرأس هذه النقابات تاجر ٌسمى الشاهبندر وقد كان ٌقوم بخدمة التجار والدفاع عنقم ورفع‬ ‫الظلم عنقم عند جباٌة الضرابب منقم.‬ ‫- جماعات الفرق الصوفٌة‬ ‫لعبت الطرق الصوفٌة التً انتقجت نقجا ًا شرعٌا ًا دوراًا سٌاسٌا ًا واجتماعٌا ًا مقما ًا فً المجتمع‬ ‫اإلسبلمً. وقد قامت هذه الطرق بحفظ جوانب من المجتمع من التساقط فً الوقت الذي بلػ فٌه‬ ‫النظام السٌاسً مداه فً الفساد والترؾ.‬ ‫- جماعات الشطار والعٌارٌن‬ ‫هم جماعة من المعدمٌن العاطلٌن وأصحاب المقن المحتقرة تعٌش على هامش المجتمع وفً‬ ‫حالة تمرد دابم على المجتمع مطالبٌن بتحقٌق العدالة االجتماعٌة مما أكسب تمردهم بعداًا سٌاسٌا ًا.‬ ‫بعد هذا العرض لقذه المحاور ومناقشتقا فً ضوء المرجعٌة والممارسات االجتماعٌة عبر‬ ‫مع المدنً له أصول وجذور فً اإلسبلم على الرؼم مما ذكره‬ ‫التارٌخ ٌتضح لنا أن مفقوم المجت‬ ‫البعض من أن المسلمٌن عرفوا المجتمع المدٌنً الذي ٌقابله المجتمع البدوي ولم ٌعرفوا المجتمع‬ ‫9‬
  • 11. ‫المدنً بمفقومه الواسع وإنما عرفوا المجتمع المدٌنً نسبة إلى أعمار المدن‬ ‫(أبو حبلوة، 9991،عدد3، 41) كما أن البعض اآلخر أراد أن ٌسمٌه تسمٌة أخرى مثل المجتمع‬ ‫األهلً بحجة أن تنقصه بعض الوظابؾ فً الممارسة . وٌسمٌه آخرون مإسسات األمة مثل سٌؾ‬ ‫الدٌن عبدالفتاح إسماعٌل بحجة أن هذا المصطلح نبت فً بٌبة وظروؾ ؼٌر إسبلمٌة (جنحانً،‬ ‫إسماعٌل ،3002)‬ ‫ورداًا على تلك اآلراء ومناقشتقا نورد اآلتً:-‬ ‫أووًال: إن العالم انفتح بعضه على بعض وأصبحت بعض الكلمات والمصطلحات الجدٌدة أو‬ ‫ًا‬ ‫– لفظا ًا أو ترجمة – أهل الحضارة السابدة .‬ ‫ُ‬ ‫المجددة المؤخوذة من أمم أخرى ت َتداول بلؽة‬ ‫فالحضارة السابدة تؽزو األمم األخرى بؤلفاظقا كما تؽزوها بثقاؾ تقا وهذا ما حصل لحضارة‬ ‫. وال‬ ‫المسلمٌن سابقا ًا فكثٌر من المفردات والمصطلحات العربٌة موجودة فً اللؽة اإلنجلٌزٌة‬ ‫ضرورة ألن نبحث عن ألفاظ مؽاٌرة للمترجم من المصطلحات كبدٌل عن المصطلح الؽربً كما‬ ‫فعل سٌؾ الدٌن عبدالفتاح إسماعٌل عندما استبدل مإسسات المجتمع المدنً بمإسسات األمة . ال‬ ‫ضرورة إلى ذلك طالما أن ذلك المصطلح ال ٌتعارض مع المضمون أو الؽاٌة العامة وٌمكن‬ ‫توظٌفه لخدمة ذلك المضمون حتى وإن تطور ذلك المفقوم فً بٌبة مؽاٌرة وفً ظروؾ ؼٌر‬ ‫ًا‬ ‫ظروؾ المجتمعات اإلسبلمٌة حتى وإن تطور نتٌجة للصراعات الطبقٌة بٌن أهل البلد الواحد فً‬ ‫أوروبا أو نتٌجة للصراعات بٌن الدول األوربٌة نفسقا.‬ ‫انٌا ًال : إن مفقوم المجتمع المدنً مثله مثل مفقوم الدٌمقراطٌة ٌعتبر أداة ومنقجا ًا‬ ‫ًا‬ ‫(ولٌس عقٌدة) ٌؤخذ صبؽة العقٌدة التً تتبناه المجتمع المدنً أداة وأسلوب بؤخذ الصبؽة اإلسبلمٌة‬ ‫ؾ‬ ‫ابتداء من ممارسا ته السابقة كما ٌمكن أن ٌؤخذ الصبؽة اإلسبلمٌة فً ممارسته البلحقة المستجدة‬ ‫فبل ضرورة للخٌفة والتوجس من بعض المفاهٌم التً تطورت فً الؽرب طالما وظفت توظٌفا ًا‬ ‫ٌتفق مع اإلطار المرجعً لؤلمة من أجل خدمة ؼاٌتقا الكبرى . وإذا قمنا برفض الترجمة اللفظٌة‬ ‫لقذا المفقوم نا نكون أوقعنا أنفسنا فً حرج التناقض فكٌؾ نقبل مصطلح الدٌمقراطٌة الوارد‬ ‫فإن‬ ‫من الؽرب ونرفض ترجمة مصطلح المجتمع المدنً . فكٌؾ نقبل بعض المفاهٌم ونرفض األخرى‬ ‫. وأكد التنبٌه إلى عدم الوقوع فً التناقض‬ ‫التً نشؤت فً نفس الظروؾ ولنفس األؼراض‬ ‫(جنحانً،3002، 352) حٌث ٌقول "نحن إذاًا أمام نفس الموقؾ السلبً تجاه المفاهٌم التً نشؤت‬ ‫وعُرفت فً الؽرب... والسبب الوحٌد هو أنقا ؼربٌة المصدر والمرجع . إن هذا الموقؾ ٌنطبق‬ ‫01‬
  • 12. ‫على مفاهٌم أخرى ذات مصدرٌة ومرجعٌة ؼربٌة مثل الدٌمقراطٌة وحقوق اإلنسان ونظام‬ ‫االنتخابات".‬ ‫ال ا ًال: إن ما ذكره البعض من أن التسمٌة التً تنطبق على مإسسات المجتمع اإلسبلمً هً‬ ‫المجتمع المدٌنً أو األهلً أكثر من تسمٌتقا بالمجتمع المدنً، أمر فٌه مؽالطة وؼٌر صحٌح‬ ‫لسببٌن: األول أن هذه التسمٌة قد مرت بمراحل بدءاًا من المجتمع الطبٌعً أو البدابً ٌقابله‬ ‫المجتمع المدٌنً نسبة إلى المدينة ثم المجتمع األهلً ٌقابله المجتمع الدٌنً ثم المجتمع السٌاسً‬ ‫ٌقابله المجتمع ؼٌر السٌاسً ثم أخٌراًا المجتمع المدنً الذي ٌجمع كل تلك التسمٌات. لقد مرت على‬ ‫المجتمعات تطورات وظروؾ أدت إلى تسمٌتقا تلك المسمٌات وقد أشار إلى هذا المعنً‬ ‫(جنحانً،3002، 652) عندما قا ل "إن استراتٌجٌة قوى المجتمع المدنً قد تطورت انطبلقا ًا من‬ ‫الممارسات وحسب تجدد الظروؾ وتؽٌر األوضاع ". فبل ٌضٌر المجتمع اإلسبلمً إن كان فً‬ ‫بداٌة تكوٌنه مجتمعا مدٌنٌنا ًا أو أهلٌا ًا ثم تطور ألن ٌكون مجتمعا ًا مدنٌا ًا ألن المجتمع المدٌنً مرحلة‬ ‫انتقالٌة إلى المجتمع المدنً وضرورة إلى اكتمال الدولة وتحولقا إلى مجتمع مدنً (األنصاري،‬ ‫5991، 881) السبب الثانً أن األركان الربٌسة فً مفقوم المجتمع المدنً التً طرحت تنطبق‬ ‫. وبالتالً تصبح المطالبة‬ ‫كل االنطباق على المجتمع اإلسبلمً فً مرحلة من مراحل تطوره‬ ‫بتفعٌل دور المجتمع المدنً أمراًا مشروعا ًا.‬ ‫رااعا ًال: وإذا كان إسماعٌل وؼٌره ٌستنكر تسمٌة مإسسات المجتمع المدنً وسماها مإسسات‬ ‫األمة بحجة أننا ال نستطٌع أن نفصل المصطلح عن الروح والظروؾ التً خلقته وأن هذه الروح‬ ‫. وقد‬ ‫الخفٌة للمصطلح تعمل كقارض من القوارض ضد المجتمع الذي استعار هذا المصطلح‬ ‫استعار إسماعٌل كلمة "القوارض" وجملة "ال ٌمكن فصلقا عن روحقا " من مالك بن بنً رحمة‬ ‫هللا علٌه حٌث ٌقول "فجمٌع أنواع الحلول ذات الصبؽة االجتماعٌة التً نقتبسقا عن ببلد أخرى‬ ‫ثبتت فٌقا صبلحٌاتقا... هً صحٌحة فً هذه الببلد على وجه التؤكٌد، ولكنقا تقتضً عند التطبٌق‬ ‫عناصر مكملة ال تؤتً معقا، وال ٌمكن أن تؤتً معقا... وال ٌمكن فصلقا عن المحٌط االجتماعً‬ ‫فً ببلدها أي ال ٌمكن فصلقا عن روحقا" (ابن نبً،3991)‬ ‫نقول إن إسماعٌل قد فقم مالك بن بنً خطؤ عندما استشقد به فً هذا الموقع ألن مالك بن نبً‬ ‫كان ٌتحدث عن الحلول ولم ٌكن ٌتحدث عن المصطلحات . صحٌح أن المصطلح جزء من الحل‬ ‫ولكنه لٌس كل الحل ونحن نختار من األجزاء ما ٌتناسب مع ظروفنا وإطارنا المرجعً ونترك‬ ‫األجزاء األخرى هذا من ناحٌة ومن ناحٌة ثانٌة أكد مالك فً موضع آخر فً آخر الصفحة عندما‬ ‫11‬
  • 13. ‫قال "لٌس أوهن وال أضعؾ أن نرفض االستنارة بتجار ب اآلخرٌن واإلفادة من جقودهم، ولكن‬ ‫بشرط أن نرد الحل المستعار إلى أصول البلد المستعٌرة " وقد حذرنا رحمه هللا (79،2931) من‬ ‫ًا‬ ‫فصل الحلول للمشكبلت سواء كانت مستوردة أو محلٌة عن روح األمة العامة وهً الؽاٌة من‬ ‫وجودها وعن روح األمة الخاصة وهً الؽاٌة من هذا العمل فً إطار ؼاٌتقا العامة، عندما ذكرنا‬ ‫بفقدان فاعلٌة الزكاة وخطبة الجمعة فً حٌاتنا الٌومٌة ال لسبب إال ألنقا لم توصل بروحقا التً‬ ‫ًا‬ ‫انبعثت منقا. وبناء علٌه فإن المقترح الذي ٌطلب من خبلله زٌادة فاعلٌة المجتمع المدنً عبر قٌام‬ ‫مإسساته مشروط بؤن ٌرتبط باألسس األخبلقٌة وبالؽاٌة العامة من الوجود والؽاٌة الخاصة من هذا‬ ‫العمل فبل خٌر فً جقد اجتماعً ٌنفصل عن الروح العامة لؤلمة وٌنفصل عن القوى األخبلقٌة‬ ‫التً تسانده.‬ ‫تطور مفهوم المجتمع المدنً منذ القرن السااع عشر مٌالدي:‬ ‫لقد نشؤ هذا المفقوم نتٌجة للصراعات الداخلٌة داخل الدول ا ألوربٌة ونتٌجة للصراعات التً‬ ‫قامت بٌن الدول األوربٌة بعضقا مع بعض والتً أدت إلى حروب أهلٌة وحروب بٌن الدول راح‬ ‫ضحٌتقا مبات اآلالؾ من األوربٌٌن. إن الصراعات الطبقٌة التً اتسمت بقا دول أوربا منذ القرن‬ ‫السادس عشر أدت إلى ظقور هذا المفقوم على مراحل متعددة وصور مختلفة حتى تبلور معنى‬ ‫هذا المفقوم بصورته الحالٌة وٌمكننا أن نختار عدد من المحطات التارٌخٌة لتطور هذا المفقوم كما‬ ‫(أبوحبلوة،‬ ‫(عبداللطٌؾ، 6991، العدد 5)،‬ ‫وردت عند عدد من الباحثٌن‬ ‫9991، العدد 3)، (الجنحانً، 9991، العدد 3)، (كومار، 1002، ع دد 701)، (أوفة، 1002،‬ ‫عدد 701).‬ ‫المحطة األولى: ظقر مفقوم المجتمع المدنً ٌقابل المجتمع السٌاسً فً القرن السابع عشر‬ ‫المٌبلدي عندما ظقرت نظرٌة العقد االجتماعً إلدارة الدولة بدٌبلًا عن الحق اإللقً للملوك فً‬ ‫الحكم. ورواد هذه االنطبلقة هم على التوالً هوبز (8851–9061) لوك (2361–4071). إذ‬ ‫ٌرى لوك إن الؽاٌة من اتحاد الناس فً المجتمع المدنً هو المحافظة على أمبلك األفراد، إال أن‬ ‫هوبز ٌرى أن ؼاٌة المجتمع المدنً هو تحقٌق األمن والسبلم ووقؾ التقاتل الذي ٌنشؤ فً حالة‬ ‫عدم قٌام المجتمع المدنً بواجباته . وقد أكد جان جاك رسو (2171– 8771) تنظٌم المجتمع ضد‬ ‫نظرٌة الحق اإللقً. من هنا ٌبدو أن التمٌٌز هنا فً هذه المحطة بٌن المجتمع الطبٌعً والسٌاسً‬ ‫من ناحٌة وبٌن المجتمع المدنً من ناحٌة أخرى.‬ ‫21‬
