الشخصية المغاطيسية
•
1 like•558 views
تقرير على جريدة فلسطين بتاريخ 2 فبراير 2014.
More Related Content
What's hot
Viewers also liked
Viewers also liked (20)
Similar to الشخصية المغاطيسية
More from Mohammad Abu Alkomboz
More from Mohammad Abu Alkomboz (15)
الشخصية المغاطيسية
- 1. 42 ﺃﺳﺮﺓ ﻭﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﺣﺪ 2 ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ 5341ﻫـ 2 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ/ ﺷﺒﺎﻁ 4102 Sunday 2 February N E E T S E L E F ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻀﺎﺑﻮﺱ.. "" ً ﺍﻟﻜﺎﺑﻮﺱ ﻳﺘﻜﺮﺭ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻦ ﺗﻤﺮﻭﺍ، ﻳﻤﺪ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﺍﻗﻔﺎ، ً ﻭﻳﻘﺎﺑﻠــﻪ ﻣﺘﺤﺪﻳــﺎ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻄﻐــﺎﺓ، ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ً ﻳﺨﻄــﻮ ﺑﺮﻫﺒﺔ ﻭﺧــﻮﻑ، ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻘﺎﺑﻠﻪ ﺻــﺪﻭﺭ ﻋﺎﺭﻳﺔ، ﻓﻴﺘﻴﻘﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻟــﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻌﺒﺔ، ﺍﻧﺘﻬــﺖ ﺑﻮﺟﻊ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﳲ ﻣﺤﺮﺍﺏ ﺍﻻﻧﻌﺘﺎﻕ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺑﻮ ﺷﺮﺥ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﺭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻓﻴﻦ ﻣﻌﻬــﺎ ﻛﻞ ﺷــﻲﺀ، ﻟﻴﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤــﻮﺕ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ، ﻟﻜــﻦ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﺤﻴــﺎﺓ ﺍﻟﻤﺮ ﻳﺘﺠﺴــﺪ، ﻭﻳﻌﺎﻭﺩ ﺍﻟﺴــﺆﺍﻝ ﻟﻴــﻼﺯﻡ ﺍﻟﺮﻭﺡ، ﻭﻻ ﻳــﻜﺎﺩ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺘــﻰ ﻳﺒﺰﻍ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻬﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ ﻣﻨﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ. ﻏﺰﺓ/ ﻫﺪﻯ ﺍﻟﺪﻟﻮ: ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻫﻜــﺬﺍ ﺗﻨﺎﻏﻤــﺖ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻋﻠــﻰ ﻟﻮﺣﺘﻪ ﻟﺘﺮﺳــﻢ ﺭﻳﺸــﺘﻪ ﺑﺤﻨﻜﺔ، ً ﻣﺠﺴﺪﺓ ﻣﺸــﺎﻫﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻏﺰﺓ، ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻀﺎﺑــﻮﺱ )53 ﻋﺎﻣﺎ( ﻣﻦ ﻣﺨﻴﻢ ﺟﺒﺎﻟﻴــﺎ، ﺇﺑﺪﺍﻋﻪ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻭﺟﺪ ﻟﻪ ً ﺣﺎﺿﻨﺔ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻉ ﻏﺰﺓ، ﻓﺄﻫﻠﺘﻪ ﻟﻼﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ. ﻭﻳﻘﻮﻝ: "ﺳــﻤﺤﺖ ﻟﻲ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺑﺎﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﻠﻮﺍﻥ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﻓــﺰﺍﺩﺕ ﺧﺒﺮﺗﻲ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻲ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺴــﻚ ﻧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ، ﻭﻓﻖ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻓﻨﻴﺔ ﺗﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﻭﺃﺳــﺎﻟﻴﺐ ﻣﻌﺎﻟﺠﺎﺕ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺕ". ﻭﺣﺼﻞ ﻋﻠــﻰ )ﺍﻟﺒﻜﺎﻟﻮﺭﻳــﻮﺱ( ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ ﻣﻊ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺸــﺮﻑ، ﻭﻓﻲ 3002ﻡ ﺗﻌﻠــﻢ ﻋﻠﻰ ﻳــﺪ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺴــﻮﺭﻱ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﻗﺼﺎﺏ ﺑﺎﺷــﻲ ﻋﻀﻮ ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺮﻟﻴﻨﻲ ﻟﻠﻔﻨﻮﻥ ﺑﺄﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﻃﺒﺎﻋﺔ )ﺍﻟﺠﺮﺍﻓﻴﻚ(. ﻭﻻ ﺗﺨﻠــﻮ ﻟﻮﺣﺎﺗــﻪ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻠﻮﻧﺔ ﻭﺧﻄﻮﻃﻪ ﻭﺭﺳــﻮﻣﻪ ﻣﻦ ﻧﻜﻬــﺔ ﺗﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻻﻓﺘﺔ، ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺸــﺎﻋﺮ ﻭﺻﻔﻴﺔ ﻣﺸــﺎﺑﻬﺔ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ، ﻭﻣﻔﺮﺩﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ. ﻭﻳﻌﻤــﻞ ﺍﻟﻀﺎﺑﻮﺱ ﺃﺳــﺘﺎﺫﺍ ﻣﺤﺎﺿــﺮﺍ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﻣﺠﺘﻤــﻊ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ً