SlideShare a Scribd company logo
1 of 28
‫من أخلق النبي صلى‬
  ‫ا عليه و سلم‬
‫كان خلقه القرآن‬
   ‫قالت الفقيهة ال َصان الرزان الصديقة بنت الصديق عائشة رضوان ال‬
                                                        ‫ح‬                 ‫•‬
‫عليها وهي تصف الحبيب صلى ال عليه وسلم هذا الوصف البليغ العجيب‬
                                        ‫حين قالت: ) كان خلقه القرآن (.‬
   ‫كان قرآن ً متحرك ً بين الناس، كان إذا أمر فهو أول من يأتمر، وكان إذا‬
                                                       ‫ا‬       ‫ا‬          ‫•‬
   ‫نهى فهو أول من ينتهي، وكان إذا حد فهو أول من يقف عند حدود ال‬
                                                          ‫تبارك وتعالى.‬
‫لما أمر بالعبادة قام متعبدً خاشع ً خاضع ً بين يدي ال حتى تورمت قدماه،‬
                                 ‫ا‬      ‫ا‬      ‫ا‬                          ‫•‬
                     ‫فلما سئل عن ذلك قال: ) أفل أكون عبدً شكورً؟! (.‬
                          ‫ا‬       ‫ا‬
     ‫ولما أمر بالبذل؛ أنفق كل ما يملك: ما سئل رسول ال صلى ال عليه‬         ‫•‬
     ‫وسلم على السلم شيئا إل أعطاه . قال فجاءه رجل فأعطاه غنما بين‬
‫جبلين . فرجع إلى قومه ، فقال : يا قوم أسلموا . فإن محمدا يعطي عطاء‬
                                        ‫ل يخشى الفاقة . )صحيح مسلم(‬
       ‫أمرهم بالجهاد وبذل النفس؛ فكان في مقدمة الصفوف، ل يجبن ول‬          ‫•‬
         ‫يتأخر، بل كان إذا اشتد الوطيس وحميت المعارك، وفر الشجعان،‬
  ‫وصمتت اللسنة الطويلة، وخطبت السيوف والرماح على منابر الرقاب؛‬
    ‫قام الحبيب ينادي بأعلى صوته ويقول: ) أنا النبي ل كذب، أنا ابن عبد‬
                                          ‫المطلب ( صلى ال عليه وسلم.‬
‫صفة النبي صلى ا عليه وسلم‬
 ‫في الكتب السماوية السابقة‬
   ‫• عن عطاء بن يسار قال لقيت عبد ال بن عمرو بن العاص فقلت أخبرني‬
     ‫عن صفة رسول ال صلى ال عليه وسلم في التوراة )لن عيسى عليه‬
 ‫وعلى نبينا أفضل الصلة والسلم بشر بنبينا محمدً صلى ال عليه وسلم،‬
                             ‫ا‬
      ‫وكذلك نبي ال موسى: } َِذْ َا َ ِي َى ابْ ُ َرْ َ َ َا َ ِي إسْ َا ِي َ ِ ّي‬
        ‫وإ ق ل ع س ن م يم ي بن ِ ر ئ ل إن‬
  ‫َ ُو ُ ا ِ َِيْ ُمْ ُ َ ّقا ِ َا َيْ َ َ َ ّ ِ َ ال ّوْ َا ِ َ ُ َ ّرً ِ َ ُو ٍ َأْ ِي ِنْ‬
    ‫رس ل ّ إل ك مصد ً لم ب ن يدي من ت ر ة ومبش ا برس ل ي ت م‬                      ‫ل‬
‫َعْ ِي اسْ ُ ُ َحْ َ ُ ََ ّا َا َ ُمْ ِالْ َ ّ َا ِ َاُوا َ َا ِحْ ٌ ُ ِي ٌ { ]الصف:6[.(‬
                     ‫مه أ مد فلم ج ءه ب بين ت ق ل هذ س ر مب ن‬                            ‫بد‬
 ‫فقال أي عبد ال بن عمروبن العاص أجل وال : إنه لموصوف في التوراة‬
    ‫ببعض صفته في القرآن يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا‬
    ‫وحرزا للميين أنت عبدي ورسولى سميتك المتوكل ليس بفظ ول غليظ‬
    ‫ول صخاب في السواق ول يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ولن‬
         ‫يقبضه ال تعالى حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا ل إله إل ال‬
                 ‫ويفتحوا بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا)الدب المفرد(‬
‫هدي النبي صلى ال عليه و سلم بالرفق‬
                                  ‫بالحيوان‬
    ‫• روى مسلم من حديث شداد بن أوس رضي ال عنه أن النبي‬
 ‫صلى ال عليه وسلم قال: ) إن ال تعالى كتب الحسان على كل‬
     ‫شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة،‬
                         ‫وليح ّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته (.‬
                                                           ‫د‬
 ‫• في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي ال عنه أنه صلى‬
‫ال عليه وسلم قال: بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش .‬
 ‫إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل . فنزعت مزقها ، فاستقت له‬
                                   ‫به ، فسقته إياه ، فغفر لها به‬
     ‫كلب عطشان، وهي امرأة زانية، لكنها رحمته فغفر ال لها.‬
     ‫• إذا كانت الرحمة بالكلب تغفر الخطايا للبغايا، فكيف تصنع‬
                                 ‫الرحمة بمن وحد رب البرايا؟‬
‫• في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي ال عنهما أن‬
 ‫النبي صلى ال عليه وسلم قال: ) دخلت امرأة النار في‬
                                ‫هرة (، أي: في قطة.‬
‫• انظر! بغي تدخل الجنة في كلب، وامرأة تدخل النار في‬
  ‫قطة، لماذا؟ قال صلى ال عليه وسلم: ) حبستها -أي:‬
 ‫حبست القطة- فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش‬
                                           ‫الرض‬
‫هديه في معاملة مخالفيه‬
                                                          ‫حرص النبي عليه الصلة والسلم على هداية قومه‬

   ‫• عن عائشة رضي ال عنها أنها قالت هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال لقد‬
  ‫لقيت من قومك فكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل‬
      ‫بن كلل فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أفق إل في قرن‬
  ‫الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن‬
  ‫ال قد سمع قول قومك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم .‬
       ‫قال فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد إن ال قد سمع قول قومك وأنا ملك‬
   ‫الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك إن شئت أطبق عليهم الخشبين فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم بل أرجو أن يخرج ال من أصلبهم من يعبد ال وحده ول يشرك‬
                                                                                            ‫به شيئا . )متفق عليه(‬
         ‫• ويوم أحد كان يومً عظيم ً، نزف فيه دم النبي صلى ال عليه وسلم من جسده، وشج‬     ‫ا‬      ‫ا‬
       ‫وجهه، وكسرت رباعيته، وتعرض النبي صلى ال عليه وسلم للموت الحقيقي، بل لقد‬
   ‫انتشر بالفعل في الميدان خبر قتل النبي صلى ال عليه وسلم، حتى ألقى بعض الصحابة‬
    ‫السلح وقالوا: وماذا نصنع بالحياة بعد موت رسول ال صلى ال عليه وسلم؟ فقام أنس‬
 ‫بن النضر رضي ال عنه -وحديثه في الصحيحين- فقال لهم: )قوموا فموتوا على ما مات‬
   ‫عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم(، ونزل في هذه المعركة قول ال جل وعل: } َ َا‬
    ‫وم‬
‫ُ َ ّ ٌ ِ ّ َ ُو ٌ َدْ ََتْ ِنْ َبِْ ِ ال ّ ُ ُ َ َ ِيْن َا َ َوْ ُ ِ َ انْ ََبْ ُمْ ََى َعْ َا ِ ُمْ َ َنْ َنْ َِبْ‬
   ‫محمد إل رس ل ق خل م ق له رسل أفإ م ت أ قتل قل ت عل أ ق بك وم ي قل‬
                    ‫ََى َ ِ َيْ ِ ََنْ َ ُ ّ ا َ َيْئً َ َ َجْ ِي ا ُ ال ّا ِ ِي َ { ]آل عمران:441[.‬
                                                     ‫ّ ش كر ن‬  ‫عل عقب ه فل يضر ّ ش ا وسي ز ل‬
                                                                                          ‫ل‬
‫• تصور معي أنه صلى ال عليه وسلم مشى من مكة إلى الطائف على قدميه‬
       ‫أكثر من سبعين كيلو، ل توجد سيارة، ول دابة، بل مشى على قدميه‬
                                                                    ‫المتعبتين الداميتين‬
  ‫• طريق غير ممهدة، لم يركب حمارً، ول بغ ً، ول جوادً، ول ناقة، ومع‬
                    ‫ا‬                ‫ل‬            ‫ا‬
   ‫ذلك لما وصل إلى الطائف سلط الشرا ُ السفها َ والصبيان على رسول‬
                               ‫ء‬         ‫ف‬
       ‫ال صلى ال عليه وسلم، ففعلوا به ما ل يتصور البتة أن يفعله إنسان‬
               ‫صاحب مروءة بإنسان غريب؛ رموه بالحجارة، سبوه، شتموه‬
          ‫• لو كان الحبيب صلى ال عليه وسلم ممن ينتقمون لنفسهم وذواتهم‬
‫وأشخاصهم، ولو كان الحبيب ممن خرج لذاته أو لمجد شخصي أو لنتفاع‬
 ‫دنيوي حقي ٍ زائل؛ لمر النبي ملك الجبال أن يحطم هذه الرءوس الصلدة،‬        ‫ر‬
     ‫والجماجم العنيدة، ولسالت دماء من الطائف ليراها أهل مكة بمكة، لكن‬
  ‫اسمع ماذا قال صاحب الخلق الرفيع؟ اسمع ماذا قال الرحمة المهداة لملك‬
‫الجبال؟ قال النبي صلى ال عليه وسلم: ) بل أرجو ال عز وجل أن يخرج‬
    ‫من أصلبهم من يعبد ال ول يشرك به شيئً ( لم يبعث لعانً ول فحاشً،‬
     ‫ا‬           ‫ا‬                    ‫ا‬
   ‫وإنما كما قال هو عن نفسه صلى ال عليه وسلم: ) إنما بعثت رحمة ( ،‬
               ‫وكما قال ربه جل جلله: } َ َا َرْ َلْ َا َ ِ ّ َحْ َ ً ِلْ َاَ ِي َ {‬
                  ‫وم أ س ن ك إل ر مة ل ع لم ن‬
  ‫]النبياء:701[، وكما قال ابن عباس : هو رحمة للفاجر والبار؛ فمن آمن‬
  ‫وم ك ن‬
  ‫به فقد تمت له النعمة، ومن كفر به أمن من العذاب في الدنيا: } َ َا َا َ‬
                                            ‫ا ُ ِ ُ َ ّ َ ُمْ ََنْ َ ِي ِمْ { ]النفال:33[.‬
                                                                  ‫ّ ليعذبه وأ ت ف ه‬    ‫ل‬
‫نبي الرحمة يطلق ثمامة‬
       ‫• وعن أبي هريرة قال بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم خيل قبل نجد فجاءت‬
        ‫برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من‬
‫سواري المسجد فخرج إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ماذا عندك يا ثمامة ؟‬
  ‫فقال عندي يا محمد خير إن نقتل تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن كنت تريد‬
‫المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى كان الغد فقال‬
   ‫له ما عندك يا ثمامة ؟ فقال عندي ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل‬
   ‫ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت . فتركه رسول ال صلى ال عليه‬
    ‫وسلم حتى كان بعد الغد فقال له ما عندك يا ثمامة ؟ فقال عندي ما قلت لك إن تنعم‬
     ‫تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت .‬
  ‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أطلقوا ثمامة فانطلق إلى نخل قريب من المسجد‬
 ‫فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا‬
    ‫محمد وال ما كان على وجه الرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك‬
    ‫أحب الوجوه كلها إلي وال ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب‬
 ‫الدين كله إلي ووال ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلد كلها‬
      ‫إلي . وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟ فبشره رسول ال صلى ال‬
 ‫عليه وسلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل أصبوت ؟ فقال ل ولكني أسلمت‬
     ‫مع رسول ال صلى ال عليه وسلم وال ل يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن‬
                  ‫فيها رسول ال صلى ال عليه وسلم . رواه مسلم واختصره البخاري‬
‫ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة، وكان من أعدى أعداء النبي صلى ال عليه‬       ‫•‬
      ‫وسلم، وكان يتفنن في إيذائه، ويتفنن في تأليب القوم على النبي وعلى‬
                                                                ‫السلم‬
                                 ‫أطلقوه، ل نريد ما ً ول شكورً ول ثنا ً.‬
                                  ‫ء‬        ‫ا‬         ‫ل‬                    ‫•‬
                 ‫إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإذا أنت أكرمت اللئيم تمردا‬   ‫•‬
 ‫انظر إلى هذا الرجل حين أسلم؛ بدأ ُس ّر كل طاقاته، وقدراته، وإمكاناته‬
                                  ‫ي خ‬                                     ‫•‬
   ‫لدين ربه جل وعل، يوم أن خلع على عتبة اليمان رداء الشرك والكفر؛‬
‫و ّف كل ما يملك لدين ال سبحانه وتعالى، ففرض حصارً اقتصاديً -على‬
      ‫ا‬        ‫ا‬                                                    ‫ظ‬
                     ‫سبيل التحقيق ل على سبيل المجاز- على مكة وأهلها.‬
‫وفي رواية ابن إسحاق : )حتى اشتدت المجاعة بهم بالفعل(؛ لن القمح كان‬        ‫•‬
‫يصل إليهم من اليمامة، وهو سيد أهل اليمامة؛ فمنع كل حبة قمح تصل إلى‬
                                   ‫مكة وأهلها، إل بعد أن يأذن رسول ال.‬
   ‫انظر كيف حول إحسان النبي صلى ال عليه وسلم البغض الكامن الدفين‬          ‫•‬
  ‫في قلب ثمامة إلى حب مشرق، فبالحسان تأسر القلوب، وبالرفق وباللين‬
                       ‫تحول البغض إلى حب، وتحول الكراهية إلى قرب.‬
    ‫فالعنف يهدم ول يبني، والشدة إذا استخدمت في غير موضعها تفسد ول‬         ‫•‬
‫تصلح، والنبي صلى ال عليه وسلم يقول: )عليك بالرفق إن الرفق ل يكون‬
           ‫في شيء إل زانه ول ينزع من شيء إل شانه، صحيح الجامع (‬
‫نبي الرحمة مع وهب بن عمير‬
         ‫• لما رجع وفد المشركين إلى مكة أقبل عمير بن وهب الجمحي حتى جلس إلى‬
    ‫صفوان بن أمية في الحجر ، فقال صفوان : قبح العيش بعد قتلى بدر ، قال : أجل‬
‫وال ما في العيش خير بعدهم ولول دين علي ل أجد له قضاء وعيال ل أدع لهم شيئا‬
       ‫لرحلت إلى محمد فقتلته إن ملت عيني منه ، إن لي عنده علة أعتل بها أقول :‬
    ‫قدمت على ابني هذا السير ، ففرح صفوان بقوله وقال : علي دينك وعيالك أسوة‬
   ‫عيالي في النفقة ل يسعني شيء ويعجز عنهم ، فحمله صفوان وجهزه وأمر بسيف‬
  ‫عمير فصقل وسم وقال عمير لصفوان : اكتمني أياما ، فأقبل عمير حتى قدم المدينة‬
    ‫فنزل بباب المسجد وعقل راحلته وأخذ السيف فعمد إلى رسول ال صلى ال عليه‬
     ‫وسلم فدخل هو وعمر بن الخطاب رضي ال عنه فقال رسول ال صلى ال عليه‬
    ‫وسلم لعمر : تأخر ثم قال : ما أقدمك يا عمير ؟ قال : قدمت على أسيري عندكم ،‬
        ‫قال : اصدقني ما أقدمك ؟ قال : ما قدمت إل في أسيري ، قال : فماذا شرطت‬
  ‫لصفوان بن أمية في الحجر ؟ ففزع عمير وقال : ماذا شرطت له ؟ قال : تحملت له‬
    ‫بقتلي على أن يعول بنيك ويقضي دينك ، وال حائل بينك وبين ذلك ، قال عمير :‬
     ‫أشهد أنك رسول ال ، إن هذا الحديث كان بيني وبين صفوان في الحجر لم يطلع‬
  ‫عليه أحد غيري وغيره فأخبرك ال به فآمنت بال ورسوله ، ثم رجع إلى مكة فدعا‬
                                               ‫إلى السلم فأسلم على يده بشر كثير‬
     ‫الراوي: أنس بن مالك - خلصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: السيوطي‬
‫قصة الذي تكلم أثناء الصلة‬
  ‫• عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي قال قلت : يا رسول ال‬
 ‫إنا حديث عهد بجاهلية فجاء ال بالسلم وان رجال منا يتطيرون قال ذاك‬
   ‫شيء يجدونه في صدورهم فل يصدنهم ورجال منا يأتون الكهان قال فل‬
 ‫تأتوهم قال يا رسول ال ورجال منا يخطون قال كان نبي من النبياء يخط‬
 ‫فمن وافق خطه فذاك قال وبينا أنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في‬
‫الصلة إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك ال فحدقني القوم بأبصارهم‬
        ‫فقلت واثكل أمياه مالكم تنظرون الي قال فضرب القوم بأيديهم على‬
   ‫أفخاذهم فلما رأيتهم يسكتوني لكني سكت فلما انصرف رسول ال صلى‬
 ‫ال عليه وسلم دعاني بأبي وأمي هو ما ضربني ول كهرني ول سبني ما‬
   ‫رأيت معلما قبله ول بعده أحسن تعليما منه قال ان صلتنا هذه ل يصلح‬
 ‫فيها شيء من كلم الناس إنما هو التسبيح والتكبير وتلوة القرآن قال ثم‬
‫اطلعت إلى غنيمة لي ترعاها جارية لي في قبل أحد والجوانية وأني اطلعت‬
  ‫فوجدت الذئب قد ذهب منها بشاة وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون‬
   ‫فصككتها صكة ثم انصرفت إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبرته‬
‫فعظم ذلك علي فقلت يا رسول ال أفل أعتقها قال ادعها فقال لها رسول ال‬
    ‫صلى ال عليه وسلم أين ال عز وجل قالت في السماء قال فمن أنا قالت‬
                ‫أنت رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إنها مؤمنة فاعتقها‬
                                                ‫قال الشيخ اللباني : صحيح‬
‫رفقه ورحمته بأمته صلى ال عليه وسلم‬
  ‫• عن أبي ُ َيْ َ َ )رضي ال عنه( َ ّ َ ُو َ ا ِ صلى ال عليه وسلم قال:‬
                            ‫ل‬
                            ‫أن رس ل ّ‬                        ‫هر رة‬
  ‫) َوْل َنْ َ ُ ّ على ُ ّ ِي أو على الناس َ َرْ ُ ُمْ ِال ّ َا ِ مع كل َل ٍ(‬
   ‫ص ة‬           ‫لم ته ب سو ك‬                      ‫أمت‬         ‫ل أ أشق‬
                                                                ‫)متفق عليه(‬
   ‫تتجلى عظمة هذا الخلق النبوي حين يتخّى الحبيب صلى ال عليه وسلم عن‬
                                      ‫ل‬
 ‫استمراء أحب المور إليه, و أعزها لديه التي هي من جملة العبادة مخافة‬
                                                        ‫المشقة على أمته !!!‬