  • 14. ‫وهٌجل‬ ‫المحطة ال انٌة: هً محطة آدم سمٌث (0971 – 3271 ,‪)Adam Smith‬‬ ‫(1381 – 0771 ,‪ )Hegel‬وماركس (3381 – 8181 ,‪ )Marx‬وهً محطة دخول االقتصاد‬ ‫والتنافس ووسابل اإلنتاج فً المفقوم . وٌنتقً صراع األفكار بٌن هإالء الثبلثة إلى االتفاق على‬ ‫النظر إلى هذا المفقوم بالمقارنة بدور الدولة فمنقم من ٌرى بؤن العبلقة بٌن الدولة والمجتمع‬ ‫عبلقة تعارض ومنقم من ٌر ى بؤن العبلقة هً عبلقة مركبة من التعارض والتكامل وعلى رأس‬ ‫هذا االتجاه هٌجل (عبداللطٌؾ، 6991، 69).‬ ‫ش‬ ‫: هً محطة المفكر اإلٌطالً انطونٌو ؼرام‬ ‫المحطة ال ال ة‬ ‫(7391 – 1681, ‪ )Antonio Gramsci‬فالمجتمع المدنً عنده هو مجموعة البنى القومٌة مثل‬ ‫النقابات واألحزاب والصحافة . وٌعتبر المجتمع المدنً فً رأٌه هو الرأي العام ؼٌر الرسمً‬ ‫والمجتمع المدنً مجال للتنافس األٌدلوجً كما كان المجتمع المدنً مجاالًا للمنافسة االقتصادٌة عند‬ ‫ن ٌكونا‬ ‫ماركس وهو منطقة التوسط بٌن الدولة والمواطن وأن الدولة والمجتمع المدنً ٌجب أ‬ ‫ملتحمٌن ومجال التنافس عنده لٌس فقط مجال االقتصاد بل ٌشمل أٌضا ًا مجال التنافس األٌدلوجً‬ ‫(عبداللطٌؾ، 6991، 57).‬ ‫من المبلحظ أن هذه المحطات الثبلث قد اندمج بعض عناصرها مع بعضه البعض فً الفكر‬ ‫سٌة وإقامة التوازن بٌن‬ ‫االجتماعً المعاصر لٌوظؾ فً إطار الدفاع عن مبدأ المشاركة السٌا‬ ‫الدولة والمجتمع .‬ ‫كما نخلص من المحطات الثبلثة السابقة أن أطروحات هوبز ولوك تدور حول المجتمع‬ ‫السٌاسً. وأن الدولة التً تجسد المصلحة العامة ضرورة من ضرورات النمو االجتماعً كما أن‬ ‫هٌجل ركز على فكرة قٌام المجتمع المدنً بالتوسط بٌن الدولة والمواطن أما ؼرامش فقد أبرز‬ ‫أهمٌة التبلحم بٌن المجتمع والدولة.‬ ‫31‬
  • 15. ‫المحطة الرااعة لمفقوم المجتمع المدنً:‬ ‫فً هذه المحطة لم ٌظقر مفقوم المجتمع المدنً نتٌجة لتحول الدول من النظم السلطوٌة إلى‬ ‫النظم التعددٌة ولكن المجتمع المدنً فً هذه المحطة ظقر تعبٌراًا عن أزمة م تعددة األبعاد (عدلً،‬ ‫9991، عدد 1، 37) ظقر هذا المفقوم بعد أن أخفقت عدد من دول أوربا القومٌة من تحقٌق‬ ‫الرفاهٌة المطلوبة لشعوبقا فً الثمانٌنات وطرحت من جدٌد العبلقة بٌن الدولة والمجتمع المدنً‬ ‫حماٌة البٌبة‬ ‫فظقرت أشكال جدٌدة للعمل االجتماعً مثل مناهضة التسلح النووي، وحركات‬ ‫وحركات السبلم والمرأة والدفاع عن الحقوق المدنٌة وكانت هذه الجمعٌات والقٌبات ال تنتقد‬ ‫الحكومة فقط وإنما تنتقد أٌضا ًا األحزاب المنافسة بعٌداًا عن التنظٌم الحزبً الصارم.‬ ‫أما فً أوربا الشرقٌة فقد ظقر مفقوم المجتمع المدنً إثر التحوالت التً جرت فً دو ل مثل‬ ‫بولندا والمجر وألمانٌا الشرقٌة. وقام بقذا التحول المإسسات االجتماعٌة التً كانت خارج سٌطرة‬ ‫الحزب الشٌوعً. لقد قامت هذه المإسسات بإحداث تحول تلك الدول من النظم السلطوٌة إلى النظم‬ ‫التعددٌة وهذا عكس ما حصل فً أوربا الؽربٌة.‬ ‫وكذلك الحال مع دول العالم الثا لث أو بلدان الجنوب إذ استخدام مصطلح المجتمع المدنً فً‬ ‫تلك البلدان لئلشارة إلى دور المجتمعات االجتماعٌة فً إحداث التحول من النظم السلطوٌة إلى‬ ‫. إن‬ ‫النظم التعددٌة كما كان الحال لبعض دول أمرٌكا البلتٌنٌة كالبرازٌل وجنوب آسٌا كالفلبٌن‬ ‫الحدٌث عن المجتمع المدنً ي أوربا الؽربٌة وأوربا الشرقٌة ٌقودنا إلى التفرٌق بٌن ما ٌسمٌه‬ ‫ؾ‬ ‫بعض الباحثٌن المجتمع المدنً األول والمجتمع المدنً الثانً.‬ ‫ٌقصد بالمجتمع المدنً األول هو المجتمع الذي أرست قواعده المجتمعات األوربٌة فً القرن‬ ‫لة والمجتمع . كما ٌقصد بالمجتمع‬ ‫الثامن عشر والتاسع عشر من أجل إقامة التوازن بٌن الدو‬ ‫المدنً الثانً المفقوم الذي تبنته أوربا الشرقٌة من أجل تقٌبة المقاومة ضد الحكم المطلق (فولً،‬ ‫إدوارد، 8991، 11) والحدٌث عن المجتمع المدنً األول والثانً ٌقودنا إلى شبكات العمل المدنً‬ ‫ب ًا‬ ‫األفقٌة والرأسٌة وشبكات العمل األفقٌة تكون عٌدة عن االرتباط السٌاسً وأن تكون مستقلة عن‬ ‫. والحقٌقة أن‬ ‫العمل السٌاسً أما شبكة العمل المدنً الرأسٌة فتكون مرتبطة بالقوى السٌاسٌة‬ ‫الباحث ال ٌتفق مع أؼراض هذه التقسٌمات سواء كانت تتعلق بالمجتمع المدنً األول أو المجتمع‬ ‫المدنً الثانً أو شبكة العمل المدنً الرأسً أو شبكة العمل المدنً األفقً ألن إطار العمل وأركان‬ ‫. فإقامة التوازن بٌن الدولة‬ ‫المجتمع المدنً التً ذكرناها سلفا ًا تتعارض مع هذه التقسٌمات‬ ‫. وكٌؾ‬ ‫والمجتمع ال ٌعنً الوقوؾ ضد نظم الحكم بقدر ما ٌعنً المشاركة السٌاسٌة والمدنٌة‬ ‫41‬