ُ ً ﺍﻟﻤﻬﻨﻴــﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ، ﻭﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨــﻮﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺰﺓ، ﻭﻳﺸــﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣــﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ. ﻭﻳﻀﻴﻒ: "ﺗﻨﻘﺴﻢ ﻟﻮﺣﺎﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ: ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪﻳﺔ، ﻭﻳﺴــﻮﺩ ﻓﻴﻬــﺎ ﺍﻟﻨﻤــﻂ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒــﻲ ﺍﻟــﺬﻱ ﻳﻔﺼــﺢ ﺑﺸــﻜﻞ ﺃﻭ ﺑﺂﺧــﺮ ﻋﻦ ُ ً ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻲ ﻓﻨﺎﻧﺎ ﻭﻃﺮﻳﻘﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ". ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧــﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺘﻤــﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺼﺎﻣﺘــﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺛﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻬــﺎ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﺍﻛــﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨﻴﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻄﻘــﻮﺱ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻣــﻦ ﻧﻜﺒــﺔ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻭﻣﺴــﻴﺮﺓ ﺗﺸــﻴﻴﻊ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ". ﺑﺘﺪﺭﻳﺠﺎﺕ ﺃﻟﻮﺍﻧﻴﺔ ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ ﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻟﻴﺠﺴــﺪ ﺑﻬﺎ ﻣﺸــﻬﺪ ﺗﺸــﻴﻴﻊ ً ﺍﻟﺸــﻬﻴﺪ ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﺇﻧﻬﺎ ﺗﺠﻤﻊ ﺃﺷــﻜﺎﻻ ﻣــﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻏﻤﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﻧﺴﻴﺞ ﻭﺻﻔﻲ، ﻟﻴﺸﻜﻞ ﺑﻨﻴﺔ ﺗﺸﻜﻴﻠﻴﺔ ﻋﺎﻣﺮﺓ ﺑﺎﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ، ً ﻭﺃﺣﻴﺎﻧــﺎ ﺍﻟﺼﺨﺐ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ﺗﺘﻤﺘــﻊ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﻨﺞ ﻭﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ ﺍﻟﻠﺤﻈﻲ. ﻭﺗﺮﻯ _ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ_ ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﻀﺎﺑﻮﺱ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻳﺔ ﻓﺴﺤﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻟﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﻡ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺸــﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴــﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺒﺮﺓ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﻇﺮ ﺧﻠﻮﻳﺔ ُ ﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﻣﻨﺎﺯﻝ ﻭﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﻭﺃﻣﺎﻛﻦ. ﻭﻳﺘﺎﺑﻊ: "ﻭﺃﻟﺠﺄ ﻓﻲ ﺭﺳــﻮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺳﻤﺎﺕ ﻫﻮﻳﺘﻲ ﻭﺃﺳﻠﻮﺑﻲ ﺍﻟﺘﻘﻨــﻲ ﺍﻟﻤﻌﺒــﺮ ﻋــﻦ ﺍﻟﺤﻴﺰ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓــﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻴﺶ ﻓﻴــﻪ؛ ﻷﻋﺒﺮ ﻭﻳﺒﻴــﻦ ﺍﻟﻀﺎﺑــﻮﺱ ﺃﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﻓــﻲ ﻟﻮﺣﺎﺗــﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺧــﺎﻝ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ؛ ﻟﻴﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﺍﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﺧﻠﺠﺎﺕ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﺨﻴﻠﺘﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻗﻄﺎﻉ ﻏﺰﺓ. ﻭﻳﺴــﺘﻜﻤﻞ: "ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺸــﺎﻫﺪ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺍﻋﺐ ﻣﺴــﻴﺮﺓ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﻤﻜﻠﻠﺔ ﺑﻴﻮﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸــﺮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺰﻭﺡ، ُ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺼﺎﻣﺘﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ ﻭﺍﻟﻮﻗــﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﻼﻝ ﺩﻣﺎﺭ ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ ﻭﺧﻴﺮﺍﺗﻨــﺎ ﻭﺃﺣﻼﻣﻨﺎ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟــﻢ، ﻭﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﻬــﻮﻝ ﻓﻲ ﺗﻴﻪ ﺍﻟﺠﻤﺎﺟــﻢ ﺍﻟﻤﺮﺻﻮﻓﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺘﻦ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ". ً ﻭﻳﻠﻔــﺖ ﺍﻟﻀﺎﺑﻮﺱ ﺇﻟﻰ ﺃﻧــﻪ ﺗﺘﻄﺮﻕ ﺃﻳﻀﺎ ﻓــﻲ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺎﺋــﻼﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻐﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺑﺆﺳــﻬﺎ، ﻣﺴــﺘﻮﻓﻴﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﺓ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ، ﻭﺍﻧﺴﻴﺎﺏ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﺄﺟﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻮﻧﺔ ﺍﻟﻤﺸــﻬﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ، ﻭﻣﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﻢ ُ ﱠ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺭ ﻭﺟﻤﺎﺟﻢ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﻟﻘﺴﻤﺎﺕ. ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﺸﺎﺭﻛﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺧﺎﺭﺟــﻪ، ﻭﻣﻨﻬــﺎ: ﻣﻌــﺮﺽ "ﻗﺼــﺺ ﺑﺼﺮﻳﺔ"، ﻭﻣﻌــﺮﺽ "ﻓﻦ ﻓﻠﺴــﻄﻴﻦ ﺁﺭﺕ ﺳــﻮﺍ" ﺑﺪﺑﻲ، ﻭ"ﻏﺰﺓ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﻻ ﺗــﺰﻭﻝ"، ﻭﻣﻌﺮﺽ "ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ" ﺍﻟﻤﺘﻨﻘﻞ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ. 6 ﻏﺰﺓ/ ﻫﺪﻯ ﺍﻟﺪﻟﻮ: ﻟﻠﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺲ ﺷــﺮﻭﻁ ﻛﻲ ﻳﺠﺬﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺎﻣﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻹﻧﺴــﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ﻭﻣﺮﻏﻮﺑﺎ ﻓﻴﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺪﺓ ﺷــﺮﻭﻁ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﺬﺏ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ؛ ﻓﻼﺑﺪ ﺃﻥ ً ً ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻌﺪﺓ ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ، ﻣﺪﺭﺏ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸــﺮﻳﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﻤﺒﺰ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﺠﺬﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻚ. ﻗﺎﻝ: "ﺇﻥ ﺍﻟﺸــﺨﺼﻴﺔ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﻡ ﻟﻬــﺎ ﺃﻧﻤﺎﻃﻬﺎ ﻭﻣﻤﻴﺰﺍﺗﻬــﺎ، ﻭﻃﺮﻳﻘﺘﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ً ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨــﺎﺱ؛ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻃﺎﺑﻊ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﻳﺘﺮﻙ ﺃﺛﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ"، ﻣﻀﻴﻔﺎ: "ﻫﻨﺎﻙ ً ﻋﺪﺓ ﺗﻤﺎﺭﻳﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺸــﺨﺺ ﺑﻬﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺷــﺨﺼﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻳﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﺟﻪ". ً ﻭﺑﻴﻦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﻤﺒﺰ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺷــﺨﺼﻴﺘﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﺃﻭ ﺑﻌﺾ ً ً ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰﺓ، ﻣﻀﻴﻔﺎ: "ﻭﻟﺘﺼﺒﺢ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﻠﻮﻗﺎ، ﻭﺑﺄﺧﻼﻗﻚ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﺒﻜﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ". ً ﻭﺗﺎﺑﻊ: "ﺍﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺘﻤﺘﻌﻚ ﺑﻌﺪﺓ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ، ﻛﻔﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ، ً ً ﻭﺍﻻﺳــﺘﻤﺎﻉ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ ﻟﺒﻘﺎ ﻓﻜﻦ ﻣﺴــﺘﻤﻌﺎ ﺑﺎﺭﻋﺎ ﻭﻻ ﺗﻘﺎﻃﻊ ﻣﻦ ً ً ﺗﺤﺎﻭﺭ، ﺑﻞ ﺷــﺠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛــﻲ ﻳﻘﺎﺑﻠﻚ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ، ﻭﺃﻧﺼــﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺼــﺖ ﺇﻟﻴﻚ". ﻭﺃﺷــﺎﺭ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﻤﺒﺰ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻻﻫﺘﻤــﺎﻡ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻓﺄﺣﺪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺗﻴﺢ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻫﻮ ﻗﺪﺭﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺑﺎﻟﺸــﺨﺺ، ﻣﺎ ﻳﻮﻟﺪ ﻃﺎﻗﺔ ﺗﺠﺬﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻧﺤﻮﻙ، ﻣﺜﻞ ﻗﻮﺓ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﺟﺬﺍﺑﺔ. ﻭﻧــﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴــﺔ ﻷﻱ ﺷــﺨﺼﻴﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ، ﻓﺎﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﻳﺰﺭﻉ ﺍﻷﻣﻞ، ﻭﻳﻌﻤﻖ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻳﺤﻔﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺸــﺎﻁ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ. ﻭﺃﻛﺪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﻤﺒﺰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻮﺯ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻪ، ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﺿــﺮﻭﺭﺓ ﺗﻤﺎﻟﻚ ﺍﻷﻋﺼﺎﺏ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻐﻀﺐ، ﻭﻗﺎﻝ: "ﻭﻻ ﺗﻨﺲ ﻭﻗﻊ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻚ". ﻭﺑﻴــﻦ ﺃﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺸــﻜﻞ ﻭﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸــﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﺬﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ، ﻭﺧﺘﻢ ﺣﺪﻳﺜﻪ: "ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺗﺆﻫﻠﻪ ﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ، ﻭﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺬﻛﺎﺀ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋــﻲ، ﻭﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﺪﺭ ﺛﻘﺔ ﻭﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺎ". ًّ ﺧﻄــﻮﺓ ﺑﻌﺪ ﺧﻄﻮﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺘــﺮﺏ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻠﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﺗﻮﻗﻒ ﺛﻮﺍﻧﻲ ﺃﺭﺍﺡ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺴــﺪﻩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ، ﻭﺗﺤﺴــﺲ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﻀﺮﻫــﺎ ﻟﻴﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻋــﺪﻡ ﺳــﻘﻮﻃﻬﺎ، ﻭﺗﺮﻛﺰ ﻣــﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠــﻰ ﻋﻜﺎﺯﻩ ﻟﻴﻘﻄــﻊ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺃﻣﺘــﺎﺭ ﺗﻔﺼﻠﻪ ﻋﻦ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘــﻲ ﻳﺘﻤﻨــﻰ ﻛﻞ ﻣــﻦ ﻓــﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨــﺔ ﺃﻥ ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ ﻭﻳﻜﻔﻠﻬﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﻔﺰ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﻮﺍﻩ . ﻃﺮﻗﺘــﺎﻥ ﻓﻘﻂ ﻛﺎﻧﺘــﺎ ﻛﺎﻓﻴﺘﻴﻦ ﻷﻥ ﺗــﺪﺭﻙ "ﻣﺮﻳﻢ" ﻭﺻــﻮﻝ ﺿﻴﻔﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴــﺪ "ﺯﻛﺮﻳــﺎ"، ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﻓﺊ ﺃﺫﻧــﺖ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ، ﻟﺘﻠﺘﻘﻲ ﻋﻴﻨــﺎﻩ ﺍﻟﻘﻠﻘﺘﺎﻥ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺼﺒــﻮﺡ، ﻓﺘﻄﻤﺌﻨﺎ ﻷﻥ ﺣﺎﻟﻬــﺎ ﺟﻴﺪ، ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ً ﻛﻞ ﻣﺮﺓ، ﻟﻜﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﺗﻐﻴﺮ، ﻓﻤﻊ ﺍﻗﺘﺮﺍﺑﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻴﻘﺪﻡ ﻟﻬــﺎ ﻣﺎ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﻟــﻪ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﺪﻫﺸــﺔ، ً ﺻﻨﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻭﺍﻥ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺳــﺆﺍﻟﻪ ﺭﺍﻛﺪﺍ ﺗﺠﺎﻩ ﺇﺟﺎﺑﺘﻬــﺎ: "ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﺃﻧﻰ ﻟﻚ ﻫﺬﺍ"، ﻟﺘﺄﺗﻴﻪ ً ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﺄﺧﺮ: "ﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ" . ﺩﺍﺭﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻣﺎﻡ "ﺯﻛﺮﻳﺎ" ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻤﺮﺳــﻞ ﻣﻦ ﺍﷲ، ﻛﺎﻥ ﺃﻣــﺎﻡ ﺩﺭﺱ ﻋﻈﻴﻢ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻟﻪ ﻓﺘﺎﺓ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻓﻲ ﺳــﻨﻮﺍﺕ ﺷــﺒﺎﺑﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺩﺭﺱ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓــﻲ ﻛﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺧﻼﻝ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﺗﻔﻜﺮ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻃﻮﺍﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺤﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻟــﺪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ "ﻫــﻮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ" ﻫﻲ ﺍﻟﺴــﺮ، ﻭﺃﻥ ﻋﻘﻢ ﺯﻭﺟﻪ ﻭﺷــﻴﺨﻮﺧﺘﻪ ﺳــﺒﺒﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻴﺎ، ﻭﻟﻴﺴﺎ ﺁﻟﻬﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻬﺎ. ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸــﻤﺲ ﺗﺸﺮﻕ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ "ﺯﻛﺮﻳﺎ"، ﻟﺘﺒﺪﺩ ﻇﻼﻣﺎ ﻇﻞ ﻣﺘﻠﺒﺴﺎ ﺑﻪ، ﻭﻷﻥ ﺷﻤﺲ ً ً ﺍﻟﻤﻌﺮﻓــﺔ ﺗﻨﺒــﺖ ﺍﻷﻓﻌــﺎﻝ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﻣﻤــﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺃﻱ ﺇﻧﺴــﺎﻥ؛ ﺭﻓﻊ " ﺯﻛﺮﻳﺎ " ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ً ً ﺭﺑﻪ، ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺎﺩ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴــﺎﺑﻖ، ﺩﺍﻋﻴــﺎ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﺮﺯﻗﻪ ً ﺍﻟﻮﻟــﺪ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺳــﺒﺎﺏ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ "ﺃﻧﻰ ﻟﻚ ﻫﺬﺍ"، ﻓﺎﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻤﺘﻪ ﻟﻪ ً "ﻣﺮﻳﻢ" ﻳﻘﻮﻝ: "ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺟﺪ ﺍﻷﺳــﺒﺎﺏ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻣﻨﻄﻘﻴﺎ ﻟﺤﺪﻭﺙ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ًّ ً ً ﺍﻷﺳــﺒﺎﺏ؛ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻟﺤــﺪﻭﺙ ﺍﻟﺨﻠﻖ، ﺑﻞ ﻳﺨﻠﻖ ﺩﻭﻥ ﺃﺳﺒﺎﺏ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻟﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍ". ً ﻣﺎ ﺃﺷــﺪ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﻨﺎ ﻷﻥ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤــﺮﺓ ﻣﻦ "ﺯﻛﺮﻳﺎ"، ﺍﻟــﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺘﻜﺒﺮ ﻗﻂ _ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﺒﻲ_ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻐﺮﻩ ﺑﻌﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، ﻭﺍﻷﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻡ ﻓﻲ ﺛﻮﺍﻥ ٍ ﻣﻌﺪﻭﺩﺍﺕ ﺑﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻷﺧﻄﺎﺋﻪ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺜﺮ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻟﺤﻈــﺔ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺯﻣﺘﻪ ﺳــﻨﻮﺍﺕ ﻭﺳــﻨﻮﺍﺕ، ﻟﻢ ﻳﻘــﻞ: "ﺃﻧﺎ ﻻ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﺣﺎﻟﺘﻲ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ً ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻟﻴﺴــﺖ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺘﻲ"، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻋﻦ ﺍﺭﺗﺪﺍﺀ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﻣﻨﻈﻮﺭﻩ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻭﻳﺨﻄﻮ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻔﻌﻞ . ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺩﺭﺱ ﺍﻻﻧﻌﺘﺎﻕ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻋﻈﻴﻤﺎ؛ ﻓﺈﻥ ً ﺩﺭﺱ ﺍﻻﻧﻌﺘﺎﻕ ﻣﻦ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻭﻣﻤﺎ ﺳــﻤﺎﻩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ "ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺑﺎﺀﻧﺎ"، ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﻣﺎ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻪ؛ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻨﻪ ﻋﻈﻤﺔ.