‫• و عن َ َس بن َاِ ٍ قال:)ما َّيْ ُ َ َا َ ِ َا ٍ َ ّ َ َ ّ َ َ ً ول َ َ ّ من‬
    ‫أ تم‬      ‫صل ت ور ء إم م قط أخف صلة‬                         ‫م لك‬      ‫أن‬
  ‫النبي صلى ال عليه وسلم َِنْ كان َ َسْ َ ُ ُ َا َ ال ّ ِ ّ َ ُ َ ّ ُ َ َا َ َ َنْ‬
     ‫لي مع بك ء صبي فيخفف مخ فة أ‬                        ‫وإ‬
                                                               ‫ُفْ َ َ ُ ّ ُ()متفق عليه(‬
                                                                             ‫ت تن أمه‬
  ‫يصلي بالناس الجماعة فيحيا لذة العبادة بالوقوف و المناجاة ل رب العالمين،‬
   ‫تلك الصلة التي هي راحته و غاية أنسه و سعادته، فيخ ّفها عندما يسمع‬
                      ‫ف‬
                ‫بكاء الصبي رحم ً بأمه !!! و رعاي ً لعاطفتها الفطرية تجاهه.‬
                                                 ‫ة‬                ‫ة‬
‫قصة العرابي الذي بال في طائفة المسجد‬
    ‫• عن أنس بن مالك :بينما نحن في المسجد مع رسول ال صلى ال عليه‬
   ‫وسلم إذ جاء أعرابي . فقام يبول في المسجد . فقال أصحاب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم : مه مه . قال : قال رسول ال صلى ال عليه وسلم "‬
   ‫ل تزرموه . دعوه " فتركوه حتى بال . ثم إن رسول ال صلى ال عليه‬
    ‫وسلم دعاه فقال له " إن هذه المساجد ل تصلح لشيء من هذا البول ول‬
 ‫القذر . إنما هي لذكر ال عز وجل ، والصلة ، وقراءة القرآن " ، أو كما‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم . قال فأمر رجل من القوم ، فجاء بدلو‬
                                 ‫من ماء ، فشنه عليه .) صحيح مسلم (‬
                                                             ‫• لحظ:‬
      ‫– أن المسجد ما كان خاليً، فالنبي صلى ال عليه و سلم موجود فيه وجالس مع‬
                                                             ‫ا‬
                                                                         ‫أصحابه.‬
      ‫– صاحب الخلق، والرحمة المهداة، الذي قال ال في حقه: } ِالْ ُؤْ ِ ِي َ َ ُو ٌ‬
      ‫ب م من ن ر ء ف‬
‫َ ِي ٌ { ]التوبة:821[، يقول لهم: ) دعوه ل تزرموه ( يا أل )ل تزرموه( يعني: ل‬  ‫رح م‬
‫تقطعوا عليه بولته، دعوه يكمل تبوله، ال أكبر! وتبول الرجل، ورسول ال جالس،‬
   ‫وإذ بصاحب الخلق الكريم ينادي عليه بعدما انتهى: تعال، لكن هل شتمه، نهره،‬
  ‫ضربه، جرح مشاعره؟ ل وال: فهل استهزأ به، سخر منه، تهكم عليه؟ ل وال!‬
 ‫فانظر ماذا قال صلى ال عليه وسلم. قال: )إن المساجد ل تصلح لشيء من هذا(،‬
                   ‫اسمعوا كيف الدب؟! كيف التواضع والرحمة والحكمة والخلق؟‬
‫• وجاءت رواية أخرى في كتاب الدب في صحيح البخاري، أن‬
     ‫هذا العرابي تأثر بأخلق النبي عليه الصلة والسلم، وبهذا‬
    ‫الحلم والرفق، فأول ما دخل الصلة خلف رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قام يدعو ال عز وجل، فقال: )اللهم ارحمني ومحمدً،‬
 ‫ا‬
                                              ‫ول ترحم معنا أحدً(.‬
                                                ‫ا‬
 ‫فهل تركه رسول ال؟ ل، علمه درسً آخر وبأدب فماذا قال له عليه‬
                                  ‫ا‬
     ‫الصلة والسلم؟ قال :) لقد تحجرت واسعً! ( أنت تضيق ما‬
                         ‫ا‬
   ‫وسعه ربنا تبارك وتعالى، لماذا؟ ربنا يقول: } َ َحْ َ ِي َ ِ َتْ‬
     ‫ور مت وسع‬
                                     ‫ُ ّ َيْ ٍ { ]العراف:651[،.‬
                                                          ‫كل ش ء‬
‫حلمه و عفوه صلى ال عليه وسلم‬
‫• عن أبي سعيد الخدري قال: )بينا النبي صلى ال عليه وسلم يقسم ذات يوم قسما فقال ذو‬
  ‫الخويصرة -رجل من بني تميم-: يا رسول ال اعدل قال: )ويلك من يعدل إذا لم أعدل؟(‬
                         ‫فقال عمر: ائذن لي فلضرب عنقه، قال: ل......()صحيح البخاري(‬
‫• وعن أبي سعيد -رضي ال عنه- قال: بعث علي -رضي ال عنه- إلى النبي صلى ال عليه‬
   ‫وسلم بذهيبة فقسمها...فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية‬
        ‫محلوق فقال: اتق ال يا محمد، فقال: )من يطع ال إذا عصيت أيأمنني ال على أهل‬
           ‫الرض فل تأمنونني فسأله رجل قتله أحسبه خالد بن الوليد فمنعه()متفق عليه(‬
  ‫• يعترض له )ذو الخويصرة ( بجفاء وهو يقسم للناس ح ّهم من المال ؛ فيناديه بفظاظة يا‬
                                     ‫ظ‬
                                                                        ‫رسول ال اعدل!‬
   ‫• و يأتي آخر رافعً صوته، متطاو ً عليه يدعوه باسمه)يا محمد( مج ّدا من نعت الرسالة‬
                         ‫ر‬                              ‫ل‬              ‫ا‬
                       ‫والصطفاء! فيقول بملء فمه )اتق ال يا محمد( فل تظلم في العطاء!‬
   ‫إنها كلمة غاية في الشناعة و ال ّلف في حق خير البرية صلى ال عليه وسلم و أزكاهم عند‬
                                                             ‫ص‬
 ‫ال تبارك وتعالى، المؤتمن على وحيه، وتبليغ رسالته، و بيان شرعه، و حلله وحرامه،‬
 ‫المخ ّر حين نب ّته بين أن يكون ملكا أو عبدا فاختار العبودية، أتغ ّه لعاعة من متاع الدنيا‬
                           ‫ر‬                                             ‫و‬         ‫ي‬
               ‫فينقض عهده مع ربه! ويجرح أمانته، ويخالف رسالته و يهدم مبادئه العليا!!!‬
 ‫لقد كان لتلك الكلمات الجائرة صدى عنيفً على سمع أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم،‬
                                                     ‫ا‬
     ‫فأشعلت فتيل الغضب في نفوسهم، و تبادروا لقتله، فما كان من الحبيب صلى ال عليه‬
 ‫وسلم إل أن منعهم ذلك، و اكتفى بالتأنيب والعتاب المؤثر )ويحك( و في رواية )ويلك،من‬
     ‫يطع ال إذا عصيت أيأمنني ال على أهل الرض فل تأمنونني(، وفي رواية )أو لست‬
                                                          ‫أحق أهل الرض أن أطيع ال؟(.‬
‫فتح مكة‬
 ‫• يبلغ العفو منتهاه حينما يدخل مكة ـ حرسها ال ـ بعد‬
‫كفاح طويل في الدعوة و الجهاد في سبيل ال، فيجتمع‬
‫أهلها إليه في المسجد فيقول لهم: )ما ترون أني صانع‬
    ‫بكم؟( قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم. فقال:‬
          ‫)اذهبوا فأنتم الطلقاء()سنن البيهقي الكبرى(‬
  ‫• يا له من صفح جميل، و عفو بليغ، مأمول من ذلك‬
      ‫الرجل الكريم الذي هو أهله، حيث يكون سائغا.‬
 ‫• و حين تنتهك حرمات ال تعالى، فإنه يشت ّ غضبه ل‬
           ‫د‬
   ‫حتى يرى أثره على و جهه، فل يعف عن منكر ل‬
‫يرضاه ال سبحانه، أو يحلم عن إقامة ح ّ من حدوده.‬
             ‫د‬
‫تواضعه و لين جناحه صلى ال عليه وسلم‬
      ‫• َنْ َ َ ٍ َ ّ امْ ََ ً َا َ ِي َقِْ َا َيْ ٌ َ َاَتْ َا َ ُو َ ا ِ ِ ّ ِي َِيْ َ‬
      ‫ع أنس أن رأة ك ن ف ع له ش ء فق ل ي رس ل ّ إن ل إل ك‬
                    ‫ل‬
 ‫َا َ ً َ َا َ : ) َا ُ ّ ُ َ ٍ، انْ ُ ِي َ ّ ال ّ َ ِ ِئْ ِ َ ّى َقْ ِ َ َ ِ َا َ َك(‬
   ‫ح جة فق ل ي أم فلن ظر أي سكك ش ت حت أ ضي لك ح جت‬
          ‫َ َ َ َ َ َا ِي َعْ ِ ال ّ ُ ِ َ ّى َ َ َتْ ِنْ َا َ ِ َا.)رواه مسلم و‬
                           ‫فخل معه ف ب ض طرق حت فرغ م ح جته‬
                                                                            ‫البخاري(‬

  ‫توافيه تلك المرأة )وفي عقلها شئ( في بعض الطرق الضيقة، المصطفة من‬
‫النخيل، المسلوكة التي ل تنفك عن مرور الناس غال ًا)3(، و تسأله حاجتها،‬
                          ‫ب‬
  ‫و ما ث ّ لول ما آنسته من الحبيب صلى ال عليه وسلم من تمام التواضع و‬        ‫م‬
     ‫ه‬
     ‫القرب من المستضعفين ، ولينه في أيديهم ومشيه في حوائجهم، وتشوق ِ‬
                              ‫إلى إرضا ِهم وسما ِ َكوا ُم وقضا ِ ُؤو ِهم .‬
                                   ‫ءش ن‬               ‫عش ه‬               ‫ئ‬
 ‫ا‬
 ‫فيسعها النبي صلى ال عليه وسلم بعطفه المعروف و تواضعه المألوف ، ملبيً‬
     ‫رغبتها بسخاوة نفس و تقدير ) َا ُ ّ ُ َ ٍ، انْ ُ ِي َ ّ ال ّ َ ِ ِئْ ِ َ ّى‬
        ‫ي أم فلن ظر أي سكك ش ت حت‬
                                                            ‫َقْ ِ َ َ ِ َا َ َك( !!!‬
                                                                  ‫أ ضي لك ح جت‬

          ‫و خفض جنا ٍ ط ّق الوعر وال ّهل‬
            ‫س‬            ‫ح و‬                            ‫فلّه لين ذاع في الناس صيته‬
                                                                               ‫ل‬
‫• َنْ ُ ّ َاِ ٍ ِنْ ِ َاِ ِ بْ ِ َ ِي ٍ َاَتْ َ َيْ ُ َ ُو َ ا ِ - صلى ال عليه وسلم - َ َ َ ِي، َ ََ ّ َ ِي ٌ‬
   ‫مع أب وعلي قم ص‬                                              ‫ل‬
                                                                ‫ع أم خ لد ب ت خ لد ن سع د ق ل أت ت رس ل ّ‬
                                                        ‫َصْ َ ُ َا َ َ ُو ُ ا ِ - صلى ال عليه وسلم - ) َ َهْ َ َهْ(.‬
                                                             ‫سن سن‬                                         ‫ل‬
                                                                                                           ‫أ فر ق ل رس ل ّ‬
         ‫َا َ َبْ ُ ا ِ َ ِ َ ِالْ َ َ ِ ّ ِ َ َ َ ٌ َاَتْ: َ َ َبْ ُ َلْ َ ُ ِ َا َ ِ ال ّ ُ ّ ِ َز َ َ ِي َ ِي، َا َ َ ُو ُ ا ِ -‬
           ‫ل‬
           ‫ق ل ع د ّ وهي ب حبشية حسنة ق ل فذه ت أ عب بخ تم نبوة ف برن أب ق ل رس ل ّ‬                                  ‫ل‬
         ‫صلى ال عليه وسلم -: ) َعْ َا( ُ ّ َا َ َ ُو ُ ا ِ - صلى ال عليه وسلم -: )َبِْي ََخِْ ِي ُ ّ َبِْي‬
           ‫أ ل وأ لق ثم أ ل‬                                           ‫ل‬
                                                                      ‫د ه ثم ق ل رس ل ّ‬
                                         ‫ََخِْ ِي ُ ّ َبِْي ََخِْ ِي( َا َ َبْ ُ ا ِ : َ َ ِ َتْ َ ّى َ َ َ.)متفق عليه(‬
                                                             ‫وأ لق ثم أ ل وأ لق ق ل ع د ّ فبقي حت ذكر‬
                                                                                     ‫ل‬
         ‫تأتيه جارية صغيرة هي : أ َة )بمفتوحة وخ ّة ميم( بنت خالد بن َعيْد بن ال َا ِ ، تك ّى أم خالد، و‬
                         ‫ن‬     ‫عص‬              ‫س‬                                ‫ف‬                    ‫م‬
                                       ‫تقترب منه لترسم صورة أخرى رائعة من التواضع و العطف النبوي .‬
      ‫نرى فيها ال ّبي المر ّي - صلى ال عليه وسلم - و هديه القويم في رعاية الطفال، وقربه من ال ّ َار،‬
           ‫صغ‬                                                                                                    ‫ب‬          ‫ن‬
    ‫وتل ّيهم بال ِشْر وسهولة الخلق.. والرحابة ...وشفقته على البنات خا ّة !. أل ترى إلى عظيم تقديره‬
                                         ‫ص‬                                                                              ‫ب‬       ‫ق‬
          ‫لم خالد واصطفائها من سائر القوم وتشريفها بهديته ... بعدما سأل الحضور من أصحابه عمن‬
        ‫يستحقها ... وسكتوا حيرة فاستشرفوا لها وكانت تلك الجارية هي الجديرة بها َا َ: ) َنْ َ َ َ َ َنْ‬
          ‫ق ل م ترون أ‬
                                                                       ‫نكْ ُ َ هذه؟ فسكت القو ُ، َا َ: ائتوني بأ ّ خال ٍ(.‬
                                                                         ‫م د‬                   ‫م قل‬                            ‫سو‬
      ‫فأخذ‬
      ‫إنه يدعوها بكنيتها زيادة في إكرامها والهتمام بها وجيء بها تحمل في -رواية– لحداثة س ّها – ) ََ َ َ‬
                     ‫ن‬
                                      ‫ال َ ِيْ َ َ – وهي كساء من خ ّ أو صوف - بيده الشريفة فألبسه( إياها!‬
                                                                                            ‫ز‬                             ‫خم ص ة‬
      ‫وبالغ - عليه ال ّلة والسلم - في العطف عليها والحسان إليها .. وال ّر بها. ) َ َ َ َ َمْ َ ُ العلم –‬
                     ‫فجعل ي سح‬             ‫ب‬                                                                         ‫ص‬
 ‫وهي ألوانها البارزة الصفراء أو الخضراء – بيده ويقول ماد ًا لها مثن ًا على جمالها وروعتها .. هذا‬
                                      ‫ي‬          ‫ح‬
    ‫) َ َهْ َ َهْ( بمعنى حسن، وما قالها الحبي ُ - صلى ال عليه وسلم - بالحبش ّة، وهو العرب ّ الفصيح!‬
                 ‫ي‬                ‫ي‬                                            ‫ب‬                                           ‫سن سن‬
     ‫إل محاكاة ّلغة التي ألفتها منذ طفولتها ... وتطيي ًا لخاطرها وطم ًا في إدخال السرور والبهجة إلى‬
                                            ‫ع‬                        ‫ب‬                                                ‫ل‬
                                                                                                                              ‫قلبها.‬
      ‫• و َسْتم ّ الحنا ُ النبو ّ الدافئ ليحكي مشهدا مؤ ّرا من اللطف الغامر بتلك الصبية، دنت منه بعدما‬
                                                                       ‫ث‬                                 ‫ي‬         ‫ن‬        ‫ي ر‬
    ‫اطمأ ّت لتواضعه ورحمته... لفت نظرها خاتم النبوة البارز بين كتفيه )كز ّ الحجلة(.. َ َا َتْ نف ُها‬
       ‫س‬        ‫فت ق‬             ‫ر‬                                                                                            ‫ن‬
     ‫إلى لمسه فطفقت تلعب به، مما أثار حفيظة والدها الذي نهرها بقسوة، فنهاه النبي - صلى ال عليه‬
  ‫وسلم - وقال: )دعه( فاستمرت تلهو به مر ًا مستأنسة برضى النبي - صلى ال عليه وسلم - مطمئنة‬
                                                                           ‫ح‬
‫إلى سماحته، ثم يختم اللقاء الطيب بدعوا ٍ لها مبارك ٍ يرددها ثل ًا ويمت ّ أثرها إلى أمد ذاك اللقاء بما‬
                                    ‫د‬       ‫ث‬                 ‫ة‬              ‫ت‬
                                                                    ‫يحويه من المعاني الق ّمة للتواضع وخفض الجناح‬
                                                                                                         ‫ي‬
‫ع ّته و حياؤه صلى ال عليه وسلم‬
                                             ‫ف‬
           ‫• عن سالم بن عبد ال عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم م ّ على رجل من‬
                             ‫ر‬
 ‫النصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :)دعه فإ ّ الحياء‬
            ‫ن‬
                                                                           ‫من اليمان(.)البخاري و مسلم(‬
  ‫• عن أنس قال: )لما تزوج النبي صلى ال عليه وسلم زينب أهدت له أم سليم حيسا في تور‬
      ‫من حجارة فقال أنس فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم اذهب فادع لي من لقيت من‬
‫المسلمين فدعوت له من لقيت فجعلوا يدخلون عليه فيأكلون ويخرجون ووضع النبي صلى‬
    ‫ال عليه وسلم يده على الطعام فدعا فيه وقال فيه ما شاء ال أن يقول ولم أدع أحدا لقيته‬
  ‫إل دعوته فأكلوا حتى شبعوا وخرجوا وبقي طائفة منهم فأطالوا عليه الحديث فجعل النبي‬
     ‫صلى ال عليه وسلم يستحيي منهم أن يقول لهم شيئا فخرج وتركهم في البيت فأنزل ال‬
         ‫ت خل بي ت نبي إل أ ي ذن لك ْ إل طع م غ ر‬
         ‫عز وجل: ) َا َ ّ َا اّ ِي َ آ َ ُوا ل َدْ ُُوا ُ ُو َ ال ّ ِ ّ ِ ّ َنْ ُؤْ َ َ َ ُم ِ َى َ َا ٍ َيْ َ‬
                                                                              ‫ي أيه لذ ن من‬
‫َا ِ ِي َ ِ َا ُ(، قال قتادة: غير متحينين طعاما، ) ََ ِنْ ِ َا ُ ِي ُمْ َادْ ُُوا(، حتى بلغ: ) َِ ُمْ‬
  ‫ذلك‬                      ‫ولك إذ دع ت ف خل‬                                                          ‫ن ظر ن إن ه‬
                                                                         ‫َطْ َ ُ ِ ُُو ِ ُمْ َ ُُو ِ ِ ّ((.)مسلم(‬
                                                                                     ‫أ هر لقل بك وقل بهن‬
  ‫• عن أبي سعيد الخدري -رضي ال عنه- قال: )كان النبي صلى ال عليه وسلم أشد حياء‬
    ‫من العذراء في خدرها حدثني محمد بن بشار حدثنا يحيى وبن مهدي قال: حدثنا شعبة‬
                                                  ‫مثله وإذا كره شيئا عرف في وجهه(.)متفق عليه(‬
‫• ترجمت لنا سيرته العطرة حقيقة ذلك الحياء، و تم ّنه من خلقه و سلوكه‬
                          ‫ك‬
       ‫العملي، في مواقف شتى منها زواجه من زينب بنت جحش -رضي ال‬
                                                                    ‫عنها-:‬
           ‫فقد كان صلى ال عليه وسلم حديث عه ٍ بأهله، و الضياف في بيته قد‬
                                         ‫د‬
‫ة‬
‫حضروا وليمته، و طعموا حتى شبعوا، و ظّوا مستأنسين بالحديث في غفل ٍ‬
                                 ‫ل‬
 ‫عن حال النبي صلى ال عليه وسلم و تك ّره من طول بقائهم، و هو يستحي‬
                                     ‫د‬
                      ‫أن يواجههم بأمر الخروج من بيته، و النفراد بعروسه!‬
       ‫حمله الحياء على أن يترك أخ ّ حقوق نفسه في ليلة البناء بأهله و الشوق‬
                                              ‫ص‬
  ‫إليهم، و تح ّل مشقة الحرج من أصحابه الذين أكرمهم بضيافته، و التناول‬
                                                              ‫م‬
    ‫من مائدته، على أن يصارحهم بما يجول في خاطره و ما يعتمل في نفسه‬
                    ‫إيثارً للحياء و حرص ً على توفير الراحة و النبساط لهم.‬
                                                     ‫ا‬               ‫ا‬
    ‫فتوّى الرحمن سبحانه أمره، و رفع عنه ما أه ّه، و أنزل قرآنا يتلى إلى يوم‬
                                   ‫م‬                                      ‫ل‬
  ‫القيامة يصدع بما للنبي صلى ال عليه وسلم من الح ّ العظيم من الحترام‬
                        ‫ق‬
                         ‫و التوقير و الداب المت ّينة له على أصحابه و أمته.‬
                                                   ‫ع‬
       ‫و يدعونا في الوقت نفسه إلى القتداء به و التحلي بهذا الخلق الفاضل، فمن‬
     ‫استحيا من ال سبحانه حق الحياء رأى نعمه و آلءه، و استشعر إساءته‬
 ‫وتقصيره، و بادر بالخيرات و ترك المنكرات، و من استحيا من نفسه ع ّها‬
    ‫ف‬
         ‫و صانها في الخلوات، و من استحيا من الناس كف أذاه عنهم و ترك‬
                                                ‫المجاهرة بالقبيح و السيئات‬
‫أمانته صلى ال عليه وسلم‬
‫• لقد نشأ يتيم ً مطبوعً على المانة و الوفاء بالعهد، فل يكاد يعرف في قومه إل‬
                                                     ‫ا‬         ‫ا‬
     ‫بالمين، فيقولون:جاء المين، و ذهب المين، و ح ّ في نفوسهم و قلوبهم‬
                         ‫ل‬
                                               ‫أعلى منازل الثقة و الرضى!!‬
 ‫• كما د ّ على ذلك احتكامهم إليه في الجاهلية في قصة رفع الحجر السود عند‬
                                                                    ‫ل‬
    ‫بنائهم الكعبة المشرفة، بعد تنازعهم في استحقاق شرف رفعه و وضعه في‬
    ‫محله، حتى كادوا يقتتلون لول اتفاقهم على تحكيم أول داخل يدخل المسجد‬
     ‫الحرام، فكان هو محمد صلى ال عليه وسلم فلما رأوه قالوا: )هذا المين،‬
                                                        ‫رضينا هذا محمد(‬
 ‫• و بلغ من ثقتهم الكبيرة في أمانته و وفائه ما اعتادوا عليه من حفظ أموالهم و‬
    ‫نفائس م ّخراتهم لتكون وديعة عنده، و لم يزل هذا شأنهم حتى بعد معاداته‬
                                                                  ‫د‬
 ‫بسبب نب ّته و دعوتهم إلى اليمان و نبذ عبادة الوثان، فلم يخالجهم الشك في‬
                                                                  ‫و‬
    ‫أمانته و وفائه! و مما يدل على ذلك ترك علي بن أبي طالب -رضي ال‬
   ‫عنه- بمكة بعد هجرته صلى ال عليه وسلم ليرد للناس ودائعهم التي كانت‬
               ‫عنده، حتى إذا فرغ منها لحق برسول ال صلى ال عليه وسلم.‬
‫• لقد تحقق ذلك الخلق العظيم بأت ّ معانيه، و أحسن مراميه بعد نب ّته صلى‬
            ‫و‬                                        ‫م‬
‫ال عليه وسلم لن ال تعالى أراده خاتمً لنبيائه و رسله إلى الناس كافة، و‬
                                         ‫ا‬
 ‫ل ُم ّن من ذلك إل أمين كامل المانة، يحظى بثقة الناس فيستجيبون له و‬                      ‫يك‬
                                                                                 ‫يؤمنون به.‬
 ‫و أ ّى نبينا صلى ال عليه وسلم شرع ربنا تبارك و تعالى كما أراده ال ع ّ و‬
   ‫ز‬                                                                                               ‫د‬
    ‫ج ّ، و بّغ آياته فلم يكتم منها حرفً و إن كان عتابً له و لوم ً، و شهد له‬
                ‫ا‬            ‫ا‬                    ‫ا‬                                  ‫ل‬       ‫ل‬
       ‫في كتابه بهذا البلغ الكامل حتى ت ّ الدين، و ظهر السلم قال تعالى:‬
                                                 ‫م‬
   ‫)الْ َوْ َ َكْ َلْ ُ َ ُمْ ِي َ ُمْ ََتْ َمْ ُ َ َيْ ُمْ ِعْ َ ِي َ َ ِي ُ َ ُمْ ا ِسْل َ ِين ً(‬
     ‫ي م أ م ت لك د نك وأ م ت عل ك ن مت ورض ت لك ل م د ا‬
                                                                        ‫]سورة المائدة:3[.‬
‫• و إن من المواقف العظيمة في أمانته ما رواه سعد -رضي ال عنه- قال لما‬
  ‫كان يوم فتح مكة اختبأ عبد ال بن سعد بن أبي سرح عند عثمان بن عفان‬
‫فجاء به حتى أوقفه على النبي صلى ال عليه وسلم فقال: يا رسول ال بايع‬
 ‫عبد ال. فرفع رأسه فنظر إليه ثلثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلث، ثم أقبل‬
      ‫على أصحابه فقال: )أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني‬
‫كففت يدي عن بيعته فيقتله( فقالوا: ما ندري يا رسول ال ما في نفسك أل‬
      ‫أومأت إلينا بعينك؟ قال: )إنه ل ينبغي لنبي أن تكون له خائنة العين(‬
                       ‫)رواه أبو داود و الحاكم و قال صحيح على شرط مسلم(‬
‫وفاؤه صلى ال عليه و سلم‬
    ‫أما الوفاء فله منزلة عظيمة في أخلق النبي صلى ال عليه وسلم، فكان أوفى الناس مع‬       ‫•‬
                       ‫ربه تبارك و تعالى، و مع أصحابه و أزواجه و ذويه، بل و أعدائه!.‬
‫و من أروع المواقف النبوية التي تتجسد فيها هذه السجية الفاضلة ؛ و فاؤه لحاطب بن أبي‬      ‫•‬
‫بلتعة -رضي ال عنه- مع فعلته الكبرى و هي إفشاؤه لسر النبي صلى ال عليه وسلم في‬
       ‫أشد المواقف خطورة، موقف الغزو الذي ل تغفر البشرية لمثله!لنه تجسس و خيانة‬
                                                                              ‫عظمى.‬
   ‫فقد كتب حاطب إلى أهل مكة يخبرهم بمقدم رسول ال صلى ال عليه وسلم إليهم بجيشه‬           ‫•‬
‫لفتح مكة، و أرسله خفية مع ظعينة له، فلما أطلع ال تعالى نبيه صلى ال عليه وسلم على‬
  ‫ذلك و م ّنه من إحباطه، و راوده بعض أصحابه على ضرب عنقه، قال صلى ال عليه‬   ‫ك‬
     ‫وسلم: )إنه قد شهد بدرً و ما يدريك لع ّ ال ا ّلع على من شهد بدرً فقال اعملوا ما‬
                     ‫ا‬                      ‫ط‬     ‫ل‬              ‫ا‬
                                              ‫شئتم فقد غفرت لكم()رواه البخاري و مسلم(‬
 ‫د‬
 ‫فانظر إلى مبلغ وفائه لصحابه! و إن عظمت زّة أحدهم أو كبر خطؤه ما لم يكن في ح ّ‬
                                          ‫ل‬                                             ‫•‬
               ‫من حدود ال سبحانه، أو تهاون بشرعه، و أمكن تدارك الخطر قبل و قوعه.‬
         ‫و لشك أن هذا الوفاء الفريد و التصرف الرشيد سيعزز ح ّ ذلك الصحابي للتوبة‬
                              ‫ب‬                                                         ‫•‬
                    ‫النصوح من هذا الذنب الذي ل يبرره خوفه على أهله و ذويه في مكة.‬
‫أسلوب النبي صلى ال عليه و سلم في الدعوة‬
     ‫لقد كان النبي عليه الصلة والسلم رحمة لكل العالمين، وليس كما يفهم‬                   ‫•‬
 ‫البعض من أنه صلى ال عليه وسلم كان رحمة للمسلمين فحسب، ك ّ، هو‬
        ‫ل‬
  ‫وم أ ْس ن ك إل ر مة‬
  ‫رحمة للمسلمين ولغير المسلمين، قال ال تعالى: } َ َا َر َلْ َا َ ِ ّ َحْ َ ً‬
    ‫ِلْ َاَ ِي َ { ]النبياء:701[؛ قال ابن عباس رضي ال عنهما: )رسول ال‬        ‫ل ع لم ن‬
        ‫صلى ال عليه وسلم رحمة للفاجر والبار(، ما هذا؟ رحمة للبار؟ نعم.‬
‫لكن النبي عليه الصلة والسلم رحمة للفجار للكفار؟! لماذا؟ لنه بمجرد أن‬                    ‫•‬
 ‫بعثه ربه تبارك وتعالى، وعده بأل يعذب القوم ما دام رسول ال فيهم، قال‬
              ‫ال عز وجل: } َ َا َا َ ا ُ ِ ُ َ ّ َ ُمْ ََنْ َ ِي ِمْ { ]النفال:33[.‬
                                   ‫وم ك ن ّ ليعذبه وأ ت ف ه‬
                                                         ‫ل‬
  ‫فمن آمن به تبارك وتعالى فقد اكتملت له الرحمة في الدنيا والخرة، ومن‬                    ‫•‬
   ‫كفر به رحم في الدنيا، ونجا من عذاب الدنيا، وبعد ذلك يعاقبه أو يحاسبه‬
                                            ‫ربه بما شاء وكيف شاء في الخرة.‬
      ‫ومن ثم كان الحبيب صلى ال عليه وسلم رحمة للعالمين: للفجار للكفار‬                   ‫•‬
             ‫للبرار الموحدين والمؤمنين المصدقين به صلى ال عليه وسلم.‬
‫• رسول ال صلى ال عليه وسلم بعثه ربه عز وجل رحمة، ولذلك قال النبي صلى ال عليه وسلم:‬
      ‫ل‬
      ‫) إنما أنا رحمة مهداة ...( الحديث، وإن كان قد روي مرس ً، إل أن الحاكم قد رواه موصو ً‬
                                                   ‫ل‬
                                                                              ‫بسند صحيح، وأقر الحاكم الذهبي وغيره.‬
     ‫• وفي صحيح مسلم: ) عن ابي هريرة قال قيل للنبي عليه الصلة والسلم: ادع على المشركين!‬
                                                                           ‫فقال: إني لم أبعث لعانً، إنما بعثت رحمة(،‬
                                                                                                  ‫ا‬
      ‫• انظر إلى رحمته بالمة عليه الصلة والسلم: النبي عليه الصلة والسلم جلس يومً فقرأ قول‬
                   ‫ا‬
    ‫رب إنهن أ ل ن كث ا‬
    ‫ال تبارك وتعالى في سورة إبراهيم على نبينا وعليه الصلة والسلم: } َ ّ ِ ّ ُ ّ َضَْلْ َ َ ِيرً‬
     ‫ِنْ ال ّا ِ َ َنْ َ ِ َ ِي َِ ّ ُ ِ ّي َ َنْ َ َا ِي َِ ّ َ َ ُو ٌ َ ِي ٌ { ]إبراهيم:63[، انظر إلى كلم‬
                                                  ‫م ن س فم تبعن فإنه من وم عص ن فإنك غف ر رح م‬
  ‫ا‬
  ‫سيدنا الخليل، هذا كلم إبراهيم على نبينا وعليه الصلة والسلم، يقول: )رب إنهن أضللن كثيرً‬
      ‫من الناس(، يعني: الصنام واللهة المكذوبة المدعاة، )فمن تبعني فإنه مني، ومن عصاني( لم‬
                                                              ‫يقل: فانتقم منه فأهلكه، بل قال: )فإنك غفور رحيم(.‬
       ‫) فلما قرأ النبي صلى ال عليه وسلم هذه الية في حق خليل ال إبراهيم، وقرأ قول ال في عيسى‬
‫على نبينا وعليه الصلة والسلم: } ِنْ ُ َ ّبْ ُمْ َِ ّ ُمْ ِ َا ُ َ َِنْ َغْ ِرْ َ ُمْ َِ ّ َ َنْ َ الْ َ ِي ُ الْ َ ِيم‬
‫إ تعذ ه فإنه عب دك وإ ت ف له فإنك أ ت عز ز حك ُ‬
‫{ ]المائدة:811[، بكى، فقال ال عز وجل لجبريل عليه السلم: يا جبريل! انزل إلى محمد -صلى‬
      ‫ال عليه وسلم- فسله: ما الذي يبكيك؟ فنزل جبريل عليه السلم إلى النبي صلى ال عليه وسلم‬
    ‫وسأله: ما الذي يبكيك؟! فقال الحبيب صلى ال عليه وسلم: أمتي! أمتي! يا جبريل، أمتي! أمتي!‬
 ‫يا جبريل، فصعد جبريل إلى الملك الجليل، فقال: يبكي على أمته -وهو أعلم جل جلله- فقال ال‬
         ‫تبارك وتعالى لجبريل: انزل وقل لمحمد -صلى ال عليه وسلم-: إنا سنرضيك في أمتك ول‬
                                                                                                   ‫نسوءك (.)رواه مسلم(‬
        ‫• ولذلك روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي ال عنه أن النبي صلى ال عليه‬
             ‫وسلم قال: )لكل نبي دعوة مستجابة(، أي: كل نبي له دعوة، وعده ال تبارك وتعالى أن‬
         ‫يستجيبها، ) لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته إل أنا، فإني قد اختبأت دعوتي‬
        ‫شفاعة لمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء ال تعالى من مات ل يشرك بال شيئً (.)صحيح‬
                      ‫ا‬
                                                                                                                 ‫الجامع(‬
‫نبينا محمد صلى ال عليه وسلم آية من آيات ال،‬
‫وعجيبة من عجائب الكون، فهو نبي الرحمة، والنعمة‬
‫المهداة إلى المة، صاحب الخلق الفاضل الرفيع، وقد‬
  ‫شهد ال تعالى له بقوله: ) َِ ّ َ َ َلى ُُ ٍ َ ِي ٍ(،‬
    ‫وإنك لع خلق عظ م‬
‫فحري بنا أن نتعرف على أخلقه صلى ال عليه وسلم‬
           ‫لنقتدي بها في جميع شؤون حياتنا.‬
‫• من سلسلة ايمانيات لفضيلة الشيخ محمد حسان حفظه ال‬
     ‫• من موقع شبكة السنة النبوية و علومها )الحلقات و‬
‫الدروس:: الشمائل النبوية ( المشرف العام الدكتور فالح‬
                                    ‫الصغير حفظه ال‬
‫ل تنسونا و اخوانكم المسلمين في كل بقاع الرض من‬
                        ‫الدعاء‬
                 ‫و الحمدل رب العالمين‬
‫و أصلي و أبارك على المبعوث رحمة للعالمين و على آله‬
                  ‫و صحبه أجمعين‬

More Related Content

What's hot

أحاديث مشهورة لاتصح
أحاديث مشهورة لاتصحأحاديث مشهورة لاتصح
أحاديث مشهورة لاتصحغايتي الجنة
 
Seerah An Nabi 03
Seerah An Nabi 03Seerah An Nabi 03
Seerah An Nabi 03Abdullah
 
Seerah An Nabi 02
Seerah An Nabi 02Seerah An Nabi 02
Seerah An Nabi 02Abdullah
 
الـسـيـرة النبـويـة
الـسـيـرة النبـويـة الـسـيـرة النبـويـة
الـسـيـرة النبـويـة Hassan Boubakri
 
وصايا القرآن ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
وصايا القرآن ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلموصايا القرآن ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
وصايا القرآن ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلمغايتي الجنة
 
abubakr-أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه
abubakr-أبو بكر الصدّيق رضي الله عنهabubakr-أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه
abubakr-أبو بكر الصدّيق رضي الله عنهF El Mohdar
 
1صحيح الترغيب والترهيب
1صحيح الترغيب والترهيب 1صحيح الترغيب والترهيب
1صحيح الترغيب والترهيب wayislam
 
الخلفاء الراشدين
الخلفاء الراشدينالخلفاء الراشدين
الخلفاء الراشدينmeeto80
 
ذكر الله
ذكر اللهذكر الله
ذكر اللهalwakar
 
أبو بكر_الصديق
أبو بكر_الصديقأبو بكر_الصديق
أبو بكر_الصديقHassan Boubakri
 
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطاب
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطابomarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطاب
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطابF El Mohdar
 
الله تعالى يقبل توبة المذنب فلماذا لا يقبلها العباد
الله تعالى يقبل توبة المذنب فلماذا لا يقبلها العبادالله تعالى يقبل توبة المذنب فلماذا لا يقبلها العباد
الله تعالى يقبل توبة المذنب فلماذا لا يقبلها العبادAbdullah Assaf
 
عـلـي_إبـن_أبـي_طـالب
عـلـي_إبـن_أبـي_طـالبعـلـي_إبـن_أبـي_طـالب
عـلـي_إبـن_أبـي_طـالبHassan Boubakri
 

What's hot (18)

أحاديث مشهورة لاتصح
أحاديث مشهورة لاتصحأحاديث مشهورة لاتصح
أحاديث مشهورة لاتصح
 
Seerah An Nabi 03
Seerah An Nabi 03Seerah An Nabi 03
Seerah An Nabi 03
 
Seerah An Nabi 02
Seerah An Nabi 02Seerah An Nabi 02
Seerah An Nabi 02
 
الـسـيـرة النبـويـة
الـسـيـرة النبـويـة الـسـيـرة النبـويـة
الـسـيـرة النبـويـة
 
870
870870
870
 
الأربعين النووية
الأربعين النوويةالأربعين النووية
الأربعين النووية
 
Hassanat
HassanatHassanat
Hassanat
 
علي بن أبي طالب
علي بن أبي طالبعلي بن أبي طالب
علي بن أبي طالب
 
وصايا القرآن ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
وصايا القرآن ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلموصايا القرآن ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
وصايا القرآن ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
 
abubakr-أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه
abubakr-أبو بكر الصدّيق رضي الله عنهabubakr-أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه
abubakr-أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه
 
1صحيح الترغيب والترهيب
1صحيح الترغيب والترهيب 1صحيح الترغيب والترهيب
1صحيح الترغيب والترهيب
 
الخلفاء الراشدين
الخلفاء الراشدينالخلفاء الراشدين
الخلفاء الراشدين
 
ذكر الله
ذكر اللهذكر الله
ذكر الله
 
أبو بكر_الصديق
أبو بكر_الصديقأبو بكر_الصديق
أبو بكر_الصديق
 
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطاب
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطابomarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطاب
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطاب
 
الله تعالى يقبل توبة المذنب فلماذا لا يقبلها العباد
الله تعالى يقبل توبة المذنب فلماذا لا يقبلها العبادالله تعالى يقبل توبة المذنب فلماذا لا يقبلها العباد
الله تعالى يقبل توبة المذنب فلماذا لا يقبلها العباد
 
أخلاق الرسول
أخلاق الرسولأخلاق الرسول
أخلاق الرسول
 
عـلـي_إبـن_أبـي_طـالب
عـلـي_إبـن_أبـي_طـالبعـلـي_إبـن_أبـي_طـالب
عـلـي_إبـن_أبـي_طـالب
 

Viewers also liked

وصف الجنه
وصف الجنهوصف الجنه
وصف الجنهOsama K
 
من أسباب دخول الجنة
من أسباب دخول الجنةمن أسباب دخول الجنة
من أسباب دخول الجنةIslam Publishing
 
من أخلاق الرسول صلى الله عليه و سلم
من أخلاق الرسول صلى الله عليه و سلم من أخلاق الرسول صلى الله عليه و سلم
من أخلاق الرسول صلى الله عليه و سلم غايتي الجنة
 
أخلاق النبي صلى الله علية وسلم
أخلاق النبي صلى الله علية وسلمأخلاق النبي صلى الله علية وسلم
أخلاق النبي صلى الله علية وسلمغايتي الجنة
 
من أخلاق النبي صلى الله عليه و سلم
من أخلاق النبي صلى الله عليه و سلممن أخلاق النبي صلى الله عليه و سلم
من أخلاق النبي صلى الله عليه و سلمغايتي الجنة
 
أخلاق النبي صلى الله علية وسلم
أخلاق النبي صلى الله علية وسلمأخلاق النبي صلى الله علية وسلم
أخلاق النبي صلى الله علية وسلمguest138612
 
قصص الأنبياء الجزء الأول
قصص الأنبياء الجزء الأولقصص الأنبياء الجزء الأول
قصص الأنبياء الجزء الأولغايتي الجنة
 
قصص الأنبياء الجزء الثاني
قصص الأنبياء الجزء الثانيقصص الأنبياء الجزء الثاني
قصص الأنبياء الجزء الثانيغايتي الجنة
 
نعيم الجنة وعذاب النار
نعيم الجنة وعذاب النارنعيم الجنة وعذاب النار
نعيم الجنة وعذاب النارMarah Najah
 
قصص الأنبياء الجزء الثاني
قصص الأنبياء الجزء الثانيقصص الأنبياء الجزء الثاني
قصص الأنبياء الجزء الثانيIslamiculture
 
وصف الرسول عليه السلام
وصف الرسول عليه السلاموصف الرسول عليه السلام
وصف الرسول عليه السلامProf Laila Zazoe
 
عادات الرسول عليه الصلاة و السلام في الطعام و الشراب
عادات الرسول عليه الصلاة و السلام في الطعام و الشرابعادات الرسول عليه الصلاة و السلام في الطعام و الشراب
عادات الرسول عليه الصلاة و السلام في الطعام و الشرابlanguage aldarayn
 
تدبر أسرار سورة الكهف1
تدبر أسرار سورة الكهف1تدبر أسرار سورة الكهف1
تدبر أسرار سورة الكهف1kahaf
 
من أساليب الرسول في التربية
من أساليب الرسول في التربيةمن أساليب الرسول في التربية
من أساليب الرسول في التربيةغايتي الجنة
 
وصايا الإسلام للأبناء
وصايا الإسلام للأبناءوصايا الإسلام للأبناء
وصايا الإسلام للأبناءغايتي الجنة
 

Viewers also liked (20)

وصف الجنه
وصف الجنهوصف الجنه
وصف الجنه
 
من أسباب دخول الجنة
من أسباب دخول الجنةمن أسباب دخول الجنة
من أسباب دخول الجنة
 
حقوق الزوجه
حقوق الزوجهحقوق الزوجه
حقوق الزوجه
 
من أخلاق الرسول صلى الله عليه و سلم
من أخلاق الرسول صلى الله عليه و سلم من أخلاق الرسول صلى الله عليه و سلم
من أخلاق الرسول صلى الله عليه و سلم
 
أخلاق النبي صلى الله علية وسلم
أخلاق النبي صلى الله علية وسلمأخلاق النبي صلى الله علية وسلم
أخلاق النبي صلى الله علية وسلم
 
من أخلاق النبي صلى الله عليه و سلم
من أخلاق النبي صلى الله عليه و سلممن أخلاق النبي صلى الله عليه و سلم
من أخلاق النبي صلى الله عليه و سلم
 
أخلاق النبي صلى الله علية وسلم
أخلاق النبي صلى الله علية وسلمأخلاق النبي صلى الله علية وسلم
أخلاق النبي صلى الله علية وسلم
 
قصص الأنبياء الجزء الأول
قصص الأنبياء الجزء الأولقصص الأنبياء الجزء الأول
قصص الأنبياء الجزء الأول
 
قصص الأنبياء الجزء الثاني
قصص الأنبياء الجزء الثانيقصص الأنبياء الجزء الثاني
قصص الأنبياء الجزء الثاني
 
نعيم الجنة وعذاب النار
نعيم الجنة وعذاب النارنعيم الجنة وعذاب النار
نعيم الجنة وعذاب النار
 
رحلة الى الجنة
رحلة الى الجنةرحلة الى الجنة
رحلة الى الجنة
 
قصص الأنبياء
قصص الأنبياءقصص الأنبياء
قصص الأنبياء
 
قصص الأنبياء الجزء الثاني
قصص الأنبياء الجزء الثانيقصص الأنبياء الجزء الثاني
قصص الأنبياء الجزء الثاني
 
وصف الرسول عليه السلام
وصف الرسول عليه السلاموصف الرسول عليه السلام
وصف الرسول عليه السلام
 
Jannah
JannahJannah
Jannah
 
عادات الرسول عليه الصلاة و السلام في الطعام و الشراب
عادات الرسول عليه الصلاة و السلام في الطعام و الشرابعادات الرسول عليه الصلاة و السلام في الطعام و الشراب
عادات الرسول عليه الصلاة و السلام في الطعام و الشراب
 
بنات النبي
بنات النبيبنات النبي
بنات النبي
 
تدبر أسرار سورة الكهف1
تدبر أسرار سورة الكهف1تدبر أسرار سورة الكهف1
تدبر أسرار سورة الكهف1
 
من أساليب الرسول في التربية
من أساليب الرسول في التربيةمن أساليب الرسول في التربية
من أساليب الرسول في التربية
 
وصايا الإسلام للأبناء
وصايا الإسلام للأبناءوصايا الإسلام للأبناء
وصايا الإسلام للأبناء
 

Similar to من أخلاق النبي المصطفى

othmanbenaffan-ذو النورين عثمان بن عفان
 othmanbenaffan-ذو النورين عثمان بن عفان othmanbenaffan-ذو النورين عثمان بن عفان
othmanbenaffan-ذو النورين عثمان بن عفانF El Mohdar
 
معجزات الرسول
معجزات الرسولمعجزات الرسول
معجزات الرسولAL7SNA2
 
2 معجزات الرسول
2 معجزات الرسول2 معجزات الرسول
2 معجزات الرسولGhassan Azmouz
 
معجزات الرسول
معجزات الرسولمعجزات الرسول
معجزات الرسولGhassan Azmouz
 
صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمين
صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمينصور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمين
صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمينغايتي الجنة
 
صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمين
صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمينصور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمين
صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمينF El Mohdar
 
2 معجزات الرسول
2 معجزات الرسول2 معجزات الرسول
2 معجزات الرسولahmad bassiouny
 
2 معجزات الرسول
2 معجزات الرسول2 معجزات الرسول
2 معجزات الرسولahmad bassiouny
 
معجزات الرسول
معجزات الرسولمعجزات الرسول
معجزات الرسولahmad bassiouny
 
alibinabitalib-علي بن أبي طالب رضي الله عنه
alibinabitalib-علي بن أبي طالب رضي الله عنهalibinabitalib-علي بن أبي طالب رضي الله عنه
alibinabitalib-علي بن أبي طالب رضي الله عنهF El Mohdar
 
العشرة المبشرون بالجنة ـ الجزء الثاني
العشرة المبشرون بالجنة ـ الجزء الثانيالعشرة المبشرون بالجنة ـ الجزء الثاني
العشرة المبشرون بالجنة ـ الجزء الثانيغايتي الجنة
 
الـفـاروق عـمـر
الـفـاروق عـمـرالـفـاروق عـمـر
الـفـاروق عـمـرHassan Boubakri
 
‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه
‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه
‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنهMero Cool
 
معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم
معجزات الرسول صلى الله عليه وسلممعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم
معجزات الرسول صلى الله عليه وسلمغايتي الجنة
 

Similar to من أخلاق النبي المصطفى (20)

othmanbenaffan-ذو النورين عثمان بن عفان
 othmanbenaffan-ذو النورين عثمان بن عفان othmanbenaffan-ذو النورين عثمان بن عفان
othmanbenaffan-ذو النورين عثمان بن عفان
 
معجزات الرسول
معجزات الرسولمعجزات الرسول
معجزات الرسول
 
2 معجزات الرسول
2 معجزات الرسول2 معجزات الرسول
2 معجزات الرسول
 
معجزات الرسول
معجزات الرسولمعجزات الرسول
معجزات الرسول
 
صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمين
صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمينصور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمين
صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمين
 
صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمين
صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمينصور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمين
صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير المسلمين
 
Mohamed
MohamedMohamed
Mohamed
 
2 معجزات الرسول
2 معجزات الرسول2 معجزات الرسول
2 معجزات الرسول
 
2 معجزات الرسول
2 معجزات الرسول2 معجزات الرسول
2 معجزات الرسول
 
معجزات الرسول
معجزات الرسولمعجزات الرسول
معجزات الرسول
 
alibinabitalib-علي بن أبي طالب رضي الله عنه
alibinabitalib-علي بن أبي طالب رضي الله عنهalibinabitalib-علي بن أبي طالب رضي الله عنه
alibinabitalib-علي بن أبي طالب رضي الله عنه
 
المبشرون 1ج
المبشرون 1ج المبشرون 1ج
المبشرون 1ج
 
العشرة المبشرون بالجنة ـ الجزء الثاني
العشرة المبشرون بالجنة ـ الجزء الثانيالعشرة المبشرون بالجنة ـ الجزء الثاني
العشرة المبشرون بالجنة ـ الجزء الثاني
 
الـفـاروق عـمـر
الـفـاروق عـمـرالـفـاروق عـمـر
الـفـاروق عـمـر
 
‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه
‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه
‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه
 
74702
7470274702
74702
 
معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم
معجزات الرسول صلى الله عليه وسلممعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم
معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم
 
222
222222
222
 
قصص الأنبياء
قصص الأنبياءقصص الأنبياء
قصص الأنبياء
 
Nehayat alozama3
Nehayat alozama3Nehayat alozama3
Nehayat alozama3
 

More from Hassan Boubakri

سـيـرة المـصـطفـى
سـيـرة المـصـطفـى سـيـرة المـصـطفـى
سـيـرة المـصـطفـى Hassan Boubakri
 
عـثـمـان إبـن عـفـان
عـثـمـان إبـن عـفـانعـثـمـان إبـن عـفـان
عـثـمـان إبـن عـفـانHassan Boubakri
 
المبشرون بالجنــة
المبشرون بالجنــةالمبشرون بالجنــة
المبشرون بالجنــةHassan Boubakri
 
الـكـلـمـة الـطـيـبـة
الـكـلـمـة الـطـيـبـةالـكـلـمـة الـطـيـبـة
الـكـلـمـة الـطـيـبـةHassan Boubakri
 
1356209 634668906085350000
1356209 6346689060853500001356209 634668906085350000
1356209 634668906085350000Hassan Boubakri
 
هـذا هـو مـحـمـد
هـذا هـو مـحـمـدهـذا هـو مـحـمـد
هـذا هـو مـحـمـدHassan Boubakri
 
عـلـي إبـن أبـي طـالـب
عـلـي إبـن أبـي طـالـبعـلـي إبـن أبـي طـالـب
عـلـي إبـن أبـي طـالـبHassan Boubakri
 
عـثـمـان إبـن عـفـان
عـثـمـان إبـن عـفـانعـثـمـان إبـن عـفـان
عـثـمـان إبـن عـفـانHassan Boubakri
 
علـى خـطـى الحبيب
علـى خـطـى الحبيب علـى خـطـى الحبيب
علـى خـطـى الحبيب Hassan Boubakri
 
1356234 634668914482537500
1356234 6346689144825375001356234 634668914482537500
1356234 634668914482537500Hassan Boubakri
 
وصـايـا الرسـول / خطبة الـــوداع
وصـايـا الرسـول / خطبة الـــوداعوصـايـا الرسـول / خطبة الـــوداع
وصـايـا الرسـول / خطبة الـــوداعHassan Boubakri
 

More from Hassan Boubakri (14)

سـيـرة المـصـطفـى
سـيـرة المـصـطفـى سـيـرة المـصـطفـى
سـيـرة المـصـطفـى
 
عـثـمـان إبـن عـفـان
عـثـمـان إبـن عـفـانعـثـمـان إبـن عـفـان
عـثـمـان إبـن عـفـان
 
 
المبشرون بالجنــة
المبشرون بالجنــةالمبشرون بالجنــة
المبشرون بالجنــة
 
الـكـلـمـة الـطـيـبـة
الـكـلـمـة الـطـيـبـةالـكـلـمـة الـطـيـبـة
الـكـلـمـة الـطـيـبـة
 
1356209 634668906085350000
1356209 6346689060853500001356209 634668906085350000
1356209 634668906085350000
 
هـذا هـو مـحـمـد
هـذا هـو مـحـمـدهـذا هـو مـحـمـد
هـذا هـو مـحـمـد
 
عـلـي إبـن أبـي طـالـب
عـلـي إبـن أبـي طـالـبعـلـي إبـن أبـي طـالـب
عـلـي إبـن أبـي طـالـب
 
عـثـمـان إبـن عـفـان
عـثـمـان إبـن عـفـانعـثـمـان إبـن عـفـان
عـثـمـان إبـن عـفـان
 
علـى خـطـى الحبيب
علـى خـطـى الحبيب علـى خـطـى الحبيب
علـى خـطـى الحبيب
 
 
1356234 634668914482537500
1356234 6346689144825375001356234 634668914482537500
1356234 634668914482537500
 
وصـايـا الرسـول / خطبة الـــوداع
وصـايـا الرسـول / خطبة الـــوداعوصـايـا الرسـول / خطبة الـــوداع
وصـايـا الرسـول / خطبة الـــوداع
 
نصيحـة
نصيحـةنصيحـة
نصيحـة
 

من أخلاق النبي المصطفى

  • 1. ‫من أخلق النبي صلى‬ ‫ا عليه و سلم‬
  • 2. ‫كان خلقه القرآن‬ ‫قالت الفقيهة ال َصان الرزان الصديقة بنت الصديق عائشة رضوان ال‬ ‫ح‬ ‫•‬ ‫عليها وهي تصف الحبيب صلى ال عليه وسلم هذا الوصف البليغ العجيب‬ ‫حين قالت: ) كان خلقه القرآن (.‬ ‫كان قرآن ً متحرك ً بين الناس، كان إذا أمر فهو أول من يأتمر، وكان إذا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫•‬ ‫نهى فهو أول من ينتهي، وكان إذا حد فهو أول من يقف عند حدود ال‬ ‫تبارك وتعالى.‬ ‫لما أمر بالعبادة قام متعبدً خاشع ً خاضع ً بين يدي ال حتى تورمت قدماه،‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫•‬ ‫فلما سئل عن ذلك قال: ) أفل أكون عبدً شكورً؟! (.‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ولما أمر بالبذل؛ أنفق كل ما يملك: ما سئل رسول ال صلى ال عليه‬ ‫•‬ ‫وسلم على السلم شيئا إل أعطاه . قال فجاءه رجل فأعطاه غنما بين‬ ‫جبلين . فرجع إلى قومه ، فقال : يا قوم أسلموا . فإن محمدا يعطي عطاء‬ ‫ل يخشى الفاقة . )صحيح مسلم(‬ ‫أمرهم بالجهاد وبذل النفس؛ فكان في مقدمة الصفوف، ل يجبن ول‬ ‫•‬ ‫يتأخر، بل كان إذا اشتد الوطيس وحميت المعارك، وفر الشجعان،‬ ‫وصمتت اللسنة الطويلة، وخطبت السيوف والرماح على منابر الرقاب؛‬ ‫قام الحبيب ينادي بأعلى صوته ويقول: ) أنا النبي ل كذب، أنا ابن عبد‬ ‫المطلب ( صلى ال عليه وسلم.‬
  • 3. ‫صفة النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫في الكتب السماوية السابقة‬ ‫• عن عطاء بن يسار قال لقيت عبد ال بن عمرو بن العاص فقلت أخبرني‬ ‫عن صفة رسول ال صلى ال عليه وسلم في التوراة )لن عيسى عليه‬ ‫وعلى نبينا أفضل الصلة والسلم بشر بنبينا محمدً صلى ال عليه وسلم،‬ ‫ا‬ ‫وكذلك نبي ال موسى: } َِذْ َا َ ِي َى ابْ ُ َرْ َ َ َا َ ِي إسْ َا ِي َ ِ ّي‬ ‫وإ ق ل ع س ن م يم ي بن ِ ر ئ ل إن‬ ‫َ ُو ُ ا ِ َِيْ ُمْ ُ َ ّقا ِ َا َيْ َ َ َ ّ ِ َ ال ّوْ َا ِ َ ُ َ ّرً ِ َ ُو ٍ َأْ ِي ِنْ‬ ‫رس ل ّ إل ك مصد ً لم ب ن يدي من ت ر ة ومبش ا برس ل ي ت م‬ ‫ل‬ ‫َعْ ِي اسْ ُ ُ َحْ َ ُ ََ ّا َا َ ُمْ ِالْ َ ّ َا ِ َاُوا َ َا ِحْ ٌ ُ ِي ٌ { ]الصف:6[.(‬ ‫مه أ مد فلم ج ءه ب بين ت ق ل هذ س ر مب ن‬ ‫بد‬ ‫فقال أي عبد ال بن عمروبن العاص أجل وال : إنه لموصوف في التوراة‬ ‫ببعض صفته في القرآن يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا‬ ‫وحرزا للميين أنت عبدي ورسولى سميتك المتوكل ليس بفظ ول غليظ‬ ‫ول صخاب في السواق ول يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ولن‬ ‫يقبضه ال تعالى حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا ل إله إل ال‬ ‫ويفتحوا بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا)الدب المفرد(‬
  • 4. ‫هدي النبي صلى ال عليه و سلم بالرفق‬ ‫بالحيوان‬ ‫• روى مسلم من حديث شداد بن أوس رضي ال عنه أن النبي‬ ‫صلى ال عليه وسلم قال: ) إن ال تعالى كتب الحسان على كل‬ ‫شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة،‬ ‫وليح ّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته (.‬ ‫د‬ ‫• في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي ال عنه أنه صلى‬ ‫ال عليه وسلم قال: بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش .‬ ‫إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل . فنزعت مزقها ، فاستقت له‬ ‫به ، فسقته إياه ، فغفر لها به‬ ‫كلب عطشان، وهي امرأة زانية، لكنها رحمته فغفر ال لها.‬ ‫• إذا كانت الرحمة بالكلب تغفر الخطايا للبغايا، فكيف تصنع‬ ‫الرحمة بمن وحد رب البرايا؟‬
  • 5. ‫• في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي ال عنهما أن‬ ‫النبي صلى ال عليه وسلم قال: ) دخلت امرأة النار في‬ ‫هرة (، أي: في قطة.‬ ‫• انظر! بغي تدخل الجنة في كلب، وامرأة تدخل النار في‬ ‫قطة، لماذا؟ قال صلى ال عليه وسلم: ) حبستها -أي:‬ ‫حبست القطة- فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش‬ ‫الرض‬
  • 6. ‫هديه في معاملة مخالفيه‬ ‫حرص النبي عليه الصلة والسلم على هداية قومه‬ ‫• عن عائشة رضي ال عنها أنها قالت هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال لقد‬ ‫لقيت من قومك فكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل‬ ‫بن كلل فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أفق إل في قرن‬ ‫الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن‬ ‫ال قد سمع قول قومك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم .‬ ‫قال فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد إن ال قد سمع قول قومك وأنا ملك‬ ‫الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك إن شئت أطبق عليهم الخشبين فقال رسول‬ ‫ال صلى ال عليه وسلم بل أرجو أن يخرج ال من أصلبهم من يعبد ال وحده ول يشرك‬ ‫به شيئا . )متفق عليه(‬ ‫• ويوم أحد كان يومً عظيم ً، نزف فيه دم النبي صلى ال عليه وسلم من جسده، وشج‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫وجهه، وكسرت رباعيته، وتعرض النبي صلى ال عليه وسلم للموت الحقيقي، بل لقد‬ ‫انتشر بالفعل في الميدان خبر قتل النبي صلى ال عليه وسلم، حتى ألقى بعض الصحابة‬ ‫السلح وقالوا: وماذا نصنع بالحياة بعد موت رسول ال صلى ال عليه وسلم؟ فقام أنس‬ ‫بن النضر رضي ال عنه -وحديثه في الصحيحين- فقال لهم: )قوموا فموتوا على ما مات‬ ‫عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم(، ونزل في هذه المعركة قول ال جل وعل: } َ َا‬ ‫وم‬ ‫ُ َ ّ ٌ ِ ّ َ ُو ٌ َدْ ََتْ ِنْ َبِْ ِ ال ّ ُ ُ َ َ ِيْن َا َ َوْ ُ ِ َ انْ ََبْ ُمْ ََى َعْ َا ِ ُمْ َ َنْ َنْ َِبْ‬ ‫محمد إل رس ل ق خل م ق له رسل أفإ م ت أ قتل قل ت عل أ ق بك وم ي قل‬ ‫ََى َ ِ َيْ ِ ََنْ َ ُ ّ ا َ َيْئً َ َ َجْ ِي ا ُ ال ّا ِ ِي َ { ]آل عمران:441[.‬ ‫ّ ش كر ن‬ ‫عل عقب ه فل يضر ّ ش ا وسي ز ل‬ ‫ل‬
  • 7. ‫• تصور معي أنه صلى ال عليه وسلم مشى من مكة إلى الطائف على قدميه‬ ‫أكثر من سبعين كيلو، ل توجد سيارة، ول دابة، بل مشى على قدميه‬ ‫المتعبتين الداميتين‬ ‫• طريق غير ممهدة، لم يركب حمارً، ول بغ ً، ول جوادً، ول ناقة، ومع‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ذلك لما وصل إلى الطائف سلط الشرا ُ السفها َ والصبيان على رسول‬ ‫ء‬ ‫ف‬ ‫ال صلى ال عليه وسلم، ففعلوا به ما ل يتصور البتة أن يفعله إنسان‬ ‫صاحب مروءة بإنسان غريب؛ رموه بالحجارة، سبوه، شتموه‬ ‫• لو كان الحبيب صلى ال عليه وسلم ممن ينتقمون لنفسهم وذواتهم‬ ‫وأشخاصهم، ولو كان الحبيب ممن خرج لذاته أو لمجد شخصي أو لنتفاع‬ ‫دنيوي حقي ٍ زائل؛ لمر النبي ملك الجبال أن يحطم هذه الرءوس الصلدة،‬ ‫ر‬ ‫والجماجم العنيدة، ولسالت دماء من الطائف ليراها أهل مكة بمكة، لكن‬ ‫اسمع ماذا قال صاحب الخلق الرفيع؟ اسمع ماذا قال الرحمة المهداة لملك‬ ‫الجبال؟ قال النبي صلى ال عليه وسلم: ) بل أرجو ال عز وجل أن يخرج‬ ‫من أصلبهم من يعبد ال ول يشرك به شيئً ( لم يبعث لعانً ول فحاشً،‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫وإنما كما قال هو عن نفسه صلى ال عليه وسلم: ) إنما بعثت رحمة ( ،‬ ‫وكما قال ربه جل جلله: } َ َا َرْ َلْ َا َ ِ ّ َحْ َ ً ِلْ َاَ ِي َ {‬ ‫وم أ س ن ك إل ر مة ل ع لم ن‬ ‫]النبياء:701[، وكما قال ابن عباس : هو رحمة للفاجر والبار؛ فمن آمن‬ ‫وم ك ن‬ ‫به فقد تمت له النعمة، ومن كفر به أمن من العذاب في الدنيا: } َ َا َا َ‬ ‫ا ُ ِ ُ َ ّ َ ُمْ ََنْ َ ِي ِمْ { ]النفال:33[.‬ ‫ّ ليعذبه وأ ت ف ه‬ ‫ل‬
  • 8. ‫نبي الرحمة يطلق ثمامة‬ ‫• وعن أبي هريرة قال بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم خيل قبل نجد فجاءت‬ ‫برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من‬ ‫سواري المسجد فخرج إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ماذا عندك يا ثمامة ؟‬ ‫فقال عندي يا محمد خير إن نقتل تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن كنت تريد‬ ‫المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى كان الغد فقال‬ ‫له ما عندك يا ثمامة ؟ فقال عندي ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل‬ ‫ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت . فتركه رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم حتى كان بعد الغد فقال له ما عندك يا ثمامة ؟ فقال عندي ما قلت لك إن تنعم‬ ‫تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت .‬ ‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أطلقوا ثمامة فانطلق إلى نخل قريب من المسجد‬ ‫فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا‬ ‫محمد وال ما كان على وجه الرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك‬ ‫أحب الوجوه كلها إلي وال ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب‬ ‫الدين كله إلي ووال ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلد كلها‬ ‫إلي . وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟ فبشره رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل أصبوت ؟ فقال ل ولكني أسلمت‬ ‫مع رسول ال صلى ال عليه وسلم وال ل يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن‬ ‫فيها رسول ال صلى ال عليه وسلم . رواه مسلم واختصره البخاري‬
  • 9. ‫ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة، وكان من أعدى أعداء النبي صلى ال عليه‬ ‫•‬ ‫وسلم، وكان يتفنن في إيذائه، ويتفنن في تأليب القوم على النبي وعلى‬ ‫السلم‬ ‫أطلقوه، ل نريد ما ً ول شكورً ول ثنا ً.‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫•‬ ‫إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإذا أنت أكرمت اللئيم تمردا‬ ‫•‬ ‫انظر إلى هذا الرجل حين أسلم؛ بدأ ُس ّر كل طاقاته، وقدراته، وإمكاناته‬ ‫ي خ‬ ‫•‬ ‫لدين ربه جل وعل، يوم أن خلع على عتبة اليمان رداء الشرك والكفر؛‬ ‫و ّف كل ما يملك لدين ال سبحانه وتعالى، ففرض حصارً اقتصاديً -على‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ظ‬ ‫سبيل التحقيق ل على سبيل المجاز- على مكة وأهلها.‬ ‫وفي رواية ابن إسحاق : )حتى اشتدت المجاعة بهم بالفعل(؛ لن القمح كان‬ ‫•‬ ‫يصل إليهم من اليمامة، وهو سيد أهل اليمامة؛ فمنع كل حبة قمح تصل إلى‬ ‫مكة وأهلها، إل بعد أن يأذن رسول ال.‬ ‫انظر كيف حول إحسان النبي صلى ال عليه وسلم البغض الكامن الدفين‬ ‫•‬ ‫في قلب ثمامة إلى حب مشرق، فبالحسان تأسر القلوب، وبالرفق وباللين‬ ‫تحول البغض إلى حب، وتحول الكراهية إلى قرب.‬ ‫فالعنف يهدم ول يبني، والشدة إذا استخدمت في غير موضعها تفسد ول‬ ‫•‬ ‫تصلح، والنبي صلى ال عليه وسلم يقول: )عليك بالرفق إن الرفق ل يكون‬ ‫في شيء إل زانه ول ينزع من شيء إل شانه، صحيح الجامع (‬
  • 10. ‫نبي الرحمة مع وهب بن عمير‬ ‫• لما رجع وفد المشركين إلى مكة أقبل عمير بن وهب الجمحي حتى جلس إلى‬ ‫صفوان بن أمية في الحجر ، فقال صفوان : قبح العيش بعد قتلى بدر ، قال : أجل‬ ‫وال ما في العيش خير بعدهم ولول دين علي ل أجد له قضاء وعيال ل أدع لهم شيئا‬ ‫لرحلت إلى محمد فقتلته إن ملت عيني منه ، إن لي عنده علة أعتل بها أقول :‬ ‫قدمت على ابني هذا السير ، ففرح صفوان بقوله وقال : علي دينك وعيالك أسوة‬ ‫عيالي في النفقة ل يسعني شيء ويعجز عنهم ، فحمله صفوان وجهزه وأمر بسيف‬ ‫عمير فصقل وسم وقال عمير لصفوان : اكتمني أياما ، فأقبل عمير حتى قدم المدينة‬ ‫فنزل بباب المسجد وعقل راحلته وأخذ السيف فعمد إلى رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم فدخل هو وعمر بن الخطاب رضي ال عنه فقال رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم لعمر : تأخر ثم قال : ما أقدمك يا عمير ؟ قال : قدمت على أسيري عندكم ،‬ ‫قال : اصدقني ما أقدمك ؟ قال : ما قدمت إل في أسيري ، قال : فماذا شرطت‬ ‫لصفوان بن أمية في الحجر ؟ ففزع عمير وقال : ماذا شرطت له ؟ قال : تحملت له‬ ‫بقتلي على أن يعول بنيك ويقضي دينك ، وال حائل بينك وبين ذلك ، قال عمير :‬ ‫أشهد أنك رسول ال ، إن هذا الحديث كان بيني وبين صفوان في الحجر لم يطلع‬ ‫عليه أحد غيري وغيره فأخبرك ال به فآمنت بال ورسوله ، ثم رجع إلى مكة فدعا‬ ‫إلى السلم فأسلم على يده بشر كثير‬ ‫الراوي: أنس بن مالك - خلصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: السيوطي‬
  • 11. ‫قصة الذي تكلم أثناء الصلة‬ ‫• عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي قال قلت : يا رسول ال‬ ‫إنا حديث عهد بجاهلية فجاء ال بالسلم وان رجال منا يتطيرون قال ذاك‬ ‫شيء يجدونه في صدورهم فل يصدنهم ورجال منا يأتون الكهان قال فل‬ ‫تأتوهم قال يا رسول ال ورجال منا يخطون قال كان نبي من النبياء يخط‬ ‫فمن وافق خطه فذاك قال وبينا أنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في‬ ‫الصلة إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك ال فحدقني القوم بأبصارهم‬ ‫فقلت واثكل أمياه مالكم تنظرون الي قال فضرب القوم بأيديهم على‬ ‫أفخاذهم فلما رأيتهم يسكتوني لكني سكت فلما انصرف رسول ال صلى‬ ‫ال عليه وسلم دعاني بأبي وأمي هو ما ضربني ول كهرني ول سبني ما‬ ‫رأيت معلما قبله ول بعده أحسن تعليما منه قال ان صلتنا هذه ل يصلح‬ ‫فيها شيء من كلم الناس إنما هو التسبيح والتكبير وتلوة القرآن قال ثم‬ ‫اطلعت إلى غنيمة لي ترعاها جارية لي في قبل أحد والجوانية وأني اطلعت‬ ‫فوجدت الذئب قد ذهب منها بشاة وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون‬ ‫فصككتها صكة ثم انصرفت إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبرته‬ ‫فعظم ذلك علي فقلت يا رسول ال أفل أعتقها قال ادعها فقال لها رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم أين ال عز وجل قالت في السماء قال فمن أنا قالت‬ ‫أنت رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إنها مؤمنة فاعتقها‬ ‫قال الشيخ اللباني : صحيح‬
  • 12. ‫رفقه ورحمته بأمته صلى ال عليه وسلم‬ ‫• عن أبي ُ َيْ َ َ )رضي ال عنه( َ ّ َ ُو َ ا ِ صلى ال عليه وسلم قال:‬ ‫ل‬ ‫أن رس ل ّ‬ ‫هر رة‬ ‫) َوْل َنْ َ ُ ّ على ُ ّ ِي أو على الناس َ َرْ ُ ُمْ ِال ّ َا ِ مع كل َل ٍ(‬ ‫ص ة‬ ‫لم ته ب سو ك‬ ‫أمت‬ ‫ل أ أشق‬ ‫)متفق عليه(‬ ‫تتجلى عظمة هذا الخلق النبوي حين يتخّى الحبيب صلى ال عليه وسلم عن‬ ‫ل‬ ‫استمراء أحب المور إليه, و أعزها لديه التي هي من جملة العبادة مخافة‬ ‫المشقة على أمته !!!‬ ‫• و عن َ َس بن َاِ ٍ قال:)ما َّيْ ُ َ َا َ ِ َا ٍ َ ّ َ َ ّ َ َ ً ول َ َ ّ من‬ ‫أ تم‬ ‫صل ت ور ء إم م قط أخف صلة‬ ‫م لك‬ ‫أن‬ ‫النبي صلى ال عليه وسلم َِنْ كان َ َسْ َ ُ ُ َا َ ال ّ ِ ّ َ ُ َ ّ ُ َ َا َ َ َنْ‬ ‫لي مع بك ء صبي فيخفف مخ فة أ‬ ‫وإ‬ ‫ُفْ َ َ ُ ّ ُ()متفق عليه(‬ ‫ت تن أمه‬ ‫يصلي بالناس الجماعة فيحيا لذة العبادة بالوقوف و المناجاة ل رب العالمين،‬ ‫تلك الصلة التي هي راحته و غاية أنسه و سعادته، فيخ ّفها عندما يسمع‬ ‫ف‬ ‫بكاء الصبي رحم ً بأمه !!! و رعاي ً لعاطفتها الفطرية تجاهه.‬ ‫ة‬ ‫ة‬
  • 13. ‫قصة العرابي الذي بال في طائفة المسجد‬ ‫• عن أنس بن مالك :بينما نحن في المسجد مع رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم إذ جاء أعرابي . فقام يبول في المسجد . فقال أصحاب رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم : مه مه . قال : قال رسول ال صلى ال عليه وسلم "‬ ‫ل تزرموه . دعوه " فتركوه حتى بال . ثم إن رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم دعاه فقال له " إن هذه المساجد ل تصلح لشيء من هذا البول ول‬ ‫القذر . إنما هي لذكر ال عز وجل ، والصلة ، وقراءة القرآن " ، أو كما‬ ‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم . قال فأمر رجل من القوم ، فجاء بدلو‬ ‫من ماء ، فشنه عليه .) صحيح مسلم (‬ ‫• لحظ:‬ ‫– أن المسجد ما كان خاليً، فالنبي صلى ال عليه و سلم موجود فيه وجالس مع‬ ‫ا‬ ‫أصحابه.‬ ‫– صاحب الخلق، والرحمة المهداة، الذي قال ال في حقه: } ِالْ ُؤْ ِ ِي َ َ ُو ٌ‬ ‫ب م من ن ر ء ف‬ ‫َ ِي ٌ { ]التوبة:821[، يقول لهم: ) دعوه ل تزرموه ( يا أل )ل تزرموه( يعني: ل‬ ‫رح م‬ ‫تقطعوا عليه بولته، دعوه يكمل تبوله، ال أكبر! وتبول الرجل، ورسول ال جالس،‬ ‫وإذ بصاحب الخلق الكريم ينادي عليه بعدما انتهى: تعال، لكن هل شتمه، نهره،‬ ‫ضربه، جرح مشاعره؟ ل وال: فهل استهزأ به، سخر منه، تهكم عليه؟ ل وال!‬ ‫فانظر ماذا قال صلى ال عليه وسلم. قال: )إن المساجد ل تصلح لشيء من هذا(،‬ ‫اسمعوا كيف الدب؟! كيف التواضع والرحمة والحكمة والخلق؟‬
  • 14. ‫• وجاءت رواية أخرى في كتاب الدب في صحيح البخاري، أن‬ ‫هذا العرابي تأثر بأخلق النبي عليه الصلة والسلم، وبهذا‬ ‫الحلم والرفق، فأول ما دخل الصلة خلف رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم قام يدعو ال عز وجل، فقال: )اللهم ارحمني ومحمدً،‬ ‫ا‬ ‫ول ترحم معنا أحدً(.‬ ‫ا‬ ‫فهل تركه رسول ال؟ ل، علمه درسً آخر وبأدب فماذا قال له عليه‬ ‫ا‬ ‫الصلة والسلم؟ قال :) لقد تحجرت واسعً! ( أنت تضيق ما‬ ‫ا‬ ‫وسعه ربنا تبارك وتعالى، لماذا؟ ربنا يقول: } َ َحْ َ ِي َ ِ َتْ‬ ‫ور مت وسع‬ ‫ُ ّ َيْ ٍ { ]العراف:651[،.‬ ‫كل ش ء‬
  • 15. ‫حلمه و عفوه صلى ال عليه وسلم‬ ‫• عن أبي سعيد الخدري قال: )بينا النبي صلى ال عليه وسلم يقسم ذات يوم قسما فقال ذو‬ ‫الخويصرة -رجل من بني تميم-: يا رسول ال اعدل قال: )ويلك من يعدل إذا لم أعدل؟(‬ ‫فقال عمر: ائذن لي فلضرب عنقه، قال: ل......()صحيح البخاري(‬ ‫• وعن أبي سعيد -رضي ال عنه- قال: بعث علي -رضي ال عنه- إلى النبي صلى ال عليه‬ ‫وسلم بذهيبة فقسمها...فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية‬ ‫محلوق فقال: اتق ال يا محمد، فقال: )من يطع ال إذا عصيت أيأمنني ال على أهل‬ ‫الرض فل تأمنونني فسأله رجل قتله أحسبه خالد بن الوليد فمنعه()متفق عليه(‬ ‫• يعترض له )ذو الخويصرة ( بجفاء وهو يقسم للناس ح ّهم من المال ؛ فيناديه بفظاظة يا‬ ‫ظ‬ ‫رسول ال اعدل!‬ ‫• و يأتي آخر رافعً صوته، متطاو ً عليه يدعوه باسمه)يا محمد( مج ّدا من نعت الرسالة‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫والصطفاء! فيقول بملء فمه )اتق ال يا محمد( فل تظلم في العطاء!‬ ‫إنها كلمة غاية في الشناعة و ال ّلف في حق خير البرية صلى ال عليه وسلم و أزكاهم عند‬ ‫ص‬ ‫ال تبارك وتعالى، المؤتمن على وحيه، وتبليغ رسالته، و بيان شرعه، و حلله وحرامه،‬ ‫المخ ّر حين نب ّته بين أن يكون ملكا أو عبدا فاختار العبودية، أتغ ّه لعاعة من متاع الدنيا‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫فينقض عهده مع ربه! ويجرح أمانته، ويخالف رسالته و يهدم مبادئه العليا!!!‬ ‫لقد كان لتلك الكلمات الجائرة صدى عنيفً على سمع أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم،‬ ‫ا‬ ‫فأشعلت فتيل الغضب في نفوسهم، و تبادروا لقتله، فما كان من الحبيب صلى ال عليه‬ ‫وسلم إل أن منعهم ذلك، و اكتفى بالتأنيب والعتاب المؤثر )ويحك( و في رواية )ويلك،من‬ ‫يطع ال إذا عصيت أيأمنني ال على أهل الرض فل تأمنونني(، وفي رواية )أو لست‬ ‫أحق أهل الرض أن أطيع ال؟(.‬
  • 16. ‫فتح مكة‬ ‫• يبلغ العفو منتهاه حينما يدخل مكة ـ حرسها ال ـ بعد‬ ‫كفاح طويل في الدعوة و الجهاد في سبيل ال، فيجتمع‬ ‫أهلها إليه في المسجد فيقول لهم: )ما ترون أني صانع‬ ‫بكم؟( قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم. فقال:‬ ‫)اذهبوا فأنتم الطلقاء()سنن البيهقي الكبرى(‬ ‫• يا له من صفح جميل، و عفو بليغ، مأمول من ذلك‬ ‫الرجل الكريم الذي هو أهله، حيث يكون سائغا.‬ ‫• و حين تنتهك حرمات ال تعالى، فإنه يشت ّ غضبه ل‬ ‫د‬ ‫حتى يرى أثره على و جهه، فل يعف عن منكر ل‬ ‫يرضاه ال سبحانه، أو يحلم عن إقامة ح ّ من حدوده.‬ ‫د‬
  • 17. ‫تواضعه و لين جناحه صلى ال عليه وسلم‬ ‫• َنْ َ َ ٍ َ ّ امْ ََ ً َا َ ِي َقِْ َا َيْ ٌ َ َاَتْ َا َ ُو َ ا ِ ِ ّ ِي َِيْ َ‬ ‫ع أنس أن رأة ك ن ف ع له ش ء فق ل ي رس ل ّ إن ل إل ك‬ ‫ل‬ ‫َا َ ً َ َا َ : ) َا ُ ّ ُ َ ٍ، انْ ُ ِي َ ّ ال ّ َ ِ ِئْ ِ َ ّى َقْ ِ َ َ ِ َا َ َك(‬ ‫ح جة فق ل ي أم فلن ظر أي سكك ش ت حت أ ضي لك ح جت‬ ‫َ َ َ َ َ َا ِي َعْ ِ ال ّ ُ ِ َ ّى َ َ َتْ ِنْ َا َ ِ َا.)رواه مسلم و‬ ‫فخل معه ف ب ض طرق حت فرغ م ح جته‬ ‫البخاري(‬ ‫توافيه تلك المرأة )وفي عقلها شئ( في بعض الطرق الضيقة، المصطفة من‬ ‫النخيل، المسلوكة التي ل تنفك عن مرور الناس غال ًا)3(، و تسأله حاجتها،‬ ‫ب‬ ‫و ما ث ّ لول ما آنسته من الحبيب صلى ال عليه وسلم من تمام التواضع و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫القرب من المستضعفين ، ولينه في أيديهم ومشيه في حوائجهم، وتشوق ِ‬ ‫إلى إرضا ِهم وسما ِ َكوا ُم وقضا ِ ُؤو ِهم .‬ ‫ءش ن‬ ‫عش ه‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫فيسعها النبي صلى ال عليه وسلم بعطفه المعروف و تواضعه المألوف ، ملبيً‬ ‫رغبتها بسخاوة نفس و تقدير ) َا ُ ّ ُ َ ٍ، انْ ُ ِي َ ّ ال ّ َ ِ ِئْ ِ َ ّى‬ ‫ي أم فلن ظر أي سكك ش ت حت‬ ‫َقْ ِ َ َ ِ َا َ َك( !!!‬ ‫أ ضي لك ح جت‬ ‫و خفض جنا ٍ ط ّق الوعر وال ّهل‬ ‫س‬ ‫ح و‬ ‫فلّه لين ذاع في الناس صيته‬ ‫ل‬
  • 18. ‫• َنْ ُ ّ َاِ ٍ ِنْ ِ َاِ ِ بْ ِ َ ِي ٍ َاَتْ َ َيْ ُ َ ُو َ ا ِ - صلى ال عليه وسلم - َ َ َ ِي، َ ََ ّ َ ِي ٌ‬ ‫مع أب وعلي قم ص‬ ‫ل‬ ‫ع أم خ لد ب ت خ لد ن سع د ق ل أت ت رس ل ّ‬ ‫َصْ َ ُ َا َ َ ُو ُ ا ِ - صلى ال عليه وسلم - ) َ َهْ َ َهْ(.‬ ‫سن سن‬ ‫ل‬ ‫أ فر ق ل رس ل ّ‬ ‫َا َ َبْ ُ ا ِ َ ِ َ ِالْ َ َ ِ ّ ِ َ َ َ ٌ َاَتْ: َ َ َبْ ُ َلْ َ ُ ِ َا َ ِ ال ّ ُ ّ ِ َز َ َ ِي َ ِي، َا َ َ ُو ُ ا ِ -‬ ‫ل‬ ‫ق ل ع د ّ وهي ب حبشية حسنة ق ل فذه ت أ عب بخ تم نبوة ف برن أب ق ل رس ل ّ‬ ‫ل‬ ‫صلى ال عليه وسلم -: ) َعْ َا( ُ ّ َا َ َ ُو ُ ا ِ - صلى ال عليه وسلم -: )َبِْي ََخِْ ِي ُ ّ َبِْي‬ ‫أ ل وأ لق ثم أ ل‬ ‫ل‬ ‫د ه ثم ق ل رس ل ّ‬ ‫ََخِْ ِي ُ ّ َبِْي ََخِْ ِي( َا َ َبْ ُ ا ِ : َ َ ِ َتْ َ ّى َ َ َ.)متفق عليه(‬ ‫وأ لق ثم أ ل وأ لق ق ل ع د ّ فبقي حت ذكر‬ ‫ل‬ ‫تأتيه جارية صغيرة هي : أ َة )بمفتوحة وخ ّة ميم( بنت خالد بن َعيْد بن ال َا ِ ، تك ّى أم خالد، و‬ ‫ن‬ ‫عص‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫تقترب منه لترسم صورة أخرى رائعة من التواضع و العطف النبوي .‬ ‫نرى فيها ال ّبي المر ّي - صلى ال عليه وسلم - و هديه القويم في رعاية الطفال، وقربه من ال ّ َار،‬ ‫صغ‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫وتل ّيهم بال ِشْر وسهولة الخلق.. والرحابة ...وشفقته على البنات خا ّة !. أل ترى إلى عظيم تقديره‬ ‫ص‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫لم خالد واصطفائها من سائر القوم وتشريفها بهديته ... بعدما سأل الحضور من أصحابه عمن‬ ‫يستحقها ... وسكتوا حيرة فاستشرفوا لها وكانت تلك الجارية هي الجديرة بها َا َ: ) َنْ َ َ َ َ َنْ‬ ‫ق ل م ترون أ‬ ‫نكْ ُ َ هذه؟ فسكت القو ُ، َا َ: ائتوني بأ ّ خال ٍ(.‬ ‫م د‬ ‫م قل‬ ‫سو‬ ‫فأخذ‬ ‫إنه يدعوها بكنيتها زيادة في إكرامها والهتمام بها وجيء بها تحمل في -رواية– لحداثة س ّها – ) ََ َ َ‬ ‫ن‬ ‫ال َ ِيْ َ َ – وهي كساء من خ ّ أو صوف - بيده الشريفة فألبسه( إياها!‬ ‫ز‬ ‫خم ص ة‬ ‫وبالغ - عليه ال ّلة والسلم - في العطف عليها والحسان إليها .. وال ّر بها. ) َ َ َ َ َمْ َ ُ العلم –‬ ‫فجعل ي سح‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫وهي ألوانها البارزة الصفراء أو الخضراء – بيده ويقول ماد ًا لها مثن ًا على جمالها وروعتها .. هذا‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫) َ َهْ َ َهْ( بمعنى حسن، وما قالها الحبي ُ - صلى ال عليه وسلم - بالحبش ّة، وهو العرب ّ الفصيح!‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫سن سن‬ ‫إل محاكاة ّلغة التي ألفتها منذ طفولتها ... وتطيي ًا لخاطرها وطم ًا في إدخال السرور والبهجة إلى‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫قلبها.‬ ‫• و َسْتم ّ الحنا ُ النبو ّ الدافئ ليحكي مشهدا مؤ ّرا من اللطف الغامر بتلك الصبية، دنت منه بعدما‬ ‫ث‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ي ر‬ ‫اطمأ ّت لتواضعه ورحمته... لفت نظرها خاتم النبوة البارز بين كتفيه )كز ّ الحجلة(.. َ َا َتْ نف ُها‬ ‫س‬ ‫فت ق‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫إلى لمسه فطفقت تلعب به، مما أثار حفيظة والدها الذي نهرها بقسوة، فنهاه النبي - صلى ال عليه‬ ‫وسلم - وقال: )دعه( فاستمرت تلهو به مر ًا مستأنسة برضى النبي - صلى ال عليه وسلم - مطمئنة‬ ‫ح‬ ‫إلى سماحته، ثم يختم اللقاء الطيب بدعوا ٍ لها مبارك ٍ يرددها ثل ًا ويمت ّ أثرها إلى أمد ذاك اللقاء بما‬ ‫د‬ ‫ث‬ ‫ة‬ ‫ت‬ ‫يحويه من المعاني الق ّمة للتواضع وخفض الجناح‬ ‫ي‬
  • 19. ‫ع ّته و حياؤه صلى ال عليه وسلم‬ ‫ف‬ ‫• عن سالم بن عبد ال عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم م ّ على رجل من‬ ‫ر‬ ‫النصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :)دعه فإ ّ الحياء‬ ‫ن‬ ‫من اليمان(.)البخاري و مسلم(‬ ‫• عن أنس قال: )لما تزوج النبي صلى ال عليه وسلم زينب أهدت له أم سليم حيسا في تور‬ ‫من حجارة فقال أنس فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم اذهب فادع لي من لقيت من‬ ‫المسلمين فدعوت له من لقيت فجعلوا يدخلون عليه فيأكلون ويخرجون ووضع النبي صلى‬ ‫ال عليه وسلم يده على الطعام فدعا فيه وقال فيه ما شاء ال أن يقول ولم أدع أحدا لقيته‬ ‫إل دعوته فأكلوا حتى شبعوا وخرجوا وبقي طائفة منهم فأطالوا عليه الحديث فجعل النبي‬ ‫صلى ال عليه وسلم يستحيي منهم أن يقول لهم شيئا فخرج وتركهم في البيت فأنزل ال‬ ‫ت خل بي ت نبي إل أ ي ذن لك ْ إل طع م غ ر‬ ‫عز وجل: ) َا َ ّ َا اّ ِي َ آ َ ُوا ل َدْ ُُوا ُ ُو َ ال ّ ِ ّ ِ ّ َنْ ُؤْ َ َ َ ُم ِ َى َ َا ٍ َيْ َ‬ ‫ي أيه لذ ن من‬ ‫َا ِ ِي َ ِ َا ُ(، قال قتادة: غير متحينين طعاما، ) ََ ِنْ ِ َا ُ ِي ُمْ َادْ ُُوا(، حتى بلغ: ) َِ ُمْ‬ ‫ذلك‬ ‫ولك إذ دع ت ف خل‬ ‫ن ظر ن إن ه‬ ‫َطْ َ ُ ِ ُُو ِ ُمْ َ ُُو ِ ِ ّ((.)مسلم(‬ ‫أ هر لقل بك وقل بهن‬ ‫• عن أبي سعيد الخدري -رضي ال عنه- قال: )كان النبي صلى ال عليه وسلم أشد حياء‬ ‫من العذراء في خدرها حدثني محمد بن بشار حدثنا يحيى وبن مهدي قال: حدثنا شعبة‬ ‫مثله وإذا كره شيئا عرف في وجهه(.)متفق عليه(‬
  • 20. ‫• ترجمت لنا سيرته العطرة حقيقة ذلك الحياء، و تم ّنه من خلقه و سلوكه‬ ‫ك‬ ‫العملي، في مواقف شتى منها زواجه من زينب بنت جحش -رضي ال‬ ‫عنها-:‬ ‫فقد كان صلى ال عليه وسلم حديث عه ٍ بأهله، و الضياف في بيته قد‬ ‫د‬ ‫ة‬ ‫حضروا وليمته، و طعموا حتى شبعوا، و ظّوا مستأنسين بالحديث في غفل ٍ‬ ‫ل‬ ‫عن حال النبي صلى ال عليه وسلم و تك ّره من طول بقائهم، و هو يستحي‬ ‫د‬ ‫أن يواجههم بأمر الخروج من بيته، و النفراد بعروسه!‬ ‫حمله الحياء على أن يترك أخ ّ حقوق نفسه في ليلة البناء بأهله و الشوق‬ ‫ص‬ ‫إليهم، و تح ّل مشقة الحرج من أصحابه الذين أكرمهم بضيافته، و التناول‬ ‫م‬ ‫من مائدته، على أن يصارحهم بما يجول في خاطره و ما يعتمل في نفسه‬ ‫إيثارً للحياء و حرص ً على توفير الراحة و النبساط لهم.‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫فتوّى الرحمن سبحانه أمره، و رفع عنه ما أه ّه، و أنزل قرآنا يتلى إلى يوم‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫القيامة يصدع بما للنبي صلى ال عليه وسلم من الح ّ العظيم من الحترام‬ ‫ق‬ ‫و التوقير و الداب المت ّينة له على أصحابه و أمته.‬ ‫ع‬ ‫و يدعونا في الوقت نفسه إلى القتداء به و التحلي بهذا الخلق الفاضل، فمن‬ ‫استحيا من ال سبحانه حق الحياء رأى نعمه و آلءه، و استشعر إساءته‬ ‫وتقصيره، و بادر بالخيرات و ترك المنكرات، و من استحيا من نفسه ع ّها‬ ‫ف‬ ‫و صانها في الخلوات، و من استحيا من الناس كف أذاه عنهم و ترك‬ ‫المجاهرة بالقبيح و السيئات‬
  • 21. ‫أمانته صلى ال عليه وسلم‬ ‫• لقد نشأ يتيم ً مطبوعً على المانة و الوفاء بالعهد، فل يكاد يعرف في قومه إل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫بالمين، فيقولون:جاء المين، و ذهب المين، و ح ّ في نفوسهم و قلوبهم‬ ‫ل‬ ‫أعلى منازل الثقة و الرضى!!‬ ‫• كما د ّ على ذلك احتكامهم إليه في الجاهلية في قصة رفع الحجر السود عند‬ ‫ل‬ ‫بنائهم الكعبة المشرفة، بعد تنازعهم في استحقاق شرف رفعه و وضعه في‬ ‫محله، حتى كادوا يقتتلون لول اتفاقهم على تحكيم أول داخل يدخل المسجد‬ ‫الحرام، فكان هو محمد صلى ال عليه وسلم فلما رأوه قالوا: )هذا المين،‬ ‫رضينا هذا محمد(‬ ‫• و بلغ من ثقتهم الكبيرة في أمانته و وفائه ما اعتادوا عليه من حفظ أموالهم و‬ ‫نفائس م ّخراتهم لتكون وديعة عنده، و لم يزل هذا شأنهم حتى بعد معاداته‬ ‫د‬ ‫بسبب نب ّته و دعوتهم إلى اليمان و نبذ عبادة الوثان، فلم يخالجهم الشك في‬ ‫و‬ ‫أمانته و وفائه! و مما يدل على ذلك ترك علي بن أبي طالب -رضي ال‬ ‫عنه- بمكة بعد هجرته صلى ال عليه وسلم ليرد للناس ودائعهم التي كانت‬ ‫عنده، حتى إذا فرغ منها لحق برسول ال صلى ال عليه وسلم.‬
  • 22. ‫• لقد تحقق ذلك الخلق العظيم بأت ّ معانيه، و أحسن مراميه بعد نب ّته صلى‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ال عليه وسلم لن ال تعالى أراده خاتمً لنبيائه و رسله إلى الناس كافة، و‬ ‫ا‬ ‫ل ُم ّن من ذلك إل أمين كامل المانة، يحظى بثقة الناس فيستجيبون له و‬ ‫يك‬ ‫يؤمنون به.‬ ‫و أ ّى نبينا صلى ال عليه وسلم شرع ربنا تبارك و تعالى كما أراده ال ع ّ و‬ ‫ز‬ ‫د‬ ‫ج ّ، و بّغ آياته فلم يكتم منها حرفً و إن كان عتابً له و لوم ً، و شهد له‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫في كتابه بهذا البلغ الكامل حتى ت ّ الدين، و ظهر السلم قال تعالى:‬ ‫م‬ ‫)الْ َوْ َ َكْ َلْ ُ َ ُمْ ِي َ ُمْ ََتْ َمْ ُ َ َيْ ُمْ ِعْ َ ِي َ َ ِي ُ َ ُمْ ا ِسْل َ ِين ً(‬ ‫ي م أ م ت لك د نك وأ م ت عل ك ن مت ورض ت لك ل م د ا‬ ‫]سورة المائدة:3[.‬ ‫• و إن من المواقف العظيمة في أمانته ما رواه سعد -رضي ال عنه- قال لما‬ ‫كان يوم فتح مكة اختبأ عبد ال بن سعد بن أبي سرح عند عثمان بن عفان‬ ‫فجاء به حتى أوقفه على النبي صلى ال عليه وسلم فقال: يا رسول ال بايع‬ ‫عبد ال. فرفع رأسه فنظر إليه ثلثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلث، ثم أقبل‬ ‫على أصحابه فقال: )أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني‬ ‫كففت يدي عن بيعته فيقتله( فقالوا: ما ندري يا رسول ال ما في نفسك أل‬ ‫أومأت إلينا بعينك؟ قال: )إنه ل ينبغي لنبي أن تكون له خائنة العين(‬ ‫)رواه أبو داود و الحاكم و قال صحيح على شرط مسلم(‬
  • 23. ‫وفاؤه صلى ال عليه و سلم‬ ‫أما الوفاء فله منزلة عظيمة في أخلق النبي صلى ال عليه وسلم، فكان أوفى الناس مع‬ ‫•‬ ‫ربه تبارك و تعالى، و مع أصحابه و أزواجه و ذويه، بل و أعدائه!.‬ ‫و من أروع المواقف النبوية التي تتجسد فيها هذه السجية الفاضلة ؛ و فاؤه لحاطب بن أبي‬ ‫•‬ ‫بلتعة -رضي ال عنه- مع فعلته الكبرى و هي إفشاؤه لسر النبي صلى ال عليه وسلم في‬ ‫أشد المواقف خطورة، موقف الغزو الذي ل تغفر البشرية لمثله!لنه تجسس و خيانة‬ ‫عظمى.‬ ‫فقد كتب حاطب إلى أهل مكة يخبرهم بمقدم رسول ال صلى ال عليه وسلم إليهم بجيشه‬ ‫•‬ ‫لفتح مكة، و أرسله خفية مع ظعينة له، فلما أطلع ال تعالى نبيه صلى ال عليه وسلم على‬ ‫ذلك و م ّنه من إحباطه، و راوده بعض أصحابه على ضرب عنقه، قال صلى ال عليه‬ ‫ك‬ ‫وسلم: )إنه قد شهد بدرً و ما يدريك لع ّ ال ا ّلع على من شهد بدرً فقال اعملوا ما‬ ‫ا‬ ‫ط‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫شئتم فقد غفرت لكم()رواه البخاري و مسلم(‬ ‫د‬ ‫فانظر إلى مبلغ وفائه لصحابه! و إن عظمت زّة أحدهم أو كبر خطؤه ما لم يكن في ح ّ‬ ‫ل‬ ‫•‬ ‫من حدود ال سبحانه، أو تهاون بشرعه، و أمكن تدارك الخطر قبل و قوعه.‬ ‫و لشك أن هذا الوفاء الفريد و التصرف الرشيد سيعزز ح ّ ذلك الصحابي للتوبة‬ ‫ب‬ ‫•‬ ‫النصوح من هذا الذنب الذي ل يبرره خوفه على أهله و ذويه في مكة.‬
  • 24. ‫أسلوب النبي صلى ال عليه و سلم في الدعوة‬ ‫لقد كان النبي عليه الصلة والسلم رحمة لكل العالمين، وليس كما يفهم‬ ‫•‬ ‫البعض من أنه صلى ال عليه وسلم كان رحمة للمسلمين فحسب، ك ّ، هو‬ ‫ل‬ ‫وم أ ْس ن ك إل ر مة‬ ‫رحمة للمسلمين ولغير المسلمين، قال ال تعالى: } َ َا َر َلْ َا َ ِ ّ َحْ َ ً‬ ‫ِلْ َاَ ِي َ { ]النبياء:701[؛ قال ابن عباس رضي ال عنهما: )رسول ال‬ ‫ل ع لم ن‬ ‫صلى ال عليه وسلم رحمة للفاجر والبار(، ما هذا؟ رحمة للبار؟ نعم.‬ ‫لكن النبي عليه الصلة والسلم رحمة للفجار للكفار؟! لماذا؟ لنه بمجرد أن‬ ‫•‬ ‫بعثه ربه تبارك وتعالى، وعده بأل يعذب القوم ما دام رسول ال فيهم، قال‬ ‫ال عز وجل: } َ َا َا َ ا ُ ِ ُ َ ّ َ ُمْ ََنْ َ ِي ِمْ { ]النفال:33[.‬ ‫وم ك ن ّ ليعذبه وأ ت ف ه‬ ‫ل‬ ‫فمن آمن به تبارك وتعالى فقد اكتملت له الرحمة في الدنيا والخرة، ومن‬ ‫•‬ ‫كفر به رحم في الدنيا، ونجا من عذاب الدنيا، وبعد ذلك يعاقبه أو يحاسبه‬ ‫ربه بما شاء وكيف شاء في الخرة.‬ ‫ومن ثم كان الحبيب صلى ال عليه وسلم رحمة للعالمين: للفجار للكفار‬ ‫•‬ ‫للبرار الموحدين والمؤمنين المصدقين به صلى ال عليه وسلم.‬
  • 25. ‫• رسول ال صلى ال عليه وسلم بعثه ربه عز وجل رحمة، ولذلك قال النبي صلى ال عليه وسلم:‬ ‫ل‬ ‫) إنما أنا رحمة مهداة ...( الحديث، وإن كان قد روي مرس ً، إل أن الحاكم قد رواه موصو ً‬ ‫ل‬ ‫بسند صحيح، وأقر الحاكم الذهبي وغيره.‬ ‫• وفي صحيح مسلم: ) عن ابي هريرة قال قيل للنبي عليه الصلة والسلم: ادع على المشركين!‬ ‫فقال: إني لم أبعث لعانً، إنما بعثت رحمة(،‬ ‫ا‬ ‫• انظر إلى رحمته بالمة عليه الصلة والسلم: النبي عليه الصلة والسلم جلس يومً فقرأ قول‬ ‫ا‬ ‫رب إنهن أ ل ن كث ا‬ ‫ال تبارك وتعالى في سورة إبراهيم على نبينا وعليه الصلة والسلم: } َ ّ ِ ّ ُ ّ َضَْلْ َ َ ِيرً‬ ‫ِنْ ال ّا ِ َ َنْ َ ِ َ ِي َِ ّ ُ ِ ّي َ َنْ َ َا ِي َِ ّ َ َ ُو ٌ َ ِي ٌ { ]إبراهيم:63[، انظر إلى كلم‬ ‫م ن س فم تبعن فإنه من وم عص ن فإنك غف ر رح م‬ ‫ا‬ ‫سيدنا الخليل، هذا كلم إبراهيم على نبينا وعليه الصلة والسلم، يقول: )رب إنهن أضللن كثيرً‬ ‫من الناس(، يعني: الصنام واللهة المكذوبة المدعاة، )فمن تبعني فإنه مني، ومن عصاني( لم‬ ‫يقل: فانتقم منه فأهلكه، بل قال: )فإنك غفور رحيم(.‬ ‫) فلما قرأ النبي صلى ال عليه وسلم هذه الية في حق خليل ال إبراهيم، وقرأ قول ال في عيسى‬ ‫على نبينا وعليه الصلة والسلم: } ِنْ ُ َ ّبْ ُمْ َِ ّ ُمْ ِ َا ُ َ َِنْ َغْ ِرْ َ ُمْ َِ ّ َ َنْ َ الْ َ ِي ُ الْ َ ِيم‬ ‫إ تعذ ه فإنه عب دك وإ ت ف له فإنك أ ت عز ز حك ُ‬ ‫{ ]المائدة:811[، بكى، فقال ال عز وجل لجبريل عليه السلم: يا جبريل! انزل إلى محمد -صلى‬ ‫ال عليه وسلم- فسله: ما الذي يبكيك؟ فنزل جبريل عليه السلم إلى النبي صلى ال عليه وسلم‬ ‫وسأله: ما الذي يبكيك؟! فقال الحبيب صلى ال عليه وسلم: أمتي! أمتي! يا جبريل، أمتي! أمتي!‬ ‫يا جبريل، فصعد جبريل إلى الملك الجليل، فقال: يبكي على أمته -وهو أعلم جل جلله- فقال ال‬ ‫تبارك وتعالى لجبريل: انزل وقل لمحمد -صلى ال عليه وسلم-: إنا سنرضيك في أمتك ول‬ ‫نسوءك (.)رواه مسلم(‬ ‫• ولذلك روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي ال عنه أن النبي صلى ال عليه‬ ‫وسلم قال: )لكل نبي دعوة مستجابة(، أي: كل نبي له دعوة، وعده ال تبارك وتعالى أن‬ ‫يستجيبها، ) لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته إل أنا، فإني قد اختبأت دعوتي‬ ‫شفاعة لمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء ال تعالى من مات ل يشرك بال شيئً (.)صحيح‬ ‫ا‬ ‫الجامع(‬
  • 26. ‫نبينا محمد صلى ال عليه وسلم آية من آيات ال،‬ ‫وعجيبة من عجائب الكون، فهو نبي الرحمة، والنعمة‬ ‫المهداة إلى المة، صاحب الخلق الفاضل الرفيع، وقد‬ ‫شهد ال تعالى له بقوله: ) َِ ّ َ َ َلى ُُ ٍ َ ِي ٍ(،‬ ‫وإنك لع خلق عظ م‬ ‫فحري بنا أن نتعرف على أخلقه صلى ال عليه وسلم‬ ‫لنقتدي بها في جميع شؤون حياتنا.‬
  • 27. ‫• من سلسلة ايمانيات لفضيلة الشيخ محمد حسان حفظه ال‬ ‫• من موقع شبكة السنة النبوية و علومها )الحلقات و‬ ‫الدروس:: الشمائل النبوية ( المشرف العام الدكتور فالح‬ ‫الصغير حفظه ال‬
  • 28. ‫ل تنسونا و اخوانكم المسلمين في كل بقاع الرض من‬ ‫الدعاء‬ ‫و الحمدل رب العالمين‬ ‫و أصلي و أبارك على المبعوث رحمة للعالمين و على آله‬ ‫و صحبه أجمعين‬