  • 16. ‫تتحقق المشاركة السٌاسٌة والمدنٌة م ن مثل شبكة العمل المدنً الرأسٌة إذا كان ٌتم تعلم التكافل‬ ‫وتطبٌقه وتولٌد الثقة وتٌسٌر االتصال وأنماط العمل الجماعً داخل كل جمعٌة أو مجموعة وال‬ ‫(فولً،‬ ‫ٌنتقل العمل إلى خارجه إلى تعببة المإسسات سواء كانت ذات قضاٌا سٌاسٌة أو مدنٌة‬ ‫إدوارد، 8991، عدد 68، 01).‬ ‫مجتمع المدنً هو مزٌج من المجتمع المدنً األول بؤؼراضه والمجتمع المدنً الثانً هو‬ ‫فال‬ ‫مزٌج من أنشطة شبكات العمل المدنً األفقٌة والرأسٌة.‬ ‫محاووت التعرٌف االمفهوم:‬ ‫ٌقوم الباحث بعرض بعض التعرٌفات لقذا المفقوم ثم ٌنتقل إلى عرض تعرٌفه اإلجرابً الذي‬ ‫ٌتسق مع أهداؾ هذه الدراسة. قدم (عبداللطٌؾ، 6991، 27) تعرٌفٌن عن المجتمع المدنً وهما‬ ‫على النحو التالً: "المجتمع المدنً هو النسق السٌاسً المتطور الذي ٌتٌح ضرورة تمفصله فً‬ ‫مإسسات مراقبة المشاركة السٌاسٌة "، "المجتمع المدنً هو كل المإسسات التً تتٌح لؤلفراد‬ ‫التمكن من المٌزات والم نافع العامة دون تدخل أو توسط من الحكومة"‬ ‫كما نقل األنصاري (1002، 001) تعرٌؾ سعد الدٌن إبراهٌم هو: "المجتمع المدنً مجموعة‬ ‫التنظٌمات التطوعٌة الحرة التً تمؤل المجال العام بٌن األسرة والدولة لتحقٌق مصالح أفرادها‬ ‫ملتزمة فً ذلك بقٌم ومعاٌٌر التراضً والتسامح وا إلدارة السلٌمة للتنوع واالختبلؾ ". وهناك‬ ‫تعرٌؾ آخر لسٌؾ الدٌن عبدالفتاح إسماعٌل (الجنحانً، إسماعٌل، 3002، 98) ونص على أن‬ ‫المجتمع المدنً هو "المإسسات السٌاسٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة التً تعمل فً‬ ‫مٌادٌنقا المختلفة فً استقبلل عن سلطة الدولة لتحقٌق أ ؼراض متعددة، منقا أؼراض سٌاسٌة‬ ‫كالمشاركة فً صنع القرار على المستوى القومً ومثال ذلك األحزاب السٌاسٌة ومنقا أؼراض‬ ‫اقتصادٌة كالدفاع عن المصالح االقتصادٌة ألعضاء النقابة ومنقا أؼراض ثقافٌة كما فً اتحادات‬ ‫الكتاب والمثقفٌن والجمعٌات الثقافٌة التً تقدؾ إلى نشر ا لوعً الثقافً وفقا ًا التجاه أعضاء كل‬ ‫". هذه جملة من‬ ‫جمعٌة ومنقا أؼراض اجتماعٌة لئلسقام فً العمل االجتماعً لتحقٌق التنمٌة‬ ‫التعارٌؾ لقذا المفقوم التً ٌمكن االستفادة منقا لصٌاؼة التعرٌؾ اإلجرابً لٌتفق مع أهداؾ‬ ‫الدراسة وإن كان عبدالفتاح إسماعٌل قد انتقد تعرٌفات ا لمصطلح بما فٌقا التعرٌؾ األخٌر ألسباب‬ ‫منقجٌة وألسباب تارٌخٌة لٌخلص إلى مصطلح بدٌل بدالًا من تعرٌؾ المصطلح المترجم، إال أن‬ ‫الباحث ال ٌتفق معه فً ذلك النقد لؤلسباب التً ذكرت سابقا ًا عند مناقشة المصطلح البدٌل وألن‬ ‫المقم فً نظر الباحث عند استخدام المفاهٌم السٌاس ٌة واالجتماعٌة – التً ظقرت فً الحضارة‬ ‫51‬
  • 17. ‫المعاصرة بوجه جدٌد ومكونات إضافٌة بسبب تؽٌرات ظروؾ الزمان على الرؼم من أن لقذا‬ ‫المفقوم جذور تارٌخٌة فً بعض الحضارات األخرى – لٌس سٌاققا التارٌخً أو تكوٌناتقا الجدٌدة‬ ‫وإنما قٌم ومبادئ المجتمع المستخدم والمستفٌد من تلك المفاهٌم.‬ ‫وعلٌه فإن التعرٌؾ اإلجرابً ٌكون "المجتمع الذي تعمل مإسساته التطوعٌة واالقتصادٌة‬ ‫والسٌاسٌة واالجتماعٌة والثقافٌة فً استقبلل نسبً عن سلطة الدولة وفق الضوابط الشرعٌة فً‬ ‫ظل سٌادة القانون وفً ظل كفالة الدستور لحقوق المواطنة وحقوق اإلنسان الشرعٌة وحقوق‬ ‫المشاركة السٌاسٌة لتحقٌق العدالة االجتماعٌة والسبلم واألمن الوطنً والتنمٌة المستدامة والفاعلٌة‬ ‫الضرورٌة" ٌمكننا أن نقول إن كل مإسسات المجتمع المدنً التً ذكرناها ضرورة من ضرورات‬ ‫العصر . فتكون المإسسات السٌاسٌة من أجل المشاركة فً صنع القرار وتكون المإسسات‬ ‫اال قتصادٌة من أجل الدفاع عن المصالح االقتصادٌة ألصحاب المقن واالرتقاء بمستوى المقنة كما‬ ‫تكون المإسسات الثقافٌة من أجل نشر الوعً بالقم العام لؤلمة والوعً باتجاه الجمعٌات فً ظل‬ ‫الضوابط الشرعٌة. أما المإسسات االجتماعٌة فقً من أجل اإلسقام فً العمل االجتماعً لتحقًق‬ ‫التنمٌة االجتماعٌة.‬ ‫بعد تفكٌك المفقوم وتحلٌله تارٌخٌا ًا وفكرٌا ًا ٌمكننا اآلن أن نعٌد تركٌبة وفق األطر المرجعٌة‬ ‫(الجنحانً، 9991، 3، 53) حٌث ٌقول "إن‬ ‫التً أوضحناها سابق اًا من خبلل اقتباس ما ذكره‬ ‫المجتمع المدنً والدولة لٌسا مفقومٌن متقابلٌن فً نظرنا بل هما مفه ومان متبلزمان ومتكامبلن،‬ ‫فبل ٌمكن أن ٌنقض المجتمع المدنً، وٌإدي رسالته فً المناعة والتقدم من دون دولة قوٌة تقوم‬ ‫على مإسسات دستورٌة ممثلة، وتعمل على فرض القانون، كما أنه من الصعب أن نتصور دولة‬ ‫وطنٌة قوٌة ٌلتؾ حولقا أؼلبٌة المواطنٌن من دون مجتمع مدنً ٌسندها"‬ ‫حلٌة‬ ‫وبناءاًا علٌه فبل بد من تجدٌد تصمٌم العبلقات بٌن الدولة والمجتمع والمجتمعات الم‬ ‫(كومار، 1002، عدد 701، 35) – وفق ما أكده الباحث – من الرجوع إلى المرجعٌة الشرعٌة‬ ‫اإلسبلمٌة وبناء على متؽٌرات العصر والبٌبة.‬ ‫61‬
