1. دور العلم في حماية البيئة
مقدمة:
•لم تعد حماية البيئة خيارا يحتمل القبول أو الرفض، بقدر ما هي مسألة بقاء
ل تحتمل التأجيل أو التراخي في السعي نحو توفير كل المقومات لنجاحها،
فالبيئة بمعناها الواسع ل تعني شيئا أقل من حياة النسان ومستقبله، وعليه
فل بد من توفير منظومة متكاملة للعمل البيئي الجاد بهدف خلق الوعي
البيئي وتعزيزه.
•ول يخفى ما للعلم من دور بالغ الهمية في نجاح أي جهد إنساني في
شتى المجالت. وحماية البيئة من خلل خلق الوعي البيئي ونشره وتعزيزه
ل تخرج عن هذا التصور.
•فالعلم بوسائله المتعددة يمارس دورا حاسما في إيصال المعلومة
وتثقيف الناس وتوسيع دائرة المعرفة والهتمام خصوصا مع تطور وسائل
ً
التصال وسرعة نقل المعلومة. والعلم الذي يمكن أن يساهم بشكل
إيجابي في دعم جهود حماية البيئة هو العلم الهادف البنّاء، وهو إعلم
يجب أن يقوم على إدارته متخصصون في شتى العلوم لتكون رسالته
واضحةً وقادرةً على الوصول والتأثير في المتلقي.
•إن ثقة الجماهير بالعلم البيئي تختلف من دولة لخرى، ففي الوليات
المتحدة المريكية أوضحت إحدى الدراسات أن الغالبية ترى أن الصحف
اليومية والتلفزيون هما مصدر أهم المعلومات البيئية، وأنها تثق بما تنشره
وتبثه الوسائل من معلومات بيئية.
•وفي دراسة أخرى في انكلترا وجد أن 25 % من الناس يثقون أكثر بالبرامج
الخبارية التلفزيونية، بينما يثق 33 % بالصحف والمجلت السبوعية.
•ويختلف الوضع في الدول النامية، خاصة في تلك التي تسيطر فيها الحكومة
بطريقة مباشرة أو غير مباشرةعلى وسائل العلم، فالجماهير ترى أن
وسائل العلم ل تنشر إل ما تسمح به الجهات الرسمية، وإن نشرت عن
بعض الموضوعات، لليحاء بحرية العلم، فهي تتفادى الدخول في
التفاصيل، وتعمل على طمس الكثير من الحقائق. ومعظم وسائل العلم
في الدول النامية حريصة على عدم تجاوز ما يسمى بـ " الخطوط
الحمراء"، منعا لما قد يسبب ذلك من مشاكل مع الجهات الرسمية. ولذلك
2. يرى الكثيرون أن وسائل العلم في الدول النامية لم تحقق الكثير في نشر
الوعي وترسيخ الفكر والعمل البيئي.
تعريفات:
التوعية البيئية:
عملية نقل الفرد إلى حالة الوعي البيئي من خلل توضيح
المفاهيم والحقائق والقضايا والمشكلت البيئية وآثارها على
حياة النسان بهدف تحفيزه و تحقيق الدافعية لديه وصولً
للسلوكيات و الفعال البيئية اليجابية.
العلم البيئي:
عملية إنشاء ونشر الحقائق العلمية المتعلقة بالبيئة من خلل وسائل العلم
بهدف إيجاد درجة من الوعي البيئي وصولً للتنمية المستدامة .
أهمية و ضرورة العلم البيئي:
•يلعب العلم البيئي دورا هاما في حث وإزكاء سلوك أكثر ملئمة إزاء البيئة
وهو إلى جانب دوره الساسي في تنمية الوعي البيئي يشكل وسيلة مثالية
لرفد التربية بتوفير توعية بيئية لشرائح واسعة من المجتمع التي لم تتلقَ أي
تعليم مدرسي.
•العلم البيئي من أدوات التغيير الواعي الموجه نحو بلوغ مجتمع متوازن
قادر على التفاعل مع بيئته بشكل ايجابي من خلل تنمية مهارات عامة
الناس و تنمية شعورهم بالمسؤولية حيال بيئتهم مما يكون سببا في تغيير
حقيقي في سلوكهم تجاه البيئة من خلل وعي علمي و إرادة حرة لتحقيق
انضباط ذاتي للفراد .
أهداف العلم البيئي:
•تعريف الفرد ببيئته وتكامل أجزائها الجتماعية والثقافية والطبيعية وقدرة
الفرد على تشخيص مشكلت بيئته المحلية والقليمية
والعالمية.
•تتضمن تنمية وعي بيئي اجتماعي يهدف إلى وضع أو تعديل
المعايير التي تعطي الفرد والجماعة إمكانية معرفة العوامل
المخلة بالبيئة ومكافحتها.