  • 18. ‫تراٌة المواطنة و قافة المجتمع المدنً‬ ‫هً : أهداؾ التربٌة على المواطنة‬ ‫ٌش مل هذا الجزء من الدراسة على عدد من المحاور‬ ‫ت‬ ‫وثقافة المجتمع المدنً وقٌمقا ومقاراتقا كما ٌشمل محتوى ومواضٌع واستراتٌجٌات وأسالٌب‬ ‫التربٌة على المواطنة وثقافة المجتمع المدنً.‬ ‫األهداف:‬ ‫ي من خبلل أدبٌات التربٌة الوطنٌة‬‫تتحدد أهداؾ التربٌة على المواطنة وثقافة المجتمع المدن‬ ‫كما ذكر (العبدالكرٌم واألنصاري , 6291 ص611), واألهداؾ المتعلقة بالمواطنة فً مراحل‬ ‫التعلٌم العام عند (الحبٌب, 6241 ص 812), وأهداؾ التربٌة المدنٌة عند آخرٌن وبعد االطبلع‬ ‫على العدٌد من الدراسات المختلفة ٌمكن أن تتحدد أهداؾ هذا النوع من التربٌة على النحو التالً:‬ ‫- ترسٌخ القٌم اإلٌمانٌة والقٌم الخلقٌة من أجل المحافظة على اإلطار المرجعً للمجتمع .‬ ‫- التؤكٌد على تحمل المسبولٌة واحترام الحرٌات العامة والمحافظة على النظام والممتلكات‬ ‫العامة.‬ ‫- تنمٌة الحس اإلنسانً والحس االجتماعً وااللتزام الخ لقً تجاه اآلخرٌن بما فٌقا تقدٌر‬ ‫الروابط اإلنسانٌة بٌن الشعوب واحترام الرأي والرأي اآلخر.‬ ‫- إبراز قٌمة العمل والمقارات الٌومٌة الحٌاتٌة وتقدٌر االجتقاد والمبادرة وإدارة الوقت‬ ‫واإلتقان والتعاون والمشاركة فً اتخاذ القرار.‬ ‫- تنمٌة روح الوالء واالعتزاز واالنتماء لل وطن واألمة العربً ة واإلسبلمٌة وعقٌدتقا‬ ‫وفكرها لقا.‬ ‫ومث‬ ‫- تزوٌد التبلمٌذ بمفقوم الدولة والمجتمع وكٌؾ ٌمكنقم القٌام بؤدوارهم لٌكونوا أعضاء‬ ‫فاعلٌن.‬ ‫- تٌسٌر وتفعٌل االنخراط فً الجماعة والمجتمع من خبلل التعرؾ على مإسسات المجتمع‬ ‫المدنً وأدوار كل منقا ومساعدتقا فً ٌذ برامجقا عبر المشاركات الطبلبٌة.‬ ‫تنؾ‬ ‫71‬
  • 19. ‫القٌم:‬ ‫ذكر عدد من الباحثٌن عدد من قٌم التربٌة على المواطنة تحت عناوٌن مختلفة أهمقا ما ذكره‬ ‫كل من : (الحبٌب , 6241), (وسمٌث : 3002‪ ,)smith‬قام الباحث بتلخٌص ما ذكره الباحثان‬ ‫السابقان وؼٌرهم من الباحثٌن على النحو التالً:‬ ‫- السبلم والتعاٌش السلمً.‬ ‫- حقوق اإلنسان والعدالة.‬ ‫- المسبولٌة االجتماعٌة والحرٌة فً اإلطار المرجعً لؤلمة.‬ ‫- الشورى والدٌمقراطٌة والمشاركة الفعالة.‬ ‫- المساواة وتكافإ الفرص.‬ ‫- قٌم العمل المنتج الفردي والتعاونً.‬ ‫- التضحٌة والتسامح.‬ ‫- حب الوطن والوالء للدولة.‬ ‫المهارات:‬ ‫ذكر باترك (9991 ,‪ )Patriek‬ثبلثة أنواع من المقارات الربٌسٌة لقذا النوع من التربٌة‬ ‫ٌندرج تحتقا عدد آخر من المقارات الضرورٌة أضافقا الباحث لتقسٌمات باترك:‬ ‫- مقارات التفاعل وٌندرج تحتقا مقارات االتصال والتعاون.‬ ‫محاسبة الفردٌة‬ ‫- مقارات المراقبة وٌندرج تحتقا مقارات التفكٌر الناقد وآلٌات ال‬ ‫والجماعٌة.‬ ‫- مقارات التؤثٌر وٌندرج تحتقا مقارات المبادرة والمنفعة للجمٌع والعمل من أجل الذات‬ ‫ومن أجل اآلخرٌن.‬ ‫81‬
  • 20. ‫المحتوى والمواضٌع:‬ ‫كتب عدد من الباحثٌن عن المحتوى والمواضٌع لقذا النوع من التربٌة منقم‬ ‫(العامر, 6241), (والعبدالكرٌم, والنصار, 6241), إال أن ما ذكره (الصبٌح , 6241), نقبلًا عن‬ ‫الوثٌقة الصادرة فً برٌطانٌا عن التربٌة الوطنٌة كان من أهمقا وأشملقا وهً على النحو التالً:‬ ‫- القضاٌا المعاصرة المحلٌة والدولٌة مع العناٌة باألدلة وما ٌتعلق من أفكار وقضاٌا وتفسٌر‬ ‫أهمٌتقا وتحلٌل مضامٌنقا.‬ ‫- الحقوق والمسبولٌات فً المجتمع الدٌمقراطً (وٌمكن أن نضٌؾ إلٌقا المجتمع الشوري‬ ‫الذي ٌقتم ببناء ثقافة المسبولٌة االجتماعٌة لدى األفراد).‬ ‫- الفرص المتاحة لؤلفراد والجماعات التطوعٌة من أجل إحداث تؽٌٌر فً المجتمع والبٌبة‬ ‫ٌر.‬ ‫والقٌم التً تستند إلٌقا المحاوالت فً التفس‬ ‫- كٌفٌة عمل االقتصاد المحلً العالمً بما فً ذلك آلٌات تكوٌن الثروة واستخدامقا.‬ ‫- أسباب الصراع والطرق المختلفة لمعالجة وإدراك اآلثار النافعة فً بعض األحٌان الناتجة‬ ‫عن االختبلؾ.‬ ‫- تشابك المصالح المجتمعٌة المختلفة والمصالح الدولٌة وأثر العولمة على المجتمع‬ ‫اإلنسانً.‬ ‫وٌمكن أن ٌضاؾ إلٌقا مواضٌع أخرى من أهمقا:‬ ‫- القضاٌا البٌبٌة والمنقا مشكبلت التلوث بؤنواعه المختلفة ومشكبلت الطاقة ونضوبقا‬ ‫ومشكبلت النمو السكانً وقلة الموارد ودور األفراد والجماعات فً زٌادة و راكم تلك المشكبلت‬ ‫ت‬ ‫أو التقلٌل منقا وطرق م عالجاتقا على المستوى فردي والمستوى الجماعً.‬ ‫ال‬ ‫اوستراتٌجٌات واألسالٌب :‬ ‫تنوعت االستراتٌجٌات واألسالٌب فً تربٌة المواطنة بٌن دول العالم كما ظقر هذا التنوع‬ ‫فقناك اختبلؾ فً االستراتٌجٌات‬ ‫أٌضا ًا داخل الدولة الواحدة كالوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‬ ‫. لقد تراوح التنوع فً االستراتٌجٌات واألسالٌب فً تربٌة‬ ‫واألسالٌب من والٌة إلى أخرى‬ ‫كذلك عبر‬ ‫المواطنة عبر المواد االجتماعٌة أو عبر مادة مستقلة تحت مسمى التربٌة الوطنٌة و‬ ‫استراتٌجٌات ٌم التربٌة الوطنٌة دون إفراد مادة مستقلة لقذا الؽرض كما هو حاصل فً الٌابان‬ ‫تعل‬ ‫9991 تعلم تربٌة المواطنة من خبلل المواد االجتماعٌة فقد‬ ‫أما برٌطانٌا التً كانت قبل عام‬ ‫أفردت لقذا النوع من التربٌة مادة مستقلة بعد هذا التارٌخ . أما الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة فقد‬ ‫91‬
  • 21. ‫, واألمر ٌختلؾ من والٌة إلى‬ ‫زاوجت بٌن تعلٌمقا عبر المواد االجتماعٌة وعبر مادة مستقلة‬ ‫أخرى كما ذكر سالفا ًا, ولقد طت هذه االستراتٌجٌات واألسالٌب لدى تلك الدول بالمنقج الخفً‬ ‫ارتب‬ ‫الذي ٌتمثل فً السٌاسات المدرسٌة والممارسات العبلقات التً تنشؤ بٌن الطبلب أنفسقم وبٌن‬ ‫الطبلب والمعلمٌن مع بعضقم البعض وبٌن الطبلب واإلدارة (الحبٌب, 6241).‬ ‫الدراسات السااقة:‬ ‫أكدت دراسة (الحبٌب , 6241), أهمٌة دور األسرة واإلعبلم والمسجد واألندٌة الثقافٌة‬ ‫والرٌاضٌة فً تربٌة المواطنة و اعة ثقافة المجتمع المدنً ؛ حٌث أشار الباحث أن المدرسة ال‬ ‫إش‬ ‫ٌمكنقا أن تحقق أهدافقا ما لم ٌكن هناك تفاعل وتعاون وتنسٌق بٌن المدرسة والبٌت والمجتمع‬ ‫تعزٌز وتؤكٌد الخبرات المكتسب.‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫وكذلك دراسة (الحامد , 6241), التً نقل فٌقا عن (بسٌتك , 3141), "أن التربٌة الوطنٌة‬ ‫صارت تدرس بجمٌع المدراس فً برٌطانٌا كجزء من منقج التعلٌم القومً لكن ؼرس المعنى‬ ‫الحقٌقً للمواطنة ال ٌتم إال بتظافر جقود المدرسة وبقٌة مإسسات المجتمع .." وقد أكد الحامد فً‬ ‫دراسته على دور األسرة ودور المسجد فً تربٌة المواطنة.‬ ‫وأشار جالستون (1002,‪ )Galston‬فً دراسته أن ضعؾ الوعً السٌاسً لخرٌجً‬ ‫الجامعات فً المجتمع األمرٌكً ٌعود إلى عدم مشاركة المجتمع المدرسة والجامعة فً تربٌة‬ ‫المواطنة؛ وذكر أنه لكً ٌتحقق التعلٌم الصحٌح للمواطنة فً المدارس البد من شراكة مع المجتمع‬ ‫والتفاعل معه بشكل إٌجابً.‬ ‫ت بعداًا آخر ؼٌر مشاركة مإسسة التنشبة االجتماعٌة‬ ‫أما دراسة (متولً, 6141) فقد أضاؾ‬ ‫؛ وهً طرٌقة وأسلوب تدرٌس هذا المحتوى‬ ‫لضمان األثر اإلٌجابً لتدرٌس التربٌة الوطنٌة‬ ‫باإلضافة إلى التكامل بٌن المدرسة ومإس سات المجتمع كما بٌن إن التركٌز على أهمٌة العمل‬ ‫الوطنً لدى الطبلب باإلضافة إلى مناقشة قضاٌا المواطنة ضمن جو الفصول الدراسٌة المفتوحة‬ ‫أعطى أفضل النتابج.‬ ‫إال أن دراسة فرنك ل (0002 ,‪ ,)Frinkle‬التً لم ٌشر فٌقا إلى شراكة مإسسات المجتمع‬ ‫أثبت أن تعلٌم مفاهٌم تربٌة المواطنة فً المدارس ٌسقم فً إشاعة ثقافة إحترام الرأي والرأي‬ ‫اآلخر والتعاون مع اآلخرٌن.‬ ‫02‬
  • 22. ‫كما أظقرت نتابج دراسة هان (9991 ,‪ ,)Hahn‬التطبٌقٌة التً أجرٌت فً ست دول من دول‬ ‫العالم إختبلفا ًا فً ثقافة المواطنة بٌن طبلب تلك الدول ؛ وأعاد الباحث هذا االختبلؾ إلى النظم‬ ‫واألسالٌب والممارسات الصفٌة.‬ ‫لقد بٌنت لنا بعض الدراسات السابقة التً عرضت أن تدرٌس تربٌة المواطنة والتربٌة المدنٌة‬ ‫والوطنٌة كان لقا أثراًا إٌجابٌا ًا فً احترام المكتسبات الوطنٌة وتعزٌز التماسك االجتماعً واالنتماء‬ ‫الوطنً والبعض اآلخر من الدراسات أظقر أن األثر اإل ٌجابً كان ضعٌفا ًا أو معدوما ًا . وقد عزا‬ ‫البعض ذلك إلى عدم قٌام المإسسات االجتماعٌة بدورها المطلوب أما البعض اآلخر فقد عزا‬ ‫ضعؾ أو انعدام األثر اإلٌجابً لتربٌة المواطنة وؼرس الثقافة المدنٌة إلى االستراتٌجٌات‬ ‫واألسالٌب والطرابق المتبعة كما عزبت إلى الممارسات صفٌة والنظم التعلٌمٌة.‬ ‫ال‬ ‫ا ًا‬ ‫بنء على نتابج الدراسات السابقة وألن التربٌة الوطنٌة فً مدارسنا لم تنجح بالشكل المطلوب‬ ‫(العامر ,‬ ‫فً التربٌة على المواطنة وتعزٌز ثقافة المجتمع المدنً كما أشار كل من‬ ‫6241)و(العبدالكرٌم والنصار , 6241) وكما ظقر مإخراًا فً الواقع ال معاصر؛ فإن التصور‬ ‫المقترح الذي تقدمه هذه الدراسة لقذا النوع من التربٌة لم ٌقتصر على المحتوى فقط بل تضمن‬ ‫أٌضا ًا األسالٌب واألنشطة واألهداؾ والبٌبة العلم ٌة , كما تضمن مشاركة مإسسات التنشبة‬ ‫االجتماعٌة.‬ ‫ور المقترح‬ ‫التص‬ ‫هناك عدد من األسالٌب والطرق التً ٌتم بقا ترب ٌة ناء المواطنة والسلوك المدنً؛ منقا‬ ‫وب‬ ‫األسلوب التقلٌدي و األسلوب التقنً واألسلوب البنابً التجر بً, (الحبٌب, 6241, 901).‬ ‫ي‬ ‫.‬ ‫: هو األسلوب الذي ٌعتمد على الحفظ واالستظقار‬ ‫األسلوب التقلٌدي‬ ‫أما األسلوب التقنً: فٌعتمد على األنشطة المختلفة وؼالبا ًا ما ٌكون عن طرٌق اإلجابة على األسبلة‬ ‫وكتابة القوابم كقابمة الحقوق وقابمة الواجبات , واألسلوب البنابً التجرٌبً فٌقوم على الممارسة‬ ‫ق أنشطة معدة بشكل متكامل ووفق المشاركة فً مإسسات المجتمع المدنً الرسمً كالجمعٌات‬ ‫وؾ‬ ‫والمجالس النٌابٌة فً المدرسة والتمثٌل النسبً والقٌام باألعمال التطوعٌة داخل المدرسة وخارجقا‬ ‫ًا‬ ‫االشتراك المإسسات التطوعٌة وبناء علٌه فإن الباحث ٌعرض هذا تصور ووفق األسلوب التقنً‬ ‫ال‬ ‫واألسلوب التجرٌبً البنابً داخل المدرسة مع التنسٌق والشراكة مع مإسسات التنشبة االجتماعٌة‬ ‫األخرى.‬ ‫12‬
  • 23. ‫حث أوالًا بعرض بعض محتوٌات مجاالت األهداؾ الثبلثة‬ ‫كما قام البا‬ ‫(األهداؾ المعرفٌة والوجدانٌة والسلوكٌة) تحت مسمى الرأسمال المعرفً و الرأسمال الوجدانً و‬ ‫الرأسمال المقاري من أجل تعزٌز الوطنٌة والسلوك المدنً لدى الطبلب.‬ ‫كما قام ثانٌا ًا بعرض الكٌفٌة التً تنم ى من خبللقا هذه األهداؾ (الرسامٌل) عن طرٌق إٌجاد‬ ‫البٌبة ال علمٌة الفاعلة والمناهج والمناشط المناسبة وطرق التدرٌس التفاعلٌة الحوارٌة وطرق‬ ‫تي‬ ‫التقوٌم المتنوعة باإلضافة إلى العناٌة بالحصول على معلمٌن أكفاء.‬ ‫أووًال: محتوى مجاوت األهداف:‬ ‫هً مجاالت األهداؾ الثبلثة : المجال المعرفً والوجدانً والمقاري الذي أطلق علٌقا الباحث‬ ‫فً هذه الدراسة الرأسمال المعرفً والوجدانً والمقاري.‬ ‫‪‬الرأسمال المعرفً (‪:)Cognitive Capital‬‬ ‫ٌقصد بالرأسمال المعرفً كل األهداؾ التربوٌة والتعلٌمٌة التً تحقق اكتساب المعرفة فقما ًا‬ ‫وتطبٌقا ًا وتوظٌفا ًا وإنتاجا ًا بما فٌقا المعارؾ التقنٌة والعلمٌة واالجتماعٌة التً تسٌر وفق إطار‬ ‫. وٌتمثل الرأسمال المعرفً فً الحقابق‬ ‫الرأسمال الثقافً وإطار تكوٌن الرأسمال االجتماعً‬ ‫والمفاهٌم والمبادئ والنظرٌات . ومن هذه الحقابق : الحقابق الزمانٌة والمكانٌة، واألحداث‬ ‫التارٌخٌة، والشخص ٌات اإلسبلمٌة والعالمٌة التً تعزز الفاعلٌة والتبلحم وترفع الرأسمال‬ ‫االجتماعً وتسٌر وفق إطار الرأسمال الثقافً . وكذالك الحال مع المفاهٌم والنظرٌات . ومن هذه‬ ‫المفاهٌم: الشورى والمشاورة واألمر بالمعروؾ والنقً عن المنكر والعدل واإلحسان، والمساواة‬ ‫والحرٌة والرحمة والرأفة والسبلم والتسامح والدٌمقراطٌة والسلوك المدنً . ومإسسات المجتمع‬ ‫المدنً . وفصل السلطات الثبلثة والوالء، والمواطنة، واالنتخابات، والحقوق والواجبات،‬ ‫والمشاركة الفعالة، والثقافة المدنٌة، والسلوك المدنً، وأشكال الضعؾ وأشكال القوة.‬ ‫ومن التعامٌم التً تناسب فً هذا المجال: "ٌزداد اعتماد األمم والشعوب على بعضقا البعض‬ ‫ٌوما ًا بعد ٌوم ". "للناس فً المجتمع أدوار ومسبولٌات ٌقومون بمد ودعم للمإسسات االجتماعٌة ".‬ ‫" إن التبلحم االجتماعً والتمسك بالقٌم الخلقٌة والدٌنٌة ٌمد أفراد المجتمع بالدعم النفسً وٌخفؾ‬ ‫الضؽوط واإلضرابات ". "ال ٌحق لؤلفراد أن ٌقوموا بؤعمال تعرض الصحة والسبلمة العامة‬ ‫وممتلكات اآلخر للخطر"‬ ‫ومن النظرٌات التً تسٌر وفق الرأسمال الثقافً : النظرٌات التً تإكد أن العلم ٌدعو لئلٌمان،‬ ‫والتً تبٌن أن اإلنسان والكون لم ٌخلقا من العدم، وكذلك النظرٌات التً تقتم بالقضاٌا ا الجتماعٌة‬ ‫22‬
  • 24. ‫ًا‬ ‫والمعتقدات واألفكار السابدة بدء من األسرة وانتقاء بالمجتمع اإلنسانً العالمً والتً تعزز مفقوم‬ ‫التقوى.‬ ‫‪‬الرأسمال الوجدانً (‪:)Affective capital‬‬ ‫هو كل األهداؾ التربوٌة والتعلٌمٌة التً تكون االتجاهات والقٌم والمٌول . كما تشمل معاٌٌر‬ ‫القبول والرفض والحب والكره واالهتمامات واألحكام والتقدٌرات ومن أمثلتقا:‬ ‫تكوٌن عادة أن ٌحب اإلنسان لؽٌره ما ٌحبه لنفسه وأن ٌعامل الناس بما ٌحب أن ٌعاملوه به.‬ ‫- تقدٌر قٌمة وجود الرأي والرأي اآلخر من أجل إثراء البٌبة الثقافٌة والمعرفٌة.‬ ‫- اإلعبلء من قٌمة التسامح وقٌمة إشاعة ثقافة السبلم.‬ ‫- اإلعبلء من قٌمة اإلخبلص واألمانة والنزاهة.‬ ‫- االهتمام بخدمة المجتمع وتقدٌر العمل الجماعً التعاونً.‬ ‫- تقدٌر قٌمة الحٌاة لنفسه وقٌمتقا لؽٌره.‬ ‫- االهتمام بالمشاركة باألعمال التطوعٌة.‬ ‫- االهتمام بالمثابرة والجد واإلتقان والتحلً بالصبر وروح المبادرة.‬ ‫- االهتمام بمبدأ الشورى ودوره التشرٌعً والرقابً.‬ ‫- تحمل مسبولٌة الدفاع عن اآلخرٌن.‬ ‫- تقدٌر التراث اإلسبلمً والتراث الوطنً.‬ ‫- اإلعبلء من شؤن حقوق اإلنسان والدفاع عنقا.‬ ‫- االهتمام بالمحافظة على ممتلكات المجتمع العامة.‬ ‫- االهتمام بقٌمة الوالء لمبادئ األمة.‬ ‫- تقدٌر قٌمة التقوى فً جم ٌع مجاالت الحٌاة.‬ ‫32‬
  • 25. ‫‪‬الرأسمال المهاري( ‪:) psychomotor capital‬‬ ‫هو كل األهداؾ التربوٌة والتعلٌمة التً تحقق التدرٌب على أنواع التفكٌر وأسالٌب البحث‬ ‫والتقصً واالبتكار والمقارات الحٌاتٌة الضرورٌة االجتماعٌة والفردٌة الجسمٌة منقا والٌدوٌة‬ ‫والتخصصٌة والصحٌة التً ت حقق معاٌٌر التقوى، وتشمل مقارات التفكٌر وجمع المعلومات‬ ‫والبٌانات واستقصابقا وتحلٌلقا وتفسٌرها ووضع الحلول، ومقارات التخطٌط وتقوٌم الذات وتقوٌم‬ ‫. ومن أمثلة‬ ‫اآلخرٌن، ومقارات الحوار والمناقشة، ومقارات توظٌؾ المعلومات وتطبٌققا‬ ‫المقارات الضرورٌة للتربٌة الوطنٌة واألمن الوطنً التً تدخل ضمن المقارات األساسٌة الثبلثة :‬ ‫التفاعل, والتؤثٌر, والمراقبة:‬ ‫(‪ )Dependence‬إلى درجة‬ ‫- مقارات االنتقال من درجة االعتماد على اآلخرٌن‬ ‫االستقبلل عن اآلخرٌن (‪ )Independence‬ثم االنتقال إلى درجة تبادل االعتماد على اآلخرٌن‬ ‫(‪.)Interdependence‬‬ ‫- مقارات المناقشة والحوار وأخذ المعلومات وإعطابقا ( ‪.)Give-and-take talk‬‬ ‫- مقارات المبادرة وتحمل المسبولٌة وتشمل تحدٌد األهداؾ وترتٌب األولوٌات والعمل‬ ‫على االستفادة من دابرة تؤثٌر الفرد، وترك دابرة تؤثٌر الؽٌر للؽٌر.‬ ‫- مقارات المشاركة فً المناقشات السٌاسٌة والمهارات التً تفسر االتصال السٌاسً.‬ ‫- مقارات التفكٌر الناقد والنقد اإلٌجابً.‬ ‫- مقارات التفرٌق بٌن وجقات النظر والحقٌقٌة.‬ ‫- مقارات العمل التطوعً والمشاركة االجتماعٌة والتعاون الجماعً.‬ ‫- مقارات ممارسة القٌم الدٌنٌة واألخبلقٌة التً تجعله فوق العالم وبالتالً تجعل قٌم اإلنسان‬ ‫فً العالم واإلنسان أمام العالم ٌسٌر وفق تلك القٌم الدٌنٌة واألخبلقٌة لٌتحقق وعد هللا لئلنسان‬ ‫بالتكرٌم.‬ ‫- مقارات التوسط فً حل النزاعات والعمل على حلقا.‬ ‫- مقارات المشاركة فً صنع القرار فٌما ٌتعلق بالقضاٌا المدرسٌة.‬ ‫(الثقافة‬ ‫- مقارات البحث ومطالعة كل جدٌد فً موضوع التربٌة المدنٌة‬ ‫المدنٌة – السلوك المدنً الفعال).‬ ‫- مقارات االنتماء والعضوٌة الفرٌقٌة والجماعٌة المدنٌة فً المجتمع.‬ ‫انٌا ًال: كٌفٌة تنمٌة واناء األهداف‬ ‫42‬
  • 26. ‫بعد الحدٌث عن الرأس مال المعرفً والوجدانً والمقاري ننتقل إلى الحدٌث عن الكٌفٌة ي‬ ‫الت‬ ‫نمً بقا هذه الرسامٌل عبر إٌجاد بٌبة تعلٌمٌة فاعلة ومناهج وأنشطة مناسبة وطرق تدرٌس‬ ‫ت‬ ‫تفاعلٌة حوارٌة وطرق تقوٌم متنوعة باإلضافة إلى معلمٌن أكفاء.‬ ‫‪‬الاٌئة التعلٌمٌة:‬ ‫تعد البٌبة التعلٌمة المدرسٌة والمناخ الصفً من أهم العناصر والمكونات األساسٌة التً تعمل‬ ‫على حقٌق األهداؾ التربوٌة والتعلٌمٌة للعملٌة التعلٌمٌة بمختلؾ جوانبقا بما فٌقا الثقافة المدنٌة‬ ‫ت‬ ‫والسلوك المدنً الفعال من خبلل الروح االجتماعٌة السابدة فً المدرسة التً تسمٌه "منتسوري "‬ ‫مجتمع التبلحم (كٌاراندا، 3991، 99) ومن خبلل تنمٌة الحس االجتماعً فً بٌبة التعل كما بٌنت‬ ‫م‬ ‫منتسوري "إن المدرسة هً المكان الذي ٌنمو فٌه اإلحساس االجتماعً من خبلل إكساب التلمٌذ‬ ‫التوازن بٌن الدافع والمانع . التوازن بٌن الدافع الشخصً نحو تحقٌق أهدافه ورؼباته والمانع‬ ‫االجتماعً الذي ٌمنعه من أن ٌكون ذلك على حساب أهداؾ ورؼبات ؼٌره من الطبلب . وهكذا‬ ‫تنمو الثقافة االجتماعٌة والسلوك االجتماعً الواضح داخل المدرسة لٌمتد إلى واقع الحٌاة خارج‬ ‫المدرسة حٌث أن ارتباط المدرسة كمجتمع صؽٌر بالمجتمع الكبٌر ضرورة من ضرورات إقامة‬ ‫المجتمع المدنً الفعال . وقد حدد سلٌمان (6141، 78) ثبلث محاور لقٌام المدرسة بوظٌفته ا‬ ‫االجتماعٌة وبدورها فً تربٌة وؼرس الثقافة المدنٌة والسلوك المدنً الفعال وهذه المحاور هً:‬ ‫1 – محور التنظٌمات الداخلٌة التً تتم داخل المدرسة.‬ ‫2 – محور التنظٌمات الخارجٌة المرتبطة بالمدرسة.‬ ‫3 – محور التنظٌمات الخارجٌة لتقدٌم الدعم والخدمة للمدرسة.‬ ‫مات االجتماعٌة داخل المدرسة وتشمل مشاركة الطبلب فً بعض المجالس‬ ‫1 – التنظً‬ ‫المدرسٌة مثل مجلس إدارة المدرسة ومجلس رواد الفصول ومجلس حوار المعلمٌن ومجالس‬ ‫اآلباء ومجلس إدارة الفصل ومجلس الحكم الذاتً والنشاط مثل مجلس شورى الطبلب وجماعة‬ ‫النشاط المختلفة مثل جماعة المحافظة على البٌبة والجمعٌات التعاونٌة‬ ‫2 – ارتباط المدرسة بتنظٌمات خارجٌة من أجل المساهمة فً تنمٌة المجتمع المحلً مثل‬ ‫السماح لمراكز الخدمة العامة المحلٌة باستخدام المبانً والمنشآت المدرسٌة بعد انتقاء الٌوم‬ ‫المدرسً أو خبلل العطبلت، والسماح ألهالً وشباب الحً المحٌط بالمدرسة باستخدام المبلعب‬ ‫والقاعات والساحات لتنفٌذ األلعاب والتمرٌنات الرٌاضٌة واألنشطة الترفٌقٌة والثقافٌة. والمشاركة‬ ‫فً مشروعات الخدمة العامة التً تقدؾ إلى إتاحة الفرصة للطبلب لخدمة مجتمعقم من خبلل‬ ‫52‬