3. •تناول الوسائل اللزمة لصون نوعية الحياة وتحقيق التوافق مع متطلبات
التوازن الحيوي )البيولوجي( وعدم التعارض مع مناهج التربية البيئية
المقررة والتعامل معها لتمكين الفرد من التعرّف بعقلنية على بيئته من
خلل سلوك أفضل ونظرة لكوكب الرض بأنه نظام يجب الحفاظ عليه.
•تنمية وتفعيل وعي وسلوك وقيم نحو صون البيئة و تحسين نوعية الحياة.
•فهم الطابع المعقد للبيئة الطبيعية و للبيئة الصناعية التي نتجت عن تفاعل
النسان مع جوانبها الحيوية )البيولوجية( , الفيزيائية , الجتماعية , القتصادية
والثقافية.
•تمكين الفرد من تحديد مشكلت بيئته واقتراح الحلول المناسبة لها .
•تنمية الوعي الناقد لدى أفراد المجتمع لتمييز نوعية البيئة.
•ترسيخ القيم البيئية لدى فئات المجتمع كافة.
أساليب إعلمية لحماية البيئة:
يعتبر بعض الباحثين أن دور العلم يتمثل في حماية البيئة، وزيادة
درجة الوعي البيئي في المجتمع من خلل إتباع الساليب التالية:
1- تنفيذ محاضرات متخصصة وندوات وحلقات بحث لنشر التوعية في قضايا البيئة.
2- تنفيذ البرامج الذاعية والتلفزية التي تكشف الحقائق البيئية للمواطن.
3- تسخير الصحافة لنشر الوعي البيئي عبر مقالت وتحقيقات ورسوم وصور.
4- تشجيع الفراد على زيارة المتاحف والمعارض وحدائق الحيوانات والمحميات
الطبيعية.
5- تشجيع الفراد على تشكيل النوادي والجمعيات المهنية والهيئات الهلية.
6- إنجاح برامج التوعية الصحية وبرامج التثقيف التي تنفذها المؤسسات الحكومية.
أسباب عزوف القبال على العلم البيئي عند الكثير من
العلميين:
•إن التخصص في العلوم البيئية في المنطقة جديد نسبيا
ضمن التخصصات البيئية الكثيرة.
•عند تناول البعد البيئي لمشكلة رئيسة فإن ذلك يتطلب
اللمام بتخصصات أخرى لن قضايا البيئة ذات أبعاد
متداخلة مع القتصاد والتنمية والجتماع والسياسة.
4. •الزمن المطلوب لكتابة تقرير صحفي بيئي يستغرق وقتا أطول لمراجعة
بعض المور الفنية والعلمية والحصائيات.
•إن القضايا البيئية تثير معها سياسات صاحب القرار الرسمي، وأصحاب القرار
من القطاع الخاص، الذين قد تتعارض مصالحهم مع حماية البيئة والتنمية
المستدامة.
•طبيعة المشكلة البيئية ل تشكل سبقا صحفيا إل إذا تعلقت بكارثة بيئية أو
بأضرار فادحة ناتجة عن التلوث.
•عدم تشجيع القائمين على المؤسسات العلمية والصحفية ودفعهم
للخوض في مجال البيئة وعدم تخصيص صفحات في الجرائد أو برامج في
الذاعة والتلفزيون تهتم بشؤون البيئة والتوعية البيئية والفتقار إلى الرشيف
التخصصي والمكتبة التلفزيونية، وانخفاض الجور التي يتم منحها عن
الموضوعات والريبورتاجات التي تحتاج إلى جهد ومال كبيرين.
أخيرا: العلم البيئي العربي والخطاب المطلوب:
العلم البيئي العربي بحاجة ماسة للغة مبسطة ومفهومة لتوصيل المعلومة البيئية
لرجل الشارع ومتخذ القرار، وذلك ل يأتي إل من خلل المعرفة البيئية التي تنشأ على
شكل استنتاجات تبنى على أساس المعلومات التي سبق دراستها وتحليلها، ول تكتمل
الفائدة منها إل من خلل نشر المعلومات بشكل يسهل فهمه والتفاعل معه، وذلك
يحتم على العلميين التقيد بالتوجيهات العامة التالية:
•ضرورة تفسير المعلومات البيئية.
•تجنب التعميمات المرتكزة على معطيات غير وافية وموثقة.
•العتماد على مصادر محددة جغرافيا وزمنيا.
•تجنب الثارة والتهويل، اللذين قد يولدان حالت من الذعر غير المفيد لدى
الجمهور.
•توضيح المفاهيم غير المألوفة، مثل الفرق بين مخلفات المجاري الخام
والمخلفات المعالجة.
•عرض الجوانب السلبية واليجابية من كل قضية بيئية.
•بناء جسور تواصل بين العاملين في الجهزة البيئية ووسائل العلم العربية
المختلفة.
.........................................................................................................
إعداد الطالبة/ بشرى أبو